الشيخ الشعراوى.. هكذا صنعوا الأسطورة!
(١)
تساؤلات الإعلامى د. محمد الباز عن ظاهرة الشيخ الشعراوى، رحمه الله، تستحق البحث عن إجابات موضوعية. وقد نفاجأ أحيانا بحقيقة مدهشة فيما يتعلق بكثير من القضايا والشخصيات وليس فقط بشخصية الشيخ الشعراوى.
هذه الحقيقة أن أكثر الإجابات موضوعية هى فى منتهى البساطة والمباشرة!
من بين تساؤلات د. الباز عن إرث ومنتج الشيخ الشعراوى تساؤل عن السبب فى عدم تصدى بعض العلماء والهيئات الدينية والثقافية لهذا المنتج وتنقيته وتصويبه وإعادة تقديم الشخصية للجماهير بشكل حقيقى علمى!
فهذه هى الإجابة من أرض وواقع المجتمع المصرى..
لأن كثيرا من.. الفلاحين فى الحقول.. والمعلمين فى المدارس.. والعمال فى المصانع.. والإعلاميين فى الصحف والقنوات التليفزيونية.. والمنتمين للمؤسسات الحكومية بجميع مستوياتها العليا والدنيا.. والمرشدين السياحيين والعاملين بالسياحة.. والأطباء فى المستشفيات.. والصنايعية فى الورش..
والحشاشين وضاربى البانجو فى الفلايك والمراكب الشراعية بنيل القاهرة والأقصر وأسوان..
والمستدفئين الملتفين حول الكانون فى القرى يدخنون الشيشة بقواليح الدرة..
وكثير من جميع المنتمين لهذه الأرض مهما كانت اختلافاتهم المهنية والطبقية أو تباين أخلاقهم، قد اتفقوا على عدم الاقتراب من أسطورة الشيخ الشعراوى، وأنه خط أحمر!
مهلا يا صديقى ولا تتعجل..
فهذا لا يعنى إطلاقا أن كل هؤلاء قد جلسوا واستمعوا لحلقات الشيخ المذاعة على جميع قنوات التليفزيون المصرى أو أنهم قد قرأوا كتبه، أو أنهم قد عرفوا مواقفه السياسية وفتاواه المثيرة للجدل وموقفه من أفكار وقضايا التكفير ومساندته لمن أفتى بقتل مفكرين.. فالأمر أكثر بساطة من هذا وأكثر مرارة أيضا!
إنهم لا يدافعون عن مضمون عرفوه أو أفكار اقتنعوا بها، بل يدافعون عما يعتقدون أنه دينهم وعقيدتهم مجسدة فيه!
إنهم يدافعون عن أسطورتهم المقدسة!
الأسطورة التى جعلتهم يتجاوزون عن فعلته بعد هزيمة يونيو ويتلمسون له الأعذار والتبريرات رغم أن الرجل نفسه حاول التنصل مما فعل بعد ذلك!
ولماذا نستنكر هذا من عوام الناس، ومنذ سنوات قصيرة جدا وعلى قناة مصر الثقافية شاهدت من يفعلون ذلك فى حلقة لا يمكن وصفها سوى بأنها عار على الثقافة المصرية! حدث هذا على القناة التى تحمل اسم قناة النيل الثقافية المصرية!
فلقد استضاف المذيع فى تلك الحلقة ابن الشيخ الشعراوى بصحبة بعض علماء الأزهر للحديث عن الشيخ رحمه الله. كانت حلقة تدشن لنقل الشيخ من مصاف العلماء لمصاف الأولياء أصحاب الكرامات!
فمن ذا الذى يجرؤ على الاقتراب ممن قيل عنه إنه وهو على فراش الموت قد رأى بعض الصحابة وآل البيت رضى الله عنهم؟!
وحين جاء ذكر واقعة سجود والده شكرا لله على هزيمة مصر فى يونيو، وبدلا من تقديم اعتذار لمصر نيابة عن والده ومحاولة تسويق فكرة تراجع الشيخ عن سقطته الكبرى، فوجئت بالابن بكل تجبر يكرر تبريرات سجدة الخيانة الوطنية، فى صمت تام بل وتقبل وتأمين كل من المذيع ومن يرتدى زى علماء الأزهر!
