تشييع ضحايا الاحتجاجات فى بيرو على وقع استمرار الاشتباكات
قطع متظاهرون في بيرو طرقا وأقاموا جنازات جماعية، الأربعاء، لقتلى الاحتجاجات العنيفة ضد الحكومة، والتي تهزّ البلاد منذ أسابيع، فيما دعت الولايات المتحدة إلى "ضبط النفس" من الجانبين.
وامتدّت المواجهات العنيفة إلى مدينة كوسكو السياحية، العاصمة القديمة لإمبراطورية الإنكا، حيث قُتل متظاهر وجُرح أكثر من 30 آخرين بينهم 19 شرطيًا.
بذلك، يكون 41 شخصًا على الأقل قد قتلوا منذ ديسمبر في تظاهرات تطالب بتنحي رئيسة بيرو دينا بولوارتي، التي تسلّمت رئاسة البلاد بعد عزل الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو وتوقيفه في السابع من ديسمبر إثر اتهامه بمحاولة انقلاب لسعيه إلى حل البرلمان الذي كان يستعد لطرده من السلطة.
وعبّرت الأمم المتحدة عن "قلقها البالغ من ارتفاع حدة العنف في بيرو"، فيما وصلت الأربعاء بعثة من اللجنة الأميركية لحقوق الإنسان إلى البلد للتحقيق في الاحتجاجات والاتهامات بالقمع السياسي.
الثلاثاء، قال مكتب المدعي العام في بيرو إنه فتح تحقيقًا في ارتكاب إبادة بحق بولوارتي ومسئولين كبار آخرين نتيجة الوفيات في التظاهرات.
ومنطقة بونو الحدودية مع بوليفيا هي مركز الاحتجاجات في البلاد، إذ تشهد منذ الرابع من يناير إضراباً مفتوحاً ومواجهات كبيرة وعمليات تخريب ونهب. ومشى آلاف السكان في شوارع خولياكا وهم يحملون نعوش 17 مدنيًا قُتلوا في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وحمل كلّ نعش صورة وكان ملفوفًا بعلم بيرو.
وكُتب على النعش الأبيض لإدغار هوارانكا الذي حمله ستة أفراد من عائلته "دينا قتلتني بالرصاص".
وكانت دومينغا هانكو تحمل صورة لابنتها الصغرى التي قُتلت بالرصاص خلال تظاهرة.
وقالت لوكالة «فرانس برس»: "كانت تمشي وتشكو من ألم في بطنها.. بعد دقائق، سقطت أرضًا ولم يتنبه أحد كيف دخلت" الرصاصة.
وكانت السلطات قد فرضت الثلاثاء في هذه المنطقة حظر تجول مدته ثلاثة أيام.
وقال مسئولون إن قطع الطرق امتدّ الأربعاء إلى ثماني مناطق من أصل 25 منطقة في بيرو.
وفي كوسكو، حاول متظاهرون الوصول إلى المطار بعدما تجمعوا للمطالبة برحيل الرئيسة.
وقال مكتب أمين المظالم المحلّي إن أحد هؤلاء المتظاهرين قُتل، معرّفًا عنه على تويتر بأنه رئيس مجتمع أنانسايا أورينسايا كولانا دي أنتا المعروف باسم ريمو كانديا غيفارا.
وأضاف: "نطالب بتحقيق فوري للعثور على المسئولين عن الوفاة وتحديد العقوبة اللازمة".
وأفادت وزارة الصحة بأن من بين الجرحى الذين يزيد عددهم عن 20 في كوسكو ستة شرطيين.
ونظّم المئات في مدينة أريكويبا، ثاني أكبر مدينة في بيرو، مسيرة مناهضة للحكومة، فيما بدأ إضراب مفتوح في تاكنا المحاذية لتشيلي.
وتطالب حكومتا بونو وكوسكو المحليتان بولوارتي بالتنحي كخطوة أولى نحو تسوية الأزمة.
وبدأت بونو إضرابًا مفتوحًا الأسبوع الماضي للمطالبة باستقالة بولوارتي وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فورية وعقد جمعية عامة تأسيسية.
واستقبلت بولوارتي محققي اللجنة الأميركية لحقوق الإنسان في مقر رئاسة الحكومة البيروفية.
وقال رئيس البعثة إدغار ستواردو رالون: "سنتحقق من وضع حقوق الإنسان. نأسف لخسائر الأرواح خلال التظاهرات".
وسيلتقي محققو البعثة، التي ستبقى في بيرو حتى الجمعة، مسئولين وضحايا وأقاربهم في ليما وإيكا وأريكويبا.
ودعت الولايات المتحدة، الأربعاء، إلى ضبط النفس والحد من استخدام القوة وأيدت إجراء تحقيق في سقوط عشرات القتلى.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: "نعترف بالحق في الاحتجاج السلمي والتعبير عن المظالم عبر القنوات الديمقراطية، وندعو إلى الهدوء والحوار، وإلى تحلّي جميع الأطراف بضبط النفس واللاعنف".