«قادرون... بإذن الله»
استوحيت عنوان المقال هذا الأسبوع من تلك الاحتفالية التاريخية التى حضرها السيد الرئيس مع أبنائنا من ذوى الهمم فى النسخة الرابعة من تلك المناسبة، والتى بدأت عام 2018 والتى أعطتنا طاقة إيجابية كبيرة جعلتنا نأمل ونتفاءل أن يكون القادم أفضل بإذن الله طالما كانت لدينا الإرادة والعزيمة على تخطى تلك المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد والتى لا تختلف كثيرًا عما يمر به العديد من دول العالم.
وإذا تطرقنا لكلمة السيد الرئيس فى هذه الاحتفالية سوف نجد أن هناك فترات أصعب من تلك التى نمر بها حاليًا وذلك عندما دفعت مصر ثمنًا تمثل فى أكثر من 3 آلاف شهيد و13 ألف مصاب من أبناء الجيش والشرطة من أجل الحفاظ على الدولة المصرية وحمايتها واستقرارها وتجاوزنا مرحلة نشوب حرب أهلية بالبلاد وكذلك تلك الموجه الكبيرة من الإرهاب والتفجيرات الخاصة بالكنائس والمساجد ومديريات الأمن والتى راح ضحيتها العديد من أبناء مصر الأبرياء.
لا شك أن عام 2022 تعرضنا فيه لأزمات شديدة وأوقات عصيبة أدت إلى هلع وفزع مما هو قادم أو محتمل القدوم خاصة فيما يتعلق بالأزمة المالية التى أنهكت الجميع وجعلتنا نتوقع الأصعب خاصة فى النصف الأول من العام الجديد، حيث ما زالت الأزمات الاقتصادية قائمة والحرب الروسية - الأوكرانية مستعرة بالإضافة إلى ظهور موجات من الأمراض الشتوية لم نكن نراها من قبل ولعلها من تداعيات جائحة كورونا.
أتحدث هنا عن الشأن الداخلى من خلال قناعاتى الشخصية والأحداث التى عشتها وعاصرتها من أزمات وحروب وإخفاقات وتداعيات إلا أنها كانت تنفرج ولو بعد حين. وأذكر هنا على سبيل المثال هزيمة 1967 التى تحولت إلى نصر فى 1973...وتلك الفترة الحالكة الظلام من عام 2011 حتى 2014 والتى شهدت أمواجًا عاتية من العمليات الإرهابية فقدنا خلالها رجالًا من أوفى أبناء الوطن وأخلصهم فى العطاء والفداء إلى أن جاءت منحة السماء عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة سفينة الوطن وسط تلك الأمواج العاتية، وتمكن بالصبر والهدوء والإصرار والثقة فى الله وفى أبناء الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة من العبور إلى بر الأمان إلى حد كبير وإن كان الثمن باهظًا...وما زال الرئيس حتى يومنا هذا يجاهد فى شتى الميادين ما بين الاقتصادية والاجتماعية، ويجتهد أن يوفر تلك الحياة الكريمة لفئات كانت محرومة من الحد الأدنى من معطيات الحياة فى العديد من القرى والنجوع، بالإضافة إلى القضاء على العشوائيات....جاء ذلك موازيًا لاهتمام سيادته بقطاعات من المجتمع المصرى كانت تعانى من التهميش والتنمر ومن بينهم هؤلاء الذين احتفلنا معهم منذ يومين من ذوى الهمم ...ثم جاء الملف الاقتصادى بتداعياته على جميع دول العالم ليلقى بظلاله على الأسعار والبضائع التى تفنن أصحاب النفوس الضعيفة فى ارتفاعها وإخفائها حتى تضاعفت قيمتها، وأصبح من الصعب على المواطن العادى أن يوفى احتياجاته التى كان يحققها بسهولة منذ عدة أشهر، وهو الأمر الذى ترك انطباعًا عن عدم قدرة الدولة على مواجهة تلك الأزمة الاقتصادية التى أرى أننا ساهمنا فى تصاعدها واستمرارها وعدم تمكين الدولة من تجاوزها بسهولة... ومع ذلك فما زالت محاولات القيادة السياسية يومًا بعد يوم تعمل على إيجاد حلول غير تقليدية لتجاوز تلك الأزمة، وإن كان ذلك سوف يسبب بعض الصعاب على فئات من الشعب يحاول الرئيس تخفيف تلك الأعباء عنهم، ولا أشك أن تلك المرحلة سوف تنتهى بإذن الله وعلينا جميعًاً أن نتكاتف لتجاوزها مثلما تجاوزنا ما هو أصعب منها، فالصبر على المحن أحد دروس الحياة، حيث تنحل بعد الصبر العقد وتتيسر الأمور. فكل أمر فى الحياة له وقت وتدبير سرعان ما ينتهى ولا شك أن قيمة الإنسان الحقيقية تكمن فى إيمانه وعزيمته وصلابة إرادته، فالصعوبات هى التى تصنع الرجال وهى التى تصل بهم فى النهاية الى بر الأمان.
نحن نتطلع الى عام جديد بدأ منذ عدة ساعات نتمنى من الله أن يكون أفضل من سابقه ولكن مطلوب أيضًا أن نكون نحن الأفضل بالمحبة والبذل والعطاء.
أرى أن هناك إرهاصات فى بداية هذا العام تعطى لدىّ الأمل أن يكون القادم أفضل، فهناك بعض القرارات الاقتصادية التى اتخذتها الدولة منذ عدة أيام أدت إلى الإفراج عن معظم البضائع المتراكمة فى الموانئ المختلفة وبالتالى انخفاض أسعارها.... وأن هناك تحريكًا ولو ضعيفًا فى سعر الدولار بالإضافة إلى متابعة ومراقبة شديدة من أجهزة الدولة المختلفة لصانعى الأزمات فى الأسعار والبضائع خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك.
إن الأمل فى الأفضل لن يتحقق من خلال جهود الدولة فقط بل علينا أن نساندها ونساعدها فى تحقيق مسعاها ونثق فى جديتها لتحقيق هذا الهدف ولا نعطى اهتمامًا لأبناء الظلام الذين يحاولون التشكيك فى قدرات الدولة على تخطى المرحلة والترويج للشائعات والأكاذيب واختلاق مواقف عفا عليها الزمن فى محاولات للإيحاء بأنها أحداث جديدة...علينا أن نكون نحن من نتصدى لتلك المحاولات ولا نعيرها اهتمامًا، فلن يحمى الوطن من هؤلاء إلا نحن أبناء هذا الوطن والشركاء فيه....فمهما كانت الصعاب فلا بد أن نتمسك بالأمل والعمل على تجاوزها ...فلن يساعدنا إلا نحن ولن يقف معنا بعد الله إلا نحن...ولنكن على ثقة أننا قادرون بإذن الله على تخطى المرحلة فكل شىء بقدر الله ولكن علينا أن نتمسك بالسعى والأخذ بالأسباب، ولنكن أكثر تفاؤلًا بأن القادم أفضل وعلينا أن نعيد النظر فى علاقتنا مع أنفسنا ومع وطننا... واليوم ونحن نودع عامًا ونستقبل عامًا جديدًا نقول كل سنة وأنتم بخير وسلام وأمان.. وتحيا مصر.