برلمانى: مصر تسعى لتمكين الشباب لمواجهة التطرف والظلام
شارك حسن عمار، عضو مجلس النواب، في المؤتمر البرلماني الأول لمكافحة الإرهاب والتطرف بشأن إدماج الشباب، تحت شعار «فهم التهديد الإرهابي في إفريقيا»، المنعقد بدولة توجو، والمنظم بمشاركة كل من مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والجمعية الوطنية في توجو بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الإفريقي، واللجنة البرلمانية لمجموعة دول الساحل الخمس، وذلك بحضور أكثر من 250 مشاركًا من 20 دولة بينهم برلمانيون وممثلو منظمات شبابية ومنظمات المجتمع المدني.
واستهل "عمار" كلمته بتوجيه الشكر والتقدير لأعضاء مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، والاتحاد البرلماني الإفريقي، وبرلمان توجو، على الجهد الفائق الذي بذلوه لإخراج أعمال المؤتمر بالشكل اللائق، منوهًا بأن ظاهرة الإرهاب البغيضة التي تهاجم مجتمعاتنا بكل ضراوة تستهدف الركن الأساسي في تلك المواجهة الشاملة، وهم الشباب خط الدفاع الأول عن المجتمعات.
وأضاف "عمار" أن الشباب هم عصب الأمة الذين تعتمد عليهم لبناء نهضتها في الحاضر ووضع ملامح خريطتها من أجل المستقبل، إلا أن مفارقة الحاضر تكشف عن قيام التنظيمات الإرهابية بتحويل تلك الطاقة الشبابية إلى معول للهدم والخراب والتدمير بقيامهم بتجنيد قطاعات عريضة من الشباب مستغلين الأزمات الاقتصادية والمجتمعية، مما يهدد المجتمعات ويضع خططها للتنمية في مهب الريح، فلا تنمية مستدامة من أجل المستقبل بدون أمن وأمان.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن مصر لم تكن بعيدة عن هذا الهاجس العالمي بشأن خطر تحول الشباب إلى طاقات هدامة، فعمدت إلى سياسات واستراتيجيات لتمكين الشباب على كل الأصعدة والمستويات ضمن مقاربتها الشاملة لمكافحة الإرهاب، وانعكاسًا لهذا التوجه عمل الدستور الصادر في 2014 على تعزيز مشاركة الشباب في الحياة العامة، حيث نص في مادته 82 على أن "تكفل الدولة رعاية الشباب والنشء، وتعمل على اكتشاف مواهبهم، وتنمية قدراتهم الثقافية والعلمية والنفسية والبدنية والإبداعيةً، وتشجيعهم على العمل الجماعى والتطوعى، وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة"، ولعل ذلك النص الفريد على مستوى دساتير العالم يعكس الأهمية الفائقة التي توليها مصر لدعم الشباب وتمكينهم، وأن حرصها على هذا الأمر بلغ أن أفردت له نصًا دستوريًا ملزمًا.
وتابع: "ولم تكتف مصر بهذا النص الدستوري المحكم فحسب، بل تعددت المبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب اقتصاديًا وسياسيًا، فطرح الرئيس المصري مبادرة لتوفير مائتي مليار جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يستفيد منها الشباب بالدرجة الأولى، كما أعلن الرئيس السيسي 2016 عامًا للشباب المصري، وبادر إلى تشكيل مجالس متخصصة تتبعه مباشرة أفسح المجال فيها لمشاركة شبابية واسعة تتصل به اتصالًا مباشرًا كي تنقل إليه هموم الشباب وشواغلهم ورؤاهم للمستقبل"، مضيفًا أنه على المستوى السياسي تم تعديل قوانين مجلس النواب ومباشرة الحقوق السياسية، بما يفسح المجال أمام مشاركة أوسع وأكثر عمقًا من جانب الشباب، وكان محصلة ذلك ارتفاع تمثيل الشباب في مجلس النواب المصري إلى أعداد غير مسبوقة في تاريخ الحياة النيابية المصرية.
ولفت "عمار" إلى أن مصر لم تكتف بصوغ تجربتها لتمكين الشباب على الصعيد الوطني فحسب، بل عمدت على المشاركة في الجهود العالمية في هذا الملف، فأنشأت منتدى شباب العالم والذي أصبح أكبر منصة حوارية شبابية عالمية لمناقشة التحديات والقضايا العالمية ووضعها أمام القادة وصناع القرار في العالم، مضيفًا أن مدينة شرم الشيخ استضافت أربع نسخ من هذا المنتدى الشبابي، ولعل هذا يأتي في قلب السياسات المصرية الهادفة إلى جعل الشباب مشاركين في صنع الأحداث على الصعيدين الوطني والعالمي، وهو ما يمثل استفادة قصوى من تلك الطاقة الشبابية في البناء والحضارة وإنقاذ المجتمعات.