فإذا فعل ذلك من يرتدون مسوح الثقافة وعلماء الوسطية فلماذا نتوقع موقفا مخالفا من العوام؟!
إنه خدر الأسطورة المصنوع الذى جعل المريدين يتجاوزون أيضا عن موقف ودور الشيخ فى تراجيديا نصابى توظيف الأموال!
وجعلهم يتجاوزون عن فتواه بقتل تارك الصلاة وتأييده ودفاعه عن محمود مزروعة، أحد كبار أساتذة الأزهر الذى أفتى لقتلة فرج فودة بارتكاب جريمتهم فى لقائه بهم ببنزينة بجوار بيته قبل الجريمة بعدة أيام!
إنهم تماما كمن يدافعون عن لاعب الكرة وارد كرداسة.. أمير قلوب جماعة الإرهاب الأسود!
إن من يقترب من الأسطورة عليه أن يتوقع سيلا من الخوض فى دينه وعقيدته وأخلاقه، بدءا من اتهامه بالعلمانية ومعاداة الدين والدعوة لنشر الانحلال الأخلاقى فى المجتمع الغارق فى التدين الظاهرى، وليس انتهاء بموالاة الحاكم الوطنى الذى تجرأ منذ سنوات واقتحم حقل الألغام الأكبر!
(٢)
لقد تمت صناعة الأسطورة بفعل فاعلين، وتم غرسها فى التربة المصرية قسرا، وأصبحت من مفردات وطقوس يوم الجمعة فى غالبية البيوت المصرية..
حين كانت الأسرة المصرية تجتمع على مائدة الغداء بعد الصلاة ودون أن ينتبه أحد لما يقوله الشيخ الذى كانت جل حلقاته عبارة عن استعراض مهارات لغوية عربية عتيقة واستدعاء مرويات من التراث العربى.. تستمر الحلقة بينما تلتهم الأسرة طعام الغداء حتى يحين موعد مباراة كرة القدم..
ثم تسمع تلك العبارات المصرية الخالدة..
«الواحد لو ما سمعش الشعراوى ما يحسش إن انهارده الجمعة!».. «ياااه صوت محمد رفعت من طقوس رمضان!»..
لكن الفارق أن الشيخ محمد رفعت كان يتلو القرآن الكريم، بينما الشيخ الشعراوى كان ينقل المجتمع المصرى إلى عصر البداوة والتطرف والتعصب الدينى!
لقد كثر المساهمون والمنتفعون فى صناعة الأسطورة لدرجة أنهم هم أنفسهم ربما لم يتوقعوا أن تصل لهذا المستوى من القوة والتوغل الذى لن يقدروا على ترويضه فى يوم من الأيام لو تغيرت الأحوال والرؤى أو قضى هؤلاء وطرهم منها! لقد تحولت إلى نسخة معربة ممصرة مؤسلمة من قصة فرانكشتاين!
كان مال الذهب الأسود هو أكبر المساهمين وصاحب السطوة وصاحب الكلمة العليا. أموال تدفقت لتعبث بوطن خرج لتوه مضرجا بدمائه دفاعا عن جميع أوطان أمة الضاد!
كان مطلوبا صناعة أسطورة تستطيع السيطرة على ملايين العوام فى الحقول والمنازل والمصانع والمؤسسات، هؤلاء الذين ربما ينفر مزاجهم العام من أمراء الدم الصرحاء!
كان مطلوبا أن يكون هناك عمامة كبرى تستقبل فى قصر منيف التائبات الهاربات من بلاتوهات السينما يبكين بين يديه ويخرجن من القصر متبتلات داعيات!
مشهد يغنى عن آلاف الخطب والكتيبات وشرائط الكاسيت للسيطرة على المصريات وتخدير مشاعر العوام التى تجنح بطبيعتها لصورة الإيمان الصاخب المارق عن أى عقل ومنطق!
أما الوطن الضحية نفسه، فقد كان فى حالة سياسية واجتماعية منهكة ومستسلمة تماما لما يفعل به، عكس ما كان منطقيا أن يحدث بعد نصر عسكرى معجز مصرى خالص كان يمكنه أن يمنح المصريين طاقة انطلاق حضارى كبرى!
فالنخبة السياسية سقطت فى فخ اتفاق الشيطان مع المال الأسود لتنفيذ سيناريو الكاوبوى لخوض معركة دموية نيابة عنه فى غياهب قندهار وتورابورا!
معركة كان لا بد لإقناع المصريين بخوضها أن تفتح أبواب مساجد مصر والمؤسسات الإعلامية على مصراعيها للأسطورة وكافة فرسان الأممية الشعبوية الدينية!
استفاد طرفان من الأطراف الثلاثة من اتفاق الشيطان وخسر طرف خسارة كبرى من حضارته واقتصاده ودماء أبنائه واستقراره وعقله!
استفاد الكاوبوى بحصد ثمار معركة خاضها آخرون نيابة عنه، واستفادت الدولة التى كانت تحلم بزعامة دينية تمنحها دورا وقوة وتفرض ثقافتها وبداوتها، ودفعت مصر الثمن!
لقد وصلوا بهذا الوطن أن قدموا يوما مشروعا بقرار لمجلسه التشريعى بقتل المرتد فى سن الخامسة عشرة وقد وافق المجلس!
لقد عبث الجميع بالسوفت وير المصرى الحقيقى.. توافقت المصالح والرؤى، وكانت لعبة أشبه بتسليم طفل شعلة نار على أبواب ومداخل صهاريج بنزين!
كانت جميع أساطير التدين الشعبوى الزاعق مثل الأسطورة التى نتحدث عنها مجرد أدوات وأعواد ثقاب!
فعقول الشعوب التى تهجر ثقافة القراءة العقلية الموضوعية هى تماما مثل صهاريج البنزين قابلة للاشتعال. وأسهل ما يكون أن تشعلها.. لكن أن تطفئها بعد ذلك فهو فعل ليس بالهين وأشبه بمعركة شديدة الوطيس لا يجرؤ على خوضها سوى أولى العزم والعزيمة من المؤمنين بأوطانهم!
لقد قامت أسطورة الشيخ الشعراوى، رحمه الل،ه بما رسم وخطط لها تماما. لقد أشعل النار فى الصهاريج عبر العقود وسط استحسان وتصفيق مَن خطط وموّل وفتح ثغور مصر العقلية الجمعية!
وساهمت تداعيات اتفاق الشيطان على توهج الأسطورة أكثر فأكثر..
فحين خرج بعض أمراء الدم عن الدور المرسوم وزلزلوا عروش وحكومات من فتحوا لهم أبواب أوطانهم- حتى تلك الدولة صاحبة أموال الذهب الأسود- لم تجد تلك العروش سوى الأساطير الشعبية مثل أسطورة الشعراوى للتشبث بقفاطينها الوثيرة!
وفى فترة حاسمة من تاريخ مصر بعد اغتيال الشهيد السادات وتغول أمراء الدم فى التربة المصرية وخروجهم عن دورهم كعرائس ماريونيت، كان أمثال الشيخ الشعراوى هم أطواق النجاة للعروش المهتزة بمصر وخارجها..
فهو الذى أصبح يملك مفاتيح صهاريج البنزين بطول البلاد وعرضها، وهو الذى يملك منح صك التدين الشعبى ونفى اتهام الكفر عن تلك العروش التى كانت تتأرجح وعلى وشك السقوط، ويملك إن أراد أن يؤكد الاتهام وينزع الشرعية الشعبية!
لاذت حكومات دول إسلامية بجوار الشيخ وسطوته وتمسحت ببركاته لتقنع شعوبها أنها ليست حكومات كافرة!
عجزت تلك الحكومات فكريا ونفسيا عن خوض المعركة الوطنية الشريفة، وآثرت حماية عروشها عن الدفاع عن عقل وشخصية ومستقبل أوطانها، وبدلا من مواجهة أمراء الدم الحرام ونفوذ أساطير الشيخ معا، قررت أن تصبح من مريديه على الأقل أمام شعوبها!
فأصبح نجما لا تجرؤ قناة مصرية على حذف حلقاته من خريطتها، وأصبح دبوسا لامعا براقا فى رابطة عنق نظام الحكم الكسول بعد اغتيال السادات!
وكم من قضايا عادلة يخسرها أصحابها خوفا من خوض المعركة!
(٣)
إن حديثى هذا ليس للتطرق إلى بضاعة الشيخ التى تركها عبر القنوات والأحاديث المتلفزة أو الكتب المقروءة، رغم أننى منذ سنوات قد قضيت أمدا فى قراءة هذه البضاعة واستقر ضميرى وعقلى على قناعة شخصية.
فما تركه الشيخ يؤكد تمتعه بمهارات وثقافة لغوية خاصة متفردة واضطلاع عام لا بأس به. لكن مثلا في خواطره حول القرآن الكريم، فإننى أعتقد أن ما تركه مثلا د. عبدالله شحاتة، رحمه الله، كان أكثر زخما وقوة رغم أنه أقل شهرة لأن الأخير لم يكن ضمن لعبة صناعة الأساطير الشعبية!
وأن كتب الشيخ الشعراوى- فى قضايا بعينها- كانت فى محتواها أضعف كثيرا جدا من مثيلاتها لعلماء آخرين معاصرين له وسابقين ولاحقين، لكن كتب الشعراوى كانت تحظى بهالة إعلامية منظمة وبأوامر عليا، تمنحها قوة تفوق كثيرا محتواها!
والأهم أن محتوى هذه الكتب لم يخلُ من مرويات مجهولة غريبة أو رؤى سطحية لكنها تروق لأصحاب الصهاريج قابلة الاشتعال وتجيد مداعبة مشاعرهم!
لكن حديثى كما ذكرت ليس لاستعراض إرث الشيخ، لكن لاسترجاع كيفية صناعة الأسطورة ومحاولة وضعها فى سياقها الحقيقى من تاريخ مصر المعاصر ومحاولة مناقشة كيفية إخماد النار التى أشعلتها تلك الأسطورة فى التربة المصرية!
لماذا لم يتصد بعض العلماء الرسميين للأسطورة رغم إدراكهم لضعف وخطورة منتجها؟!
لماذا لم يفعلوا رغم أنهم يرددون صباحا ومساء أن كلًا يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر محمد (ص)، ورغم أنهم يحاولون إقناعنا دائما بأن الرجال يُعرفون بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال؟!
الإجابة ببساطة لأنهم أكثرنا معرفة وإدراكا بحقيقة اللعبة! لعبة النفوذ والسيطرة على المجتمعات وعقولها بالدين! اللعبة التاريخية القديمة الحديثة الأبدية!
فهم، حتى وإن اختلفوا مع إحدى أساطيرهم، أو أدركوا بحكم الصنعة ضعف المحتوى الذى قدمته تلك الأسطورة أو خطورته، أو أن قلوب بعضهم قد اشتعلت غيرة وتمنوا لو كانوا يجلسون موضعها، رغم كل ذلك فهم لن يتقدموا طائعين بمحض اختيارهم لهدم أسطورتهم أو حتى إطفاء بعض بريقها أو زلزلة موضع جلوسها فى عقول ونفوس العامة!
لأنهم إن أقدموا على ذلك فهذا يعنى أنهم يهدمون بكامل إرادتهم إحدى قلاعهم الحصينة!
وما إرثهم التاريخى الذى يمنحهم القوة والنفوذ سوى مجموعة من القلاع والحصون تم بناؤها عبر القرون، فكيف نطلب أو نتوقع من المتحصنين خلف حصونهم أن يبادروا بهدمها؟!
كيف نتوقع من أعضاء فريق أن يتبرأوا من رأس حربتهم؟!
إن كانت هذه الإجابة مفاجئة لبعضنا، فلنسترجع المشهد فى السنوات القليلة الماضية.. هل بادر بعضهم من تلقاء نفسه بفعل التصويب والتجديد والاستنارة؟
ألم يدفع فرج فودة حياته ثمنا لكونه المبادر؟!
هل طرق بعضهم هذا الباب قبل أن يتصدى لذلك رئيس الجمهورية الشجاع لهذا الفعل بنفسه فى خطوة تاريخية سوف ينصفه التاريخ يوما للقيام بها؟!
(٤)
فى يوم من أيام التاريخ القادمة سوف يختصمنا هذا الوطن فيما فعلنا به فى العقود الماضية. سوف تكون أحكامه قاسية منصفة!
سوف يذكر أن كثيرا منا- أشخاصا ومؤسسات- قد تواطأنا أو صمتنا حين شبت فى أرضه نيران التطرف الدينى وشوهت شخصيته التاريخية الأصيلة.
سوف يذكر التاريخ ساعتها أن رئيسا قد مد أصابعه لإخماد النيران مؤثرا صالح البلاد والعباد على شعبية تصنع عبر الصمت على ما كان!
وسوف يذكر التاريخ أيضا أن كثيرا من المؤسسات عوقت أو تكاسلت أو تواطأت!
سيذكر أننا فى مطلع كل عام ما زلنا نقدم قربانا لتلك الأساطير عشرات الآلاف من عقول صغارنا لصياغتها لتكون دروعا وسيوفا- علينا لا لنا- فى أيدى نفس الأساطير مستقبلا!
وأننا وبعد مرور سنوات على اقتحام الرئيس للملف الأخطر، ما زلنا نخاف أن نكون على نفس القدر من الشجاعة!
توقفنا بعقل مصر الشعبى العلمى عند خطوة محمد على حين أدخل التعليم المدنى ليكون موازيا لشكل التعليم فى العصور الوسطى!
حتى الآن نخشى من استكمال ما بدأه وتعميم التعليم المدنى فى عموم مصر وتركنا تعليم العصور الوسطى يلتهم عشرات الآلاف من العقول الصغيرة سنويا!
لن تستطيعون إخماد لهب صهاريج البنزين القابلة للاشتعال دون تحرير كامل لجميع العقول المصرية وإدخالها عصر التعليم المدنى الحديث فى سنوات التعليم الأساسية، وستظل كل الأساطير مغروسة فى ظهر مصر إذا بقيت الأحوال على حالها!
لم يحدث فى تاريخ الأمم والشعوب قديما وحديثا أن أتت خطوات التحديث وعبور مراحل الظلام لمراحل التنوير بمبادرات من المؤسسات التى تستمد وجودها وقوتها من استمرار مرحلة الظلام الحضارى!
هذا الوطن يستحق أن يتم انتزاع حقه فى التنوير انتزاعا بقوة القوانين وبقوة فرض العلوم المدنية الحديثة الموحدة فى جميع مؤسساته التعليمية وتوحيد ولاية الإشراف على تعليم الصغار لتصبح ولاية مدنية خالصة!
وحتى نتوقف عن الوقوع فى نفسخ الفخ، فالمقصود بكلمة مدنية فى الحضارة والعلوم هو المضاد لنموذج العصور الوسطى للتعليم والتعلم والذى سيطرت فيه المؤسسات الدينية على العقول!
هذا الوطن يستحق أن نزلزل أساطير البدونة والتخلف والكراهية زلزلة عقلية وشعبية على رءوس الأشهاد!
إنه يستحق أن نفتح صفحات التاريخ على مصراعيها لكى يعلم المصريون ماذا كان يحدث خلف الكواليس!
ما الذى تم من اتفاقات ومواءمات سياسية آلت بمصر إلى ما أصبحت عليه فى مدخل الألفية الجديدة!
لقد كان الشعراوى سطرا فى قصة كاملة لم ير منها المصريون بعد سوى أسطر قليلة جدا!