قمة القاهرة.. ولقاء أبوظبى
مع قادة عمان، البحرين، قطر، والأردن، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم الأربعاء، فى «لقاء أبوظبى» التشاورى، الذى دعا إليه الرئيس الإماراتى محمد بن زايد، لترسيخ العلاقات الأخوية الراسخة بين الدول الست، والتنسيق بينها بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، ومناقشة مختلف جوانب التعاون والتكامل، التى تحقق تطلعات شعوبها إلى مستقبل تنعم فيه بمزيدٍ من التنمية والتقدم.
تحت عنوان «الازدهار والاستقرار فى المنطقة»، تناول القادة مختلف مسارات التعاون والتنسيق المشترك، واستعرضوا عددًا من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك والتحديات التى تشهدها المنطقة، واتفقوا على أهمية تنسيق المواقف، وتعزيز العمل العربى المشترك، للتعامل مع هذه التحديات، كما شدّدوا على «أهمية الالتزام بقواعد حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية»، وأكدوا، مجددًا، أن التعاون وبناء الشراكات الاقتصادية والتنموية بين دولهم، وعلى المستوى العربى ككل، هو المدخل الرئيسى، أو الأساسى، لتحقيق التنمية فى ظل عالم يموج بالتحولات وتتعدد فيه الأزمات.
العاهل الأردنى، الملك عبدالله الثانى بن الحسين، كان هنا، فى القاهرة، أمس الأول الثلاثاء، وبحث معه الرئيس السيسى، فى لقاء ثنائى، سبل تعزيز أوجه التعاون بين البلدين، خاصةً ما يتعلق بتعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجارى، وتأسيسًا على ما يجمعهما من توافق فى الرؤى والمصالح. وخلال قمة ثلاثية، جمعت الزعيمين بالرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، جرى تناول تطورات القضية الفلسطينية فى ضوء المستجدات الراهنة فى الأراضى العربية المحتلة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها.
فى قمة القاهرة الثلاثية، اتفق القادة على استمرار التشاور والتنسيق المكثف فى إطار صيغة التنسيق الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام، وفقًا للمرجعيات المعتمدة، وذلك فى إطار الجهود الرامية لمساعدة الشعب الفلسطينى الشقيق فى نيل جميع حقوقه المشروعة، وفى مقدمتها حقه فى الحرية والاستقلال والدولة ذات السيادة على ترابه الوطنى على أساس حل الدولتين. وأكدوا ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللا شرعية التى تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل والتى تشمل الاستيطان ومصادرة الأراضى الفلسطينية وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمدن الفلسطينية، وانتهاك الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها.
الهدف الأساسى من القمة الثلاثية واللقاء السداسى، هو إعلاء المصالح المشتركة ودرء أى خلافات بينية، وتقاسم الأعباء والمسئوليات، لتسوية الأزمات المزمنة أو تلك التى بدأت منذ أكثر من عقد. وهو الهدف نفسه، الذى سعت إليه لقاءات عديدة، خلال العام الماضى، كان أبرزها وأحدثها اللقاء الخماسى، الذى دعا إليه الرئيس السيسى، واستضافته مدينة العلمين، فى ٢٢ أغسطس الماضى، وناقش خلاله مع قادة الإمارات والبحرين والأردن والعراق، سبل دفع العلاقات العربية العربية إلى مستوى متقدم، وتوحيد الرؤى فى مواجهة التحديات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن التطورات الإقليمية والدولية المتعددة.
قبل لقاء العلمين، استضافت مدينة العقبة الأردنية، فى مارس الماضى، لقاءً رباعيًا شارك فيه قادة مصر والإمارات والأردن والعراق. وفى يونيو التالى، استضافت مدينة شرم الشيخ، قمة مصرية أردنية بحرينية، سبقتها قمة مصرية إماراتية أردنية استضافتها القاهرة، فى أبريل، جرى خلالها الاتفاق على «الانطلاق معًا نحو آفاق واسعة من الشراكة الاستراتيجية»، وكان تلك هى شرارة إطلاق «مبادرة الشراكة الصناعية التكاملية»، التى تم الإعلان عن تأسيسها فى ٢٩ مايو الماضى، والتى بدأت ثلاثية، ثم صارت رباعية، بانضمام البحرين، ولا تزال مفتوحة للدول الراغبة فى تطوير قطاعها الصناعى وتعزيز الاكتفاء الذاتى.
قمة القاهرة الثلاثية ولقاء أبوظبى السداسى، إذن، خطوتان إضافيتان فى طريق توحيد الرؤى والجهود العربية، لإرساء دعائم أمن المنطقة واستقرارها، ولمواجهة التحديات الإقليمية والدولية المختلفة. ولعلك تعرف أن غالبية الدول الست، أو كلها باستثناء واحدة، تجمعها أطر تعاون ثنائية، ثلاثية ورباعية، سياسية، أمنية، اقتصادية وتنموية.