في ذكرى ميلاد صاحب أشهر علامة تجارية.. قصة رفض كريستيان ديور أن يصبح دبلوماسيا
يحل اليوم 21 يناير، ذكرى ميلاد مصمم الأزياء العالمي كريستيان ديور، الذي أمتعنا بتصميماته العالمية التي ما زلت حية حتى الآن، وبهذه المناسبة سنوضح كيف وصل ديور إلى هذه المكانة والصعوبات التي واجهته.
بداية حياة كريستيان ديور ومخالفته لأهله
كريستيان ديور لم يدخل عالم الأزياء مرة واحدة، حيث بدأ حياته بدراسة العلوم السياسية بباريس لتحقيق رغبة والده ليصبح دبلوماسيا، لكن شغفه بأن يصبح مهندسا معماريا جعله يسعى لتحقيق هذا الشغف، ففي عام 1928 ابتعد عن رغبات والده وتحقيقها، وبدأ يتبع شغفه، فترك المدرسة، وبدأ بالتحضير لإنشاء أول صالة عرض للفنون، إلا أنها لم تستمر لفترة طويلة، بسبب فقدان والده التحكم والسيطرة على شركة العائلة Dior Frères ليضطر كريستيان إلى غلقها.
بيع ديور تصميمات الأزياء للحصول على المال
لم يتخل كريستيان عن حلمه رغم الظروف، فقام ببيع تصميمات الأزياء للحصول على المال، وذلك كي لا يتخلى عن مواصلة هدفه طالما حلم به، لتأتي اللحظة التي دائما ما كان يحلم بها، وحصل على وظيفة من قبل مصمم الأزياء روبرت بيجيه، فأتاح له فرصة التعلم باحترافية، وعرفه على أسرار المهنة وخباياها، ليصمم ديور ثلاث مجموعات مختلفة تحت إشراف بيجيه.
الحرب العالمية وتأثيرها على حلم ديور
يأتي سبب آخر ويوقف حلم ديور، وهو قيام الحرب العالمية الثانية، فيضطر لترك العمل مع بيجيه ليلتحق بالجيش، ليعود مرة أخرى إلى باريس عام 1941، ولكن هذه المرة ليعمل مع مصمم الأزياء لوسيان ليلونغ، وكان في هذا الوقت من أفخم وأفضل دار الأزياء في باريس.
كان عام 1948، هو عام تحقيق أهم أحلام وإنجازات ديور في عالم الموضة، فبلمسته الخاصة اتجه بالموضة في باريس إلى بُعد آخر، وقام بفتح دار الأزياء الخاص به، ولكن كريستيان لم يقم بهذا العمل وحده دون تمويل، فقام بمساعدته رجل الأعمال الغني مارسيل بوساك، وكان وقتها وصاحب أشهر معامل للنسيج.
بعد فترة من إطلاق الدار، أصبح كريستيان من أشهر العلامات في الموضة، فطور من نفسه وأدخل عمل العطور والجوارب والأزياء الحديثة في عمله، كما شهد انطلاق موضة A-line من تنانير وفساتين في عام 1955، والتي كانت بمثابة صيحة جديدة في عالم الموضة الفرنسية والعالمية، ليرشح كريستيان بعدها لجائزة الأوسكار لأفضل تصميم أزياء في نفس العام.
حتى وفاة كريستيان عام 1957 أثر أزمة قلبية في إيطاليا، كانت دار الأزياء الخاصة به تكسب أكثر من 20 مليون دولار سنويًا.
استعراض تاريخ أزياء كريستيان ديور في متحف فيكتوريا آند ألبرت بلندن
تم وضع أشهر الطقم أزياء كريستيان ديور في متحف فيكتوريا آند ألبرت بلندن، والقطعة الرئيسية المعروضة هي قطعة هو النسائي "بار سوت"، الذي أثار استياء كبير من النساء في بداية الأمر، ولكنه نال إعجاب صحافة الموضة والأزياء آنذاك، إلى حد أن وصفوه بـ"الإطلالة الجديدة"، حيث تميز الطقم بخصره الضيق وتنورته الواسعة المدلاة حتى الكاحلين بنحو 18 مترًا من قماش ذي انطواءات، وهو ما كان خروجاً جذريًا عن موضة الحرب العالمية الثانية التي اتسمت بالرزانة والوقار، والتي فرضها التقنين الصارم للأقمشة في زمن الحرب، ليتخلص ديور من التصاميم المتخشبة عديمة الملامح في سبيل الاحتفاء بالأنوثة، إلا أن البعض اعتبره ذلك سلبًا لحرية النساء مرة أخرى، وكأن المرأة زينة لا تتحرك.
رغم الانتقادات وقتها، إلا أن طقم "بار سوت: كان له مع أعمال ديور اللاحقة، الفضل في تحديد شكل الموضة في الخمسينيات من القرن العشرين، والتي جعلت ديور أشهر مصممي الأزياء في العالم، حتى أنه تغلّب على منافسيه الإيطاليين والأمريكيين، لتستعيد باريس بفضله، عرشها عاصمة الموضة في العالم.
داخل المتحف يستمتع الزوّار بجمال أكثر من 500 قطعة معروضة "من بينها 200 قطعة نادرة مصممة بطراز "هوت كوتور" الراقي"، فللمعرض جمال لا يُمكن إنكاره.
بالنسبة لعشاق ديور المخلصين، يُعد المعرض فرصة لمعاينة أنساق من الفساتين المذهلة التي صممها ديور في خلفية رقيقة رائعة الجمال تسمح لهم بإمعان النظر في تصميم الأزياء المُخاطة يدوياً. وبالنسبة لحديثي العهد بدار الأزياء، فإنَّ افتقار العرض إلى السياق التاريخي يحرمهم من معرفة متكاملة بالأهمية الحقيقية لدار الأزياء النافذة في عالم الموضة.