حزب العدل بالإسكندرية يناقش مناهضة العنف ضد المرأة
نظم حزب العدل- أمانة الإسكندرية، ندوة موسعة حول "مناهضة العنف ضد المرأة" بحضور عبدالعزيز الشناوي، الأمين العام، والكاتب الصحفي، معتز الشناوي، المتحدث الرسمي لحزب العدل، وأحمد عواد، نائب الأمين العام لقطاع غرب الدلتا، وحازم الملاح، أمين التنمية المجتمعية المركزي، وأدارته الدكتورة هدى الساعاتي، أمين التنمية المجتمعية بحزب العدل بالإسكندرية.
حاضر في الندوة من القيادات المجتمعية الدكتورة ماجدة الشاذلي، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة، وأمل عادل، رئيس اللجنة العامة للطفولة والأمومة بمحافظة الإسكندرية، والشيخ الدكتور إبراهيم الجمل، الأمين العام لبيت العائلة المصري، مدير عام مشيخة الأزهر.
في البداية، وصفت الدكتورة هدى الساعاتي، المرأة المصرية بأنها صاحبة المعادلة الصعبة، والدولة أفسحت المجال للمرأة العاملة مُدللة على كلامها بتعيين 89 قاضية هذا العام، ويجب أن تحتل كتلة كبيرة في الحقيبة الوزارية.
وأكد عبدالعزيز الشناوي، مساهمة الحزب في حملة «16 يوما» لمناهضة العنف ضد المرأة؛ لحماية المجتمع، مشددا على أنه لا تزال هناك بعض المشاكل التشريعية، خاصة فيما يتعلق بحق المرأة في إثبات النسب للأب، ولا سيما المشاهير ممن يتهربون من عدم حضور جلسات قضايا إثبات نسب الأطفال إليهم.
ولفت «الشناوي» إلى تعاون الحزب مع وزير العدل، لطرح مقترحات تعديل قوانين الأسرة بالبرلمان، لردع العنف ضد المرأة، والحد من زواج القاصرات بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، ومحو أمية السيدات، والقضاء على ختان الإناث.
وأشادت الدكتورة ماجدة الشاذلي، بسلسلة مبادرات حزب العدل لمناهضة العنف ضد والمرأة وزواج القاصرات؛ لقناعتها التامة بأهمية المرأة في المجتمع، موضحة استراتيجية العمل في المجلس القومي للمرأة، فمنذ 2016 يقوم المجلس برفع تقرير لمناهضة العنف ضد المرأة شهريًا.
ولفتت «الشاذلي» إلى أن حملة «16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة» هي حملة عالمية بدأت عام 1999 لتستهدف القضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وتعقد كل عام بدءًا من 25 نوفمبر «اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة» حتى 10 ديسمبر، وحمل هذا العام شعار «مع بعض نحميها».
وأكدت «الشاذلي» أن هدف المجلس القومي للمرأة يقوم على تحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم والصحة «الكشف المبكر للأورام، وختان الإناث، وتنظيم الأسرة، والحرمان من التعليم، والزواج المبكر أو زواج القاصرات» والدولة تقوم بردع كل أشكال العنف ضد المرأة «التحرش، التنمر، ختان الإناث، حق المرأة في الميراث».
وكشفت «الشاذلي» عن أن ختان الإناث في مصر انخفض بنسبة 25% بسبب صدور قوانين توقع عقوبات على الطبيب الذي يقوم بذلك بالسجن من 3 إلى 7 أعوام، والشطب من النقابة، وغلق العيادة، وتوقيع عقوبات بالسجن على «الأم والأب والجدة» وكل ما يسهم في إيذاء الطفلة، بسبب ترسيخ عادات خاطئة في ذهن السيدات، فالختان ليس من عادة دينية والرسول «صلى الله عليه وسلم» لم يختن بناته ولا زوجاته.
وأضافت «الشاذلي» أن زواج القاصرات، والاتجار بالبشر ناتجان عن كثرة الإنجاب، ففي مناطق كثيرة ترغب الأسر في الوصول إلى إنجاب الولد، ويتم تعنيف الأم أثناء الحمل بتكرار مولدها «بنت»، ما قد يصل بالأمر إلى الطلاق، لذا يجب نشر الوعي داخل الأسرة نحو عدم التفرقة بين الذكور والإناث، وتعليم الأبناء احترام الأنثى في أي مكان، وأن يعتاد الأبناء رؤية الأم والأب قدوة لهم حتى لا يخرجوا العنف الذي يرونه داخل الأسرة إلى المدرسة والشارع.
وأشارت أمل عادل إلى إظهار الدراسات التي تم إجراؤها خلال العامين الماضيين لانخفاض نسبة التعليم لدى الفتيات، وهيمنة الذكور أكثر من النساء داخل الأسرة، وسيادة النقمة على المجتمع والظروف الاقتصادية.
وكشفت «عادل» عن نوع جديد من العنف وهو «الحرمان العاطفي» مرجعة السبب الرئيسي بانشغال «الأب والأم» في العمل لكسب المال، مما جعل الأبناء يفتقدون الاحتواء من الأسرة، فينساقون إلى الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي، لفترات طويلة، بدون رقابة مما يعرضهم للابتزاز الإلكتروني، لشعورهم بالاهتمام من أشخاص لا يعرفونهم حتى وصلت بعض الحالات إلى الإلحاد أو الانتحار، وسجلت نسبة الابتزاز الإلكتروني أو النفسي أكبر من نسب الختان، وزواج الأطفال.
وقال الشيخ الدكتور إبراهيم الجمل، رئيس لجنة الفتوى، وبيت العائلة في الإسكندرية: ليس معني الحديث عن المرأة أن هذا خصوم بينها وبين الرجال؛ فالمرأة مكرمة في الدين الإسلامي، وبعض مواقف الرسول «صلى الله عليه وسلم» مثل مشاورته أم سلمة تدل على قيمه المرأة في الإسلام، وكذلك قوله: «نأخذ العلم عن الحميراء» أي عن السيدة عائشة رضي الله عنها، وحزن على رحيل السيدة خديجة لدرجة أنه سمى عام وفاتها بعام الحزن.
وأردف «الجمل» أن فاطمة الزهراء كان الرسول يُسميها «أم أبيها» فإذا أقبلت أجلسها بجانبه، فيجب علينا أن نأخذ من القرآن الكريم، والأحاديث مناهