«الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» أكثر المناطق عرضة للجفاف خلال الفترة المقبلة

كشف البنك الدولي عن أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي أكثر المناطق تعرضًا للجفاف إلى حد بعيد، حيث تم الحصول على هذا التوزيع عن طريق تراكب مواقع الأراضي المحصولية الحالية باستخدام قياسات صور الأقمار الصناعية للجفاف على مدى 15 عاما. وتبلغ القيمة الوسيطة للتعرض للجفاف الشديد خلال هذه الفترة 55 شهرا. ولذلك، فإن الأراضي المحصولية في تلك المناطق معرضة لأوضاع جفاف شديدة بنسبة 30% من الوقت أو لمدة أربعة أشهر في المتوسط كل عام.

وأوضح البنك الدولي في تقرير له حصل «الدستور» على نسخة منه، أن الجفاف، إذا ما اقترن بتذبذب درجات الحرارة وكميات هطول الأمطار، يشكل قيدًا شديدًا يسرع من وتيرة تدهور الأراضي وذلك وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ 2019. 

وأشار البنك الدولي، إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تخسر الأراضي المحصولية بوتيرة هي الأسرع في جميع المناطق. ويظهر تتبع ديناميكيات التغير في الغطاء الأرضي على مستوى العالم أن كتلة الأراضي المزروعة أبعد ما تكون عن الثبات، حيث تكتسب بعض المناطق أراضي محصولية فيما تخسر أخرى. 

ويكشف تحليل صور الأقمار الصناعية من 2003 إلى 2018 أن جميع مناطق العالم شهدت مستويات كبيرة من المكاسب والخسائر خلال هذه الفترة، ولكن المعدل الإجمالى لفقدان الأراضي المحصولية لم يكن الأعلى في منطقه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الرغم من تغير المناخ والملوحة. وقد تعكس هذه النتيجة الجهود التي تبذلها بلدان المنطقة للحفاظ على الأراضي المزروعة (على وجه الخصوص، من خلال مخططات الري). 

وفيما يتعلق بالمكاسب التي تحققت في الأراضي المحصولية، فإن السمة الملحوظة هي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لديها أعلى نسبة من الأراضي المحصولية الجديدة المكتسبة في مواقع كانت تصنف سابقا على أنها قاحلة، وهو ما يعكس على الأرجح استصلاح الأراضي الصحراوية الذي جرت العادة على ممارسته في المنطقة. وعلى الرغم من أن النتيجة الصافية لهذه الديناميكيات كانت مكسبا إجماليا في الأراضي المحصولية في بعض المناطق (أمريكا اللاتينية وجنوب آسيا وأمريكا الشمالية)، فإن جميع المناطق الأخرى شهدت خسارة صافية، حيث فقدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأراضي المحصولية بشكل عام بوتيرة أسرع.