ضمن «حياة كريمة»..
مستفيد من مبادرة «قرى بلا إدمان»: تعاملوا معي بشكل آدمى داخل المصحة
عملت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» على توعية الشباب بمخاطر تعاطي المخدرات، وقامت بمساعدة الكثير من الشباب فى التعافي من تلك السموم ،وساعدت كل من يتعاطى المخدرات على دخول مصحة علاجية، ليعود مجددًا إلى الحياة كإنسان ناجح ليفيد مجتمعه وأسرته .
ـ تعاملوا معى بشكل آدمى داخل المصحة
«لا أدرى إن كانت حكاية تبدأ بعنف أبوى ستهم أى أحد، كنت طالبًا أعيش فى هذه القرية البسيطة، وكان البيت سجنًا، يعذبنى والدى كل يوم ويربطنى فى السرير.. فقررت الهرب».. هكذا حاول فادى مينا، ٢٢ عامًا، تلخيص فترة حياته قبل اللجوء للشارع وتحمل تبعات ذلك.
وفي هذا الإطار قال «مينا»: «فى الشارع كنت اجتماعيًا جدًا، كنت قائدًا بين أصدقائى، وفى المنزل كنت أرى الذل، ومنذ عام واحد اتخذت القرار الذى أعانى بسببه الآن»، مضيفًا: «خرجت من المنزل، ولم أذهب لبيت أى قريب أو صديق، نمت تحت الكبارى وصادفت أسوأ أصناف البشر».
وأضاف: «الشحاذون الذين يتاجرون بضعفهم صباحًا، يعتدون على أى شىء ضعيف يجدونه فى المساء، لم أستسلم، صارعت وهزمت، حتى تعلمت الدفاع عن نفسى، وأصبحت قويًا وأصبحت أسيطر على أطفال بالقوة».
وتابع: «خلال عام واحد حدث كل ذلك، فوجئت بأننى أتحول إلى بلطجى، ولا أستطيع التوقف عن التعاطى.. لم تكن هذه هى الحياة التى أريدها، أصبحت قويًا للدفاع عن نفسى، لكننى فقدت كل معانى الحياة، لذا قررت أن أصلح من نفسى».
وأشار إلى أنه صادف مجموعة من شباب مبادرة «حياة كريمة»، فتحدث معهم عن قصته، وطلب منهم المساعدة، وأوضح لهم أوضاع أطفال الشوارع، فسجلوا بياناته وعرضوا عليه دخول مصحة لعلاج الإدمان، بدعم كامل من الدولة، وقال: «المبادرة أعادت بعض الأطفال إلى البيوت، وعالجت المدمنين، وضمت البعض لدور الرعاية.
وأكد أن الجميع يتعامل معه بشكل آدمى داخل المصحة، وأن التأهيل لا يشمل الحماية من التعاطى فقط، بل يتضمن أيضًا العلاج النفسى، لافتًا إلى أن قوات الأمن ألقت القبض على تجار المخدرات فى القرية.
ووجه من خلال «الدستور» رسالة للشباب، قال فيها: «لا تتعاطَى المخدرات.. ظروفك السيئة ليست سببًا كافيًا لتدمير مستقبلك بالمخدرات، لن تستطيع التوقف عن التعاطى وستموت وأنت تنتظر جرعة، وستقابل الله مذنبًا»، ثم أضاف: «أحلم بأن أكمل دراستى، وأن أجد وظيفة أستطيع من خلالها توفير دخل أعيش به حياة آدمية، وأحلم بأن أجد بيتًا صغيرًا».
ووجه الشكر لجميع العاملين بمبادرة «حياة كريمة»، متمنيًا أن تعيش مصر دائمًا فى أمن وأمان، مشيدًا بالمجهودات التى يبذلها الرئيس السيسى لتحسين مستوى المعيشة.