رئيس معهد الفلك: الانتهاء من المرصد الفلكى الكبير بجنوب سيناء خلال 5 سنوات
قال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، الدكتور جاد القاضي، إنه من المتوقع أن يتم الانتهاء من مشروع إنشاء المرصد الفلكي البصري الكبير على إحدى القمم الجبلية بمنطقة جنوب سيناء خلال 5 سنوات من الآن.
وكشف القاضي، في تصريح صحفي الأحد، عن مواصفات المرصد الجديد حيث سيكون على ارتفاع 1600 متر فوق سطح البحر، وسيكون مزودًا بتليسكوب فلكي بمرآة قطرها 6.5 متر، مؤكدًا أنه يجرى العمل حاليا على قدم وساق لاستكمال إجراءات إنشاء هذا المرصد، موضحًا أن المرصد الجديد سيحل بديلا لمرصد القطامية الفلكي الذي سيتحول لمركز تدريب عالمي عن علوم الفلك والفضاء.
وعن خطة المعهد لإنشاء شبكة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي، قال الدكتور جاد القاضي إن المعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية يقوم حاليا باستكمال شبكة الأرصاد الوطنية لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي لتغطي أنحاء الجمهورية خلال السنوات القليلة القادمة، والتي بدأها منذ عام 1957 بعد إطلاق أول مركبة فضائية عن طريق الاتحاد السوفيتي آنذاك.
وأضاف أن المعهد يقوم، بالتعاون مع إدارة الفضاء المركزية بالصين، بإنشاء محطة جديدة ضمن شبكة المحطات التي يمتلكها ويديرها المعهد، وسيكون مقر هذه المحطة بالمقر الرئيسي للمعهد بحلوان، حيث تم الانتهاء من الإنشاءات ويجري استكمال تركيب التليسكوبات وأجهزة الرصد، على أن يتم افتتاحها العام الحالي، وتشتمل هذه المحطة على أدوات رصد بصري ورصد باستخدام أشعة الليزر.
وأوضح القاضي أن الهدف الرئيسي من إنشاء تلك المحطات هو إعطاء المجتمع العلمي المعلومات اللازمة حول حالة البيئة الفضائية المحيطة بالأقمار الصناعية العاملة في مختلف الارتفاعات، وتقديم أحدث البيانات لكل جسم تم اكتشافه حديثًا بما في ذلك المعلومات المدارية والقدر النجمي.
ولفت إلى أنه يمكن استخدام هذه البيانات في تطوير نماذج رياضية لدراسة التطور المداري طويل الأمد المحتمل لهذه الأجسام، وكذلك احتمالية تصادم هذه الأجسام مع الأقمار الصناعية العاملة مما يتيح للجهات المالكة للأقمار الصناعية استخدام هذه البيانات من أجل الحصول على نماذج دقيقة للتنبؤ بحركة القمر وتقييم المخاطر المحيطة به.
وسلّط الدكتور جاد القاضي الضوء على نجاح علماء وباحثي المعهد في اكتشاف، حتى الآن، 12 نجما من خلال منظار مرصد القطامية الفلكي، الذي يعد أكبر تليسكوب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتم تسجيل تلك النجوم باسم مصر ومرصد القطامية الفلكي وتبدأ كلها بـKAO- EGYPT، في الموقع الدولي للرابطة الأمريكية لراصدي النجوم المتغيرة AAVSO، وهي الجهة الدولية المنوط بها تسجيل واعتماد الاكتشافات العلمية للنجوم المتغيرة.
وأكد أن هذا الإنجاز يسهم في تعزيز مكانة مصر الدولية في بحوث واستكشاف الفضاء، وإضافة بيانات جديدة بقواعد البيانات الدولية، موضحًا أن اكتشاف مثل هذه النجوم ودراستها تكمن أهميتها فى كونها تمثل أكثر من 80% من النجوم بالكون، كما أنها تلعب دورا مهما في مجال الفيزياء الفلكية، لأنها تعطي فرصة فريدة وغير مسبوقة لمعايرة النجوم المنفردة من حيث الكتلة والحجم والخصائص الكيميائية، وهي تمثل مرحلة من مراحل تطور النجوم، مما يتيح فهم ودراسة تطور الكون بشكل عام والنظام الشمسي بشكل خاص، وهي محل اهتمام للباحثين في مجال الفيزياء الفلكية واستكشاف الفضاء في جميع أنحاء العالم.