3 تساؤلات لم يجب عنها مجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية 18
منذ أيام قليلة مضت؛ أعلنت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية نتائج جائزة ساويرس الثقافية فى دورتها الـ 18، فى عدد من الفروع بحفل أقيم في قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية؛ وهو ما تسبب فى إثارة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعى من قبل المثقفين؛ سواء من فاز منهم بالجائزة مثل الكاتب شادي لويس بطرس الذي اعتذر عن جائزة ساويرس الثقافية لأفضل عمل روائي فرع كبار الأدباء عن روايته "تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة"، أو من أدان منهم رؤساء لجان التحكيم مثل الكاتب حمدى أبو جليل الذي هاجم الروائي إبراهيم عبد المجيد رئيس لجنة تحكيم الجائزة فرع كبار الأدباء متهماً إياه بإستبعاد أعماله.
مجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية بعد يومين من إعلان الجائزة أصدر بيان أعرب فيه عن أسفه الشديد لاعتذار الكاتب شادي لويس وتنازله عن جائزة ساويرس الثقافية لأفضل عمل روائي - فرع كبار الأدباء، دون إبداء أسباب.
ورغم صدور بيان مجلس الأمناء؛ وبعد أن هدأت الضجة التي صاحبت إعلان الجائزة في دورتها الـ 18؛ يبقى 3 تساؤلات لم يجب عنها مجلس أمناء الجائرة؛ نرصدها في السطور التالية:
التساؤل الأول: هل يجوز أن يدير عضو لجنة تحكيم ندوة لرواية فازت لاحقًا بالجائزة؟
في 26 أكتوبر 2022، نظم المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة ندوة لمناقشة كتاب "المعلم إبراهيم جوهري، سيرة مصرية من القرن الثامن عشر" للدكتور مجدي جرجس المستشار العلمي للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة ورئيس قسم المكتبات والوثائق بكلية الآداب بجامعة كفر الشيخ؛ وناقش الكتاب كل من، نللي حنا (الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة) والدكتور محمد عفيفي (أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة)، وأدار الندوة الكاتب الصحفي (سيد محمود) عضو لجنة تحكيم النقد الأدبي والسرديات الأدبية بجائزة ساويرس فى دورتها الـ 18، ومع إعلان الجائزة فاز كتاب "المعلم إبراهيم جوهري، سيرة مصرية في القرن الثامن عشر" للدكتور مجدي جرجس بجائزة أفضل عمل في مجال النقد الأدبي مناصفة مع بهاء جاهين عن كتابه ”الملك والمالك”، الصادر عن دار الشروق.
فوز الدكتور مجدي جرجس المستشار العلمي للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة بالجائزة حتى ولو مناصفة يكشف عن تساؤل لم يجب عنه مجلس أمناء الجائزة في بيانهم؛ إلا هو هل يحق لعضو لجنة تحكيم النقد الأدبي سيد محمود ان يدير ندوة عن هذا الكتاب ومن ثم يفوز بالجائزة؟.
يذكر أن أعضاء لجنة تحكيم النقد الأدبي: الأستاذة الدكتورة فاتن مرسي (مقررة اللجنة)، الكاتب إبراهيم منصور، الكاتب سيد محمود، الكاتبة الأستاذة شهرت العالم، الدكتورة هالة فؤاد.
التساؤل الثاني: لماذا كتب "أبو الغار" عن رواية شادي بطرس ولجنة التحكيم تقرأ الأعمال؟
في منتصف شهر نوفمبر 2022 كتب الدكتور محمد أبو الغار، عضو مجلس أمناء جائزة ساويرس الثقافية مقالاً نشر بموقع جريدة "المصرى اليوم" تحت عنوان "شادي لويس روائى مصري واعد"؛ قال فيه عن رواية " تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة" :" صدر لشادى روايتان عن دار العين “على خط جرينيتش” (2021)، و"تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة" (2022)، الرواية الأخيرة تغوص في حياة عائلة قبطية تعيش فى شرق القاهرة في إحدى المناطق النصف شعبية، والمحاصرة بين منطقة شعبية وعشوائية في عين شمس وبين منطقة راقية وهي مصر الجديدة. وتحكى الرواية بجرأة شديدة وبأسلوب ممتع صعوبة الحياة في ظل المعارك المستمرة بين الشرطة وبين الجماعة الإسلامية وغلق الشوارع وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، وحظر التجول أياماً والحريق المتعمد في الكنائس هناك، وصعوبة حياة الطفل الذى هو بطل الرواية بين أب قاس يضرب الأم ضرباً مبرحاً طوال الوقت ويأخذ مرتبها بالكامل، وبين جيران مسلمين بينهم ود وتفاهم. جزء كبير من الرواية عن رحلة هروب الأم مع ابنها من قسوة الأب فى الشوارع فى وسط أحداث عنف ولجوئهم بعض الوقت إلى كنيسة إنجيلية. ويحكى عما يحدث هناك من موسيقى وأغانٍ، لكنه ينتقدهم من خلال الحكى، وتنتهي الرواية بمأساة لصديقة الأم واختفاء الأب الذي ربما يكون قد مات في المعارك بين الشرطة والجماعات".
عضو مجلس أمناء الجائزة الدكتور محمد أبو الغار أشاد برواية شادى و الرواية التي سبقتها "على خط جرينيتش"؛ فى توقيت كانت لجان تحكيم فروع الجائزة بدأت في قراءة الأعمال المقدمة؛ وهو ما قد يؤثر على قرار لجان التحكيم وإختياراتهم الأعمال؛ ويتابع "أبو الغار" في مقاله الثناء على شادى بطرس؛ قائلاً: "أعتقد أن الشاب شادى لويس روائي واعد، له مستقبل، لكن هل خروجه من مصر وحياته في لندن خارج المجتمع الذى حرك وجدانه حتى أبدع هذه الأعمال سوف يتأثر ويضعف؟، أعرف من مطالعاتي المختلفة أن شادى متابع بشدة لما يحدث فى مصر. ولكن هل هذا يكفى؟، أم أنه ربما الحياة في عالم أكبر وأوسع من الثقافة العالمية سوف يصقله".
ويبقى التساؤل الثاني الذي لم يجيب عنه مجلس أمناء الجائزة في بيانه؛ وهو هل من الطبيعي أن يكتب الدكتور محمد أبو الغار عضو مجلس الأمناء بالجائزة عن رواية تقدم بها صاحبها إلى الجائزة؛ وفي توقيت يقرأ فيه لجان تحكيم الجائزة الأعمال المقدمة؟.
التساؤل الثالث: هل التزم جميع المتقدمين بشروط جائزة النقد الأدبي؟
نعود مرة أخرى الى كتاب "المعلم إبراهيم جوهرى سيرة مصرية من القرن الثامن عشر" للدكتور مجدي جرجس؛ الفائز مناصفة بجائزة النقد الأدبي؛ والتى تنص شروطها أن تمنح لمؤلف أفضل الكتب المنشورة في مجال النقد الأدبي بفروعه المختلفة تنظيراً وتطبيقاً، أن يكون العمل المُقدم صادر برقم إيداع من دار الكتب خلال الفترة ما بين الأعوام 2016 و2018، ألا يكون العمل المقدم رسالة علمية.
دعونا نهتم بالشرط الاخيرة فى شروط التقدم إلى الجائزة وهو ألا يكون العمل المقدم رسالة علمية وهنا نحيلكم إلى الصفحة رقم 12 من هذا الكتاب؛ حيث كتب الدكتور مجدى جرجس يقول: "أثرت أن ينشر هذا الكتاب فى دار نشر عامة، حتى تتسع دائرة الجمهور المستهدف، وهذا يمثل مازقاً لأى كاتب ! فالكتاب في ظاهره يبدو أنه موجه لفئتين من القراء: الأولى القارىء المتخصص أو المهتم بالعصر العثماني، وعلى ذلك يقع العمل ضمن الأعمال الأكاديمية"؛ هنا نتوقف قليلاً لنوجه إلى مجلس أمناء جائزة ساويرس التساؤل الثالث وهو تساؤل مشروع: هل هذا العمل نشره الدكتور مجدي جرجس رئيس قسم المكتبات والوثائق بكلية الآداب بجامعة كفر الشيخ من قبل كبحث للترقي الجامعي في تخصصه ؟ وأعيد نشره مرة ثانية في صورة كتاي؟ أم لا؟.