مكتبة على مياه بورسعيد
بسلام، رست السفينة «لوجوس هوب» على رصيف ميناء بورسعيد السياحى، الساعة ١٢ ظهر أمس، الأربعاء، وبدأ صباح اليوم فتحها للزائرين من مختلف الأعمار، حتى موعد مغادرتها إلى ميناء العقبة بالمملكة الأردنية الشقيقة فى ٢٣ يناير الجارى، بتذكرة قيمتها خمسة جنيهات، ومجانًا للأقل من ١٣ سنة والأكبر من ٦٥ سنة والقادرين باختلاف أو ذوى الاحتياجات الخاصة.
تلك هى زيارة «لوجوس هوب» الثانية إلى مصر، أما الأولى، فكانت أواخر نوفمبر ٢٠١٠. وفى فبراير التالى، احتفلت، فى ميناء أبوظبى، بمرور السنة الثالثة على بدء نشاطها الثقافى، الذى لا يقتصر على بيع الكتب بأسعار مخفّضة، بل تهدف إلى «تبادل المعارف وتقديم المساعدة والأمل» فى كل ميناء تزوره، كما يقول شعارها، أو بوصف الماليزى إدوارد ديفيد، مدير السفينة وطاقمها، الذى أكد أنها «ليست معرضًا للكتاب فحسب، بل تمثّل رؤية تريد أن تصنع فرقًا فى تقديم المعرفة وتطوّر الإنسان».
السفينة، التى تحمل علم أستراليا، والتى توصف بأنها أكبر مكتبة عائمة فى العالم، بدأت نشاطها التجارى، سنة ١٩٧٣، بنقل الركاب بين ميناءى مالمو السويدى وترافيمونده الألمانى. ثم بدأت فى ١٩٨٣ تبحر من تورشفان، عاصمة جزر فارو، إلى ليرويك بجزر شتلاند، بيرجن بالنرويج، هانستهولم بالدنمارك وسييسيسفيورور بأيسلندا، إلى أن تعرضت فى ٨ أبريل ١٩٩٠، لحريق، قيل إنه كان متعمدًا، فى أماكن إقامة الركاب، أدى إلى وقوع عدة إصابات، وخروجها من الخدمة، وصولًا إلى قيام الشركة المالكة، شركة العبارات الفاروية «Smyril Line» ببيعها، سنة ٢٠٠٤، إلى المنظمة الخيرية الدينية الألمانية «Gute Bücher für Alle»، «كتب جيدة للجميع»، المعروفة اختصارًا باسم «GBA»، لتبدأ إجراءات تحويلها إلى مكتبة عائمة.
بعد «لوجوس»، التى عملت بين ١٩٧٠ و١٩٨٨، و«دولوس»، منذ ١٩٧٧ إلى ٢٠٠٩، و«لوجوس ٢» منذ ١٩٨٩ إلى ٢٠٠٩، بدأت «لوجوس هوب» الإبحار فى فبراير ٢٠٠٩، وزارت ١٦٠ ميناءً، وزارها ٨ ملايين، بينما بلغ إجمالى زوار سفن المنظمة ٤٩ مليونًا، فى نحو ٤٨٠ ميناءً تابعة لأكثر من ١٦٠ دولة.
طولها ١٣٢ مترًا، وعرضها ٢١ مترًا، ووزنها ١٢ ألف طن، وتتكون من ٩ طوابق، وبالإضافة إلى طاقمها، يعمل على متنها أكثر من ٤٠٠ متطوع، من نحو ٦٠ جنسية مختلفة، ينتقلون من السفينة إلى المناطق المحيطة لزيارة المستشفيات والمدارس ودور الأيتام والسجون و... و... وعليه، رفعت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس درجة الاستعداد القصوى بالميناء والأماكن المحيطة به، واتخذت كل الإجراءات اللازمة، لتأمين السفينة وتسهيل حركة نزول العاملين بها، للقيام بتلك الزيارات، وعمل رحلات سياحية سريعة إلى القاهرة.
تستقبل السفينة زوارها بفيلم قصير يشرح أهدافها، ثم تأخذهم فى جولة سريعة لاستكشاف سطحها وكابينة قيادتها، والاستمتاع بمنظر البحر والميناء، كما تتيح لهم قضاء بعض الوقت فى مقهى خاص والتعرف على العاملين على متنها والمرور بصور تعرض ذكريات من رحلات سابقة.
لاستقبال زوار السفينة، أيضًا، أقامت محافظة بورسعيد معرضًا بـ«ساحة مصر» يضم مشغولات يدوية، ونماذج للمعالم السياحية والأثرية فى بورسعيد، إضافة إلى تقديم فقرات فنية يومية لطاقم السفينة وزوارها, مع قيام مديرية أمن بورسعيد، بتكثيف وجودها بمحيط الميناء، لتسيير الحركة المرورية وضمان سهولة وصول المواطنين إلى المكتبة وتأمين فعالياتها. ومن اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، عرفنا أن هناك تنسيقًا بين كل الجهات المختصة لخروج المحافظة فى أبهى صورة خلال هذا الحدث العالمى. كما أكد «إقليم القناة وسيناء الثقافى»، أن الفرق الموسيقية التابعة للإقليم ستقيم حفلات فنية خلال تلك الفترة.
.. وتبقى الإشارة إلى أن «لوجوس هوب» ظلت هى الأحدث بين سفن مشروع المكتبة العائمة، أو «كتب جيدة للجميع»، حتى لحقتها «دولوس هوب»، التى تم بناؤها فى ألمانيا سنة ١٩٩١، وتسلمتها «GBA» أواخر مايو ٢٠٢٢، وأعلنت وقتها عن أن السفينة تحتاج إلى تعديلات وتغييرات، ستستغرق من ١٢ إلى ١٨ شهرًا، قبل أن تبدأ نشاطها.