ماذا يحدث في لبنان؟.. سيناريو تدخلات خارجية بعد فشل 11 جلسة لانتخاب الرئيس
فشل مجلس النواب اللبناني الخميس للمرة الحادية عشر، في انتخاب رئيس للجمهورية، فيما أعلن نواب لبنانيون إضرابهم داخل المجلس لحين انتخاب رئيسا للبلاد.
وقال المحلل السياسي اللبنانى عبدالله نعمة: «الديمقراطية تسقط وسقطت في لبنان، وأصبح الدستور كلمة وليس مرجع لإدارة لبنان وشئون المواطن اللبناني في ظل سلطة فاسدة والقوى السياسية اللبنانية وجميع الاحزاب للأسف مرتبطة بدول وأجندات خارجية وهذا بحد ذاته يمنع قيام الدولة اللبنانية لأن لبنان مرتبط بالتسوية والذي في نفس الوقت هو بعيد عنها وهي التسوية في الشرق الأوسط والوضع الاقليمي وخاصة بعد ما صوت البرلمان الأوروبي على أن الحرث الثوري الإيراني هو إرهابي، وهكذا فلم يعد هناك أمل للاتفاق النووي الإيراني الأمريكي وهذا يجعل التسوية في منطقة الشرق الأوسط مستحيلة في الوقت الراهن وهذا ما يجعل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان شبه مستحيل في الوقت الراهن».
وأوضح نعمة، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن اعتصام النواب اللبنانيين في المجلس النيابي هو مسرحية هزيلة ولن تسفر إلى أي نتيجة والنواب المعتصمين هم مرتبطين بالقوى الخارجية ولا يملكون قراراهم لأن لبنان للأسف قراره يأتي من الخارج والدليل على هو فشل انتخاب رئيس للجمهورية خلال جلسة الخميس، وهي الجلسة الحادية عشر، ولم يحدد جلسة أو دعوة أخرى هو دليل أن انتخاب الرئيس أصبح مستحيل في الوقت الراهن بانتظار تسوية خارجية.
وتابع نعمة: “نحن نعلم أن هناك خلافات حول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وهذا من ضمن الخلافات الداخلية والخارجية ويجب حلها الوضع الاقتصادي صعب للغاية والدولار أصبح يفوق الخمسين الف ليرة وهذا بحد ذاته يبشر بأننا ذاهبون على أوضاع اقتصادية أصعب لان الدولار في لبنان مرتبط بالأوضاع السياسية بشكل مباشر وهذا دليل أن الاوضاع في المنطقة صعبة والتسوية الاستراتيجية لم ترى النور”.
دربج: ما يشهده لبنان مظهر من مظاهر انحلال الدولة
من جهتبه، قال المحلل السياسي اللبناني الدكتور على دربج: «في الواقع ما يشهده لبنان هو مظهر من مظاهر انحلال الدولة، فلم يعد هناك شيء في لبنان يعمل، كافة مؤسسات الدولة معطلة».
وأضاف دربج فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن المؤسسات السياسية معطلة خاصة رئاسة الجمهورية، المؤسسات الدستورية ضائعة بين الولاءات السياسية والطائفية، والمؤسسات المالية فقدت ثقة الشعب اللبناني وحتى على المستوى الدولي، وهناك وفود أوروبية ودعاوى أوروبية وأمريكية بحق مصارف وحاكم مصرف لبنان.
وتابع دربج: "هذا بجانب الانهيار غير المسبوق لليرة اللبنانية وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بحيث لا يمكن المبالغة عندما نقول أنه لم يعد هناك طبقة وسطى في لبنان وفقط أصبح هناك طبقة فاحشة الثراء وطبقة مسحوقة وليس هناك طبقة بين الاثنين".
وحول اعتصام النواب اللبنانيين، قال دربج إنه هو مظهر من مظاهر التعبير عن الرأي وتسجيل الموقف وهذا لن يؤثر ولا يقدم ولا يؤخر شيء في الحلول.
وأشار دربج إلى أن القوى السياسية في لبنان كلا يغنى على ليلاه، كل يريد رئيس على مقاسه الخاص.
أما حول التدخل الخارجي، قال دربج إن الخارج غير مبالى حتى الان، فالولايات المتحدة لها أولويات فى مكان اخر منها مسألة الصين والأزمة الروسية الأوكرانية، التي تأخذ كل اهتمامات الولايات المتحدة .
وأكد دربج أن كل الأطراف الأساسية في الخارج غير مباليين بما يحدث في لبنان، وبالتالي لم يكن هناك حلول فى الأفق، وكل الضروب التى تؤدى الى رئاسة الجمهورية وانتخاب الرئيس تبدو مقفلة حتى الآن.
وشدد دربج على أن الوضع فى لبنان مظلم وهناك احتمالات من انفلات أمنى واضطرابات اقتصادية ومعيشية واجتماعية، داعيا أن يقى الله لبنان من الشر والضياع.