هل تنجح روسيا في مواجهة التيارات أم ستتراجع أمام الدعم الغربي لكييف؟
في ظل الدعم المستمر من الغرب لصالح أوكرانيا، والتصريحات المستمرة من كافة الدول وآخرها تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن كييف ستحصل على كافة احتياجاتها من المساعدات العسكرية، ما زالت الأزمة الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على العالم بتأثيراتها السلبية على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
فهل ستستمر الحرب الروسية الأوكرانية في ضغطها على الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار في كافة الدول أم تستسلم روسيا في النهاية للوساطات الدولية.
أكد قال هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في العلاقات الدولية، أن المساعدات الأمريكية الغربية الأوروبية لأوكرانيا من شأنها أنها تؤسس، وتؤكد أن مؤشرات استمرار الحرب مستمرة لفترة طويلة، لافتاً إلى أن الأزمة الروسية والأوكرانية على الرغم من وجود مؤشرات والحديث عن هدنة ومفاوضات ومباحثات لكن الخط العام يؤكد أن هناك مساحة كبيرة من الفجوة تتسع بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية من جانب والجانب الروسي من جانب آخر.
وأضاف سليمان في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الموقف في سبيله للتأزم والمساعدات الموجهة لأوكرانيا والمخصصة لدعمها من شأنها إطالة أمد المواجهة ولا يوجد طرف دون آخر قادر على الحسم وإنهاء الحرب بشكل كامل، مؤكد أن هذا الموقف العالق سيستمر بشكل كبير.
سليمان: إعلان واشنطن بتخصيص الأصول الروسية لكييف ستعصف بما تبقى من سمعتها
وأوضح سليمان أن الإشكالية الآن هي تأثر العالم جراء الأزمة، فيما تحاول بعض الدول الكبرى توظيفها لتحقيق بعض المصالح، لافتاً إلى أن تصريحات المتحدث باسم وزارة العدل الأمريكية بتخصيص الأصول الروسية على أراضيها لأوكرانيا، استفزاز صريح ومباشر للجانب الروسي بشكل كبير، مشيرًا إلى أنه له جانب آخر مختلف، وهو أن تلك الخطوة من شأنها أن تعصف بما تبقى من سمعة الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول أن تصدر نفسها بأنها موطن المشاريع الحرة وحرية الرأسمالية، وهذا يسئ من مدركات الولايات المتحدة وقيمة الدولار فى المعاملات الدولية.
واختتم سليمان تصريحاته قائلًا: "من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تأزم بشكل كبير مع ارتفاع مستوى المواجهات بجانب تعقيد المشهد على الأرض وسيكون هناك مواجهة أوكرانية روسية أشد مما سبقها تزيد من التأزم في الفترة المقبلة، كما تزيد من الأزمة العالمية ومعاناة دول العالم مع تفاقم موجة ارتفاع الأسعار، بجانب ارتفاع أزمة الغذاء والأسعار بجانب وجود أزمة للطاقة خلال الفترة المقبلة خاصة مع الدخول في فصل الشتاء بشكل كامل.
واختتم سليمان تصريحات قائلًا: “مخرجات المواجهة الروسية الأوكرانية ستساهم في ماهية وشكل النظام الدولي خلال المرحلة المقبلة وما إذا كانت روسيا ستنجح في مواجهة هذه التيارات أم ستتراجع في حالة الدعم المستمر للجانب الأوكراني”.