رحلة أسماء خميس.. مدربة حرف تراثية ورائدة أعمال في سوهاج
تحدثت أسماء خميس، مدربة حرف تراثية ورائدة أعمال بمحافظة سوهاج،عن حلمها قائلًة: "بحلم إن كل فتاة يكون لها حرفة وتقدر تعمل مشروع وتصنع منتج وتوصل للعالمية".
"خميس" هي إحدى خريجات حاضنة أعمال مسار لدعم ريادة الأعمال بالصعيد، بدأت فكرة مشروع «EGYPTALLY » بسبب عدم وجود مراكز تدريب متخصصة في الأشغال اليدوية وخاصة حرفة التلي بمدينة طهطا حيث تعيش.
وتكمل حديثها لـ “الدستور”، قائلًة: “لا يوجد الكثير من مراكز التدريب الخاصة بالأشغال اليدوية في الصعيد عامة ودا اللى خلاني اتحمس لفكرة مشروعي”.
نشأت أسماء خميس، وعيناها تشاهد جدتها تصنع المشغولات اليدوية المختلفة من الشيلان الكروشية، وملايات الإيتامين، وغيرها من المشغولات، ولكن مشغولات التلى بالأخص حازت على اهتمامها.
ترجع حرفة التلى إلى مناطق مصر الريفية وخاصة في سوهاج، وتعتبر من الحرف اليدوية التي كانت قد أوشكت على الاندثار فى أواخر الثمانينات من القرن الفائت حتى تم إحيائها مرة أخرى، ويستخدم التلي لتزيين العبايات والإيشاربات والمفروشات، وكان يمتهنها مجموعة قليلة من النساء فى سوهاج وأسيوط وانتشرت الحرفة بعدها من قلب الصعيد إلى كافة ربوع مصر، والبلاد العربية ووصلت لأوروبا.
وتروي: “أصل التلي هو التطريز على قطع القماش الذي يتكون من القطن «التل» باستخدام خيوط مطلية باللون الذهبى أو باللون الفضى، وكانوا قديمًا يستخدمون الذهب الخالص والفضة الخالصة، ولكن مع غلاء الأسعار استبدلوها بالخيوط المطلية”.
وقد توارثت الحرفة نساء الصعيد عبر أجيال وأجيال، حيث تعطيه الأمهات لبناتهن كهدية يوم العرس لتقص حكاية متقنة، وذلك من خلال مجموعة من الرموز المتعارف عليها كمفردات التراث الشعبى، مثل: المثلث، البيت المربع، شجرة اللبلاب، الطبلة، الجمل، الفارس، النخلة، العروسة، الجامع، الكنيسة، حقول القصب التى ستمر عليها فى طريقها لبيت زوجها.
تأثرت أسماء بهويتها وثقافتها وأرادت أن تحافظ عليها من الاندثار ولذلك تسعى لإنشاء مركز تدريب حرف تراثية متكامل Egyptally وتحاول ربط الفن القديم بالفن المعاصر، وألا تكتفى بتعليم الفتيات حرفة التلى فقط بل ستضيف للمركز مجموعة من الحرف اليدوية الأخرى.
التحقت أسماء بمشروع مسار لدعم ريادة الأعمال في الصعيد التابع لشركة إنرووت للتنمية Enroot Development مع بداية إنشائها لمشروعها «EGYPTALLY »، وتلقت من خلاله تدريبات على ريادة الأعمال، وقامت بالمشاركة في معرض تراثنا، والتشبيك مع غيرها من رائدات الأعمال.
ودربت أسماء حتى اليوم العشرات من النساء خاصة السيدات المعيلات، وذلك ليتمكنوا من شق طريقهم فيما بعد وتوفير الدخل الخاص بهن وعائلاتهن، كما قامت أسماء بتدريب سيدات من هولندا وألمانيا علي حرفة التلي، وتحلم بالتصدير وأن تصل بمنتجاتها إلى العالمية وأن تساعد غيرها من السيدات على الوصول إلى الأسواق الداخلية والخارجية.