رحلة «فارس الاغنية» مرسي جميل على المسرح الصغير بالأوبرا.. الأربعاء
ضمن فعاليات النشاط الفكرى والثقافى لدار الأوبرا، تقام ندوة بعنوان “فارس الأغنية مرسي جميل عزيز”، وتستضيف نجله اللواء مجدي مرسي جميل عزيز، الشاعر علي عمران، وتديرها نهاد الحديني، تحت إشراف الفنان أمين الصيرفي، ويتخللها فقرات غنائية للمطرب وعازف العود أشرف علي، وذلك فى السابعة مساء الأربعاء 11 يناير بالمسرح الصغير.
يتناول اللقاء مشوار الراحل الكبير مرسى جميل عزيز والمحطات المضيئة فى رحلته الفنية وأهم أعماله التى تعاون خلالها مع كبار المطربين والملحنين.
مرسي جميل عزيز، والده الحاج (جميل مرسي) من كبار تجار الفاكهة، وقد مكنه من أن يشبع ميوله واهتماماته الأدبية والفنية وهو صغير فحفظ الكثير من آيات القرآن الكريم، كما حفظ المعلقات السبع كاملة وقرأ لكثير من الشعراء يتقدمهم (بيرم التونسي)، كذلك تأثر بنداءات الباعة على الفاكهة وبالأغانى الشعبية واستوعبها. ظهرت ميوله للشعر مبكراً وتحديداً فى سن الثانية عشرة، وفى مدرسته الثانوية وبعدها كلية الحقوق أصبح رئيساً وعضواً لعدة جماعات أهمها الشعر، والآداب، وأيضاً فنون التصوير، والموسيقى، والتمثيل، كما انضم لفريق الرحلات. حصل على شهادة البكالوريا عام 1940 والتحق بكلية الحقوق. كانت أول أغنية له تذاع فى الإذاعة المصرية عام 39، ولم يتجاوز عمره وقتها 18 عاماً وكانت باسم (الفراشة) ولحنها الموسيقار الكبير (رياض السنباطي) وفى نفس العام ذاعت شهرته عندما كتب أغنية (يامزوق ياورد لى عود) التي غناها المطرب (عبدالعزيز محمود) وبعدها بدأ رحلة شعرية طويلة فكتب كلمات لكبار الملحنين ليغنيها كبار المطربين والمطربات.
غنى كلماته (عبد الحليم حافظ) له وكان له النصيب الأكبر وصل لـ35 أغنية، بالإضافة إلى الثلاثية الشهيرة التي غنتها السيدة (أم كلثوم) ولحنها (بليغ حمدي): (سيرة الحب، فات المعاد، ألف ليلة وليلة).
وهو الشاعر المعاصر المصرى الوحيد الذى غنت له السيدة (فيروز) قصيدته (سوف أحيا) وصار اللقاء بينهما نقطة فارقة، ليس فى مسيرته الإبداعية فحسب، بل فى الحياة الثقافية العربية بوجه عام، وأصبحت الأغنية بعدها واحدة من أهم الأغنيات فى تراث الإذاعة المصرية، حيث سجلت فى أستديوهاتها أثناء زيارة فيروز والرحبانية لمصر. وهو صاحب كلمات عدة أغاني شهيرة مثل (بيت العز، زغرودة حلوة رنت فى بيتنا)، ألف عدة أغاني طابعها التفاؤل مثل: (ليه تشغل بالك، ضحك ولعب) وهو أيضاً صاحب القصيدة الشعرية والأغنية الإنسانية التأملية مثل (غريبة منسية) لنجاة و(أعز الناس) لحليم و (من غير ليه) لعبد الوهاب، كتب أيضاً عدة أغاني وطنية منها (بلدي يا بلدي) لـ(عبد الحليم حافظ)، و (بلدي أحببتك يا بلدي) لـ(محمد فوزي). خلال حياته لم يكتف بموهبته لكتابة الشعر فدرس اللغة العربية والشعر والأدب والتراثين العربى الحديث والقديم، وكذا الأدب العالمى وأصوله ونظرياته وقواعده النقدية. وإلى جانب كونه شاعرًا فقد كتب القصة القصيرة والسيناريوهات لبعض الأفلام، كما أن له بعض المقالات الصحفية نشرها في بعض الصحف المصرية. ولم يكتف بهذا وإنما اتجه للدراسة وحصل على دبلوم في فن كتابة السيناريو عام 1963. كرمته الدولة بوسام الجمهورية للآداب والفنون عام 1965، وأطلقت محافظة الشرقية اسمه على الشارع الذى كان يسكن فيه بمدينة الزقازيق. تزوج فى عام 1946 وأنجب ابنا واحداً هو اللواء (مجدي) وثلاث بنات هن (وجدان) المحامية، الدكتورة (ماجدة مرسي جميل عزيز) استاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا والدكتورة (نهاد) وهي طبيبة أطفال.
ورحل عن عالمنا في التاسع من فبراير 1980 عن عمر يناهز التاسعة والخمسين.