«الإسكان» تكشف تفاصيل خطة مجابهة الأمطار بعد التحول من المناخ الجاف للمطر
قال الدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان لشئون المرافق، إن ملف الأمطار من الملفات المهمة جدًا لديهم حاليًا، فى ظل التغيرات المناخية التي أصبحت عيانًا بيانًا داخل مصر وخارجها، ونشاهد على شاشات التليفزيونات التقارير الخاصة بالكوارث في أمريكا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وغيرهم، التي تتسب فى وفاة الكثير من الأشخاص.
وأوضح إسماعيل فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه بالنسبة لنا كمصر، كان لدينا مشاكل كبيرة في خدمات الصرف الصحي التي لم تكن متاحة، فكانت أولوياتنا دائمًا إنجاز هذا الملف، ومن ثم نعمل فى أي تدخلات أخرى، ومع المعدلات التي سقطت من مياه الأمطار غير المسبوقة خلال الأربع أو الخمس سنوات السابقة، كان لزامًا علينا أن نتحرك.
وتابع: «التحرك في ملف المطر في مصر في اتجاهين، هناك اتجاه متعلق بالمحافظات الأساسية الـ27 التى تقع تحت مظلة وزارة التنمية المحلية والمحافظين كل منهم على رأس محافظته، ولدينا شركات المياه متواجدة فى كل المحافظات تحت مظلة وزارة الإسكان والشركة القابضة، وهناك نموذج آخر وهو أجهزة المدن الجديدة تحت مظلة وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة».
وأضاف قائلًا: «البداية كانت بتقييم الوضع، دائمًا نحدد نقطة الانطلاق– "إحنا واقفين فين؟.. مشاكلنا فين؟"، وعندما بدأت الظاهرة فى 2017 و 2018 بدأنا تقييم الوضع، ووجدنا مشاكل كبيرة جدًا، على سبيل المثال لم يكن هناك صرف مطر فى المدن الجديدة، وكانت الفكرة القائمة هي ربط مياه المطر على الصرف الصحي وهي فكرة خاطئة؛ لأن المحطات ليست مصممة على تحمل مياه الأمطار، وعند دخولها على مياه الصرف يؤدي ذلك لانخفاض كفاءة تشغيل المحطات».
وتابع نائب وزير الإسكان لشئون المرافق: «بدأنا على الفور تنفيذ حلول أسميناها حلولا لا مركزية، وبدأنا تنفيذها على مدينة من أكبر المدن التي شهدت كوارث بسبب تجمع مياه الأمطار- القاهرة الجديدة، وألغينا فكرة ربط 3 و4 ملايين متر مكعب فى اليوم على شبكة صرف صحي مصممة لاستيعاب 800 أو 900 ألف متر مكعب يوم، بالطبع هي فكرة خاطئة وكان لا بد من توقفها».
وقال: «إن من بين الحلول التي نفذناها، بحثنا المناطق الأقل مناسيب والتي تتجمع فيها كميات كبيرة من الأمطار، وقررنا القيام بعملية الشحن الجوفي لهذه المياه من خلال آبار لهذا الشحن، بأعماق 15 و 20 مترا رأسيا، وهنا تخزن هذه المياه ولا نفقدها، من أجل الأجيال القادمة؛ لأننا نعلم بالطبع أن هناك خزانا جوفيا للمياه فى باطن الأرض، ومعروف أيضًا أن هناك بعض المناطق التي نسحب منها مياه ارتوازية، وهي الآلية الأولى لمجابهة المطر».
وتابع: «أما الآلية الثانية، بدلًا من أن تكون المناطق الخضراء في هذه المدن على منسوب عالى من الأرض ومن ثم تسقط عليها مياه الأمطار وتسقط بعد ذلك على الطرق لتسبب فى عمليات الغرق، قمنا بعكس الوضع، أي قمنا بحفرها لتكون على مستوى منخفض عن مستوى الأرض ونحولها لخزان، ونفذنا هذا الإجراء في القاهرة الجديدة، وهي دراسة وتخطيط تم إعداده بالتعاون مع كلية التخطيط العمراني والهندسة بجامعة القاهرة».
وأوضح «إسماعيل»، أننا كنا دولة مصنفة أنها غير ممطرة ذات مناخ جاف، وعندما ظهرت التغيرات المناخية، وزاد التأثر من سنة للسنة التالية، كان لا بد أن نتدخل، وما لا يدرك كله لا يترك كله، وعندما قمنا بالإجرائين السابقين، تمكنا من تخزين 10 لـ20 ألف متر مكعب من مياه الأمطار في كل حديقة، ونتحدث وفقًا لحسابات هندسية؛ لأن الأعماق مصممة بمقاسات معروفة، وهذه المياه يمكن استدعاؤها واستخدامها في الزراعات وري الحدائق، وهنا استفدنا منها فى شقين، الأول وقت المطر قمنا بتخزينها بدلًا من تسببها في كوارث وضياعها، والثاني استخدامها بعد الشتاء فى ري الزراعات، وبالطبع هناك جزء من مياه الأمطار سيدخل على شبكات الصرف الصحي، وهو ما نعمل حسابنا له في تصميم الشبكات، نضع 10 لـ15% طاقة استيعابية لمياه الأمطار الذي سيدخل غصبًا عنا إلى الشبكة.
وأضاف: «تم تنفيذ الآليات السابقة وتم اختبارها فى أكثر من نوة من النوات التي حدثت، وتحققنا من نتائج هذه الإجراءات فعليًا، وسنكمل عليه لأننا لم ننته منه، وبسبب حجم المشروعات الضخم الذي ننفذه، ندرج حجم أعمال لاستكمال المخطط فى كل المدن الجديدة».
وقال «إسماعيل»: «أما بالنسبة للمدن والمحافظات الأساسية، مثل دمياط والإسكندرية ننفذ الخطة الاستيراتيجية القومية لمجابهة مياه الأمطار، قسمنا المحافظة لـ3 أجزاء، شنايش في الجزء المقابل للبحر، والجزء الجنوبي من حوله الترع والمصارف نجمع فيه الأمطار ونحولها بعد ذلك لمشروع الدلتا الجديدة، أما الجزء الوسط في الإسكندرية بسبب بعده عن البحر والترع والمصارف فستكون الحلول بالرمي على شبكات الصرف الصحي، وبهذا تدخل كل مياه الإسكندرية على إعادة الاستخدام».
وكشف عن أن الأولوية الأولى في خطة مجابهة مياه الأمطار بالإسكندرية تضم 9 مشروعات، بدأ تنفيذها العام الماضي وأنجزنا منها 3 مشروعات، وفرت الحلول للمناطق التي نسميها المناطق الساخنة، وجار استكمال الـ6 مشروعات المتبقية والمخصصة للمناطق الساخنة هناك، ونعمل وفقًا لخطة متعددة المراحل بدأنا منها المرحلة الأولى.
وأنهى تصريحاته الخاصة قائلًا إنه بالنسبة للمدن الجديدة، وفقًا لما جرى في القاهرة الجديدة، أصدرنا تعليمات لأجهزة المدن الجديدة بدراسة الموقف لدى كل منهم خاصة المدن التي تضم عدد سكان كبيرا، ومن اليوم الأول نقول بأنه لا بد أن تكون لدينا منظومة صرف مطر، وهنا نتحدث عن 4 شبكات (شبكة مياه الشرب، وشبكة الصرف الصحي، وشبكة الأمطار، وشبكة الري).