العريش الأسترالية.. كيف برز جمال مصر وآمنها في خضم الحرب العالمية الأولى؟
في عام 1920 حصل الجنود الأستراليين العائدين من الحرب العالمية الأولى بعد خسارتهم على أفدنة من الأرض في أقصى شمال كوينزلاند، وبنوا مدينة جديدة سموها العريش على اسم المدينة التي تقع في شمال سيناء وأصبحت موطنهم المتبنى خلال الحرب.
وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، قالت ماري كارمن التي تدير متحف العريش ديجرز: «كانت العريش ملاذاً، أحبها الجنود، تحدثوا عنها كمكان جميل، فقد كانت واحة حيث كانوا آمنين بها».
وأضافت الصحيفة أن كوينزلاند العريش هي مدينة صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 400 نسمة، وتقع على طريق بروس السريع بين كيرنز وتاونسفيل، إنه يبرز على الطريق، وهو اسم عربي مميز بين المدن بأسماء مثل كاردويل وكينيدي وتولي.
قصة العريش الأسترالية والهوس بمصر
وتابعت أنه في اللغة العربية، غالبًا ما يستخدم العريش للإشارة إلى هياكل كوخ النخيل الموجودة في الحدائق أو على طول الساحل.
وأضافت أن جد كارمن، ويلي هيو ويليامز، كان أحد مؤسسي المدينة حارب في الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الأولى، عندما أصبحت مدينة العريش الساحلية - جنوب غرب غزة - مركزًا لعمليات الحلفاء.
وتابعت أنه كان للبلدة المصرية، بمياهها الزرقاء الصافية وبيئتها القديمة والنظيفة، تأثير دائم على الجنود، عندما عاد ويلي هيو ويليامز إلى منزله من الحرب، وهو يعاني من ضغوط ما بعد الصدمة، حصل على 625 جنيهًا استرلينيًا و50 فدانًا من الأرض من الحكومة كجزء من مخطط تسوية الجنود وطُلب منه بناء حياة جديدة.
وأضافت أنه كان واحداً من آلاف الجنود العائدين وأسرهم الذين حصلوا على مساعدة مالية للحصول على أرض في أستراليا الإقليمية كجزء من سياسة لوضع مستوطنين راغبين ومناسبين على الأرض، يلاحظ المتحف الوطني الأسترالي أن المخطط كان في النهاية فاشلًا، مما تسبب في مشاكل اجتماعية وبيئية عميقة.
لم تفلت مستوطنة العريش الجديدة من تلك الصراعات، تم تسميته لمكان أعطى الجنود فترة راحة في خضم الصراع، وهو ما يمثل «وقتًا أبسط وربما أكثر سعادة»، كما تقول كارمن، لكن الصراع تبعهم إلى ديارهم.
وتقول كارمن: «لقد كانت بيئة قاسية حقًا، كانت رطبة باستمرار ومليئة بالثعابين والتماسيح، لم يتلقوا أي دعم وكان لديهم القليل من المال لشراء المعدات، لقد قاتلوا طوال السنوات فقط من أجل العودة إلى المنزل وللمزيد من العمل».
وتضيف كارمن: «لم تكن العريش الأسترالية جميلة وساحرة مثل المصرية، ولكن مع السنوات نجح السكان في تحويلها لجنة أسترالية بنكهة مصرية، فالجميع هنا لديه ولع وهوس بمصر وشعبها وتاريخها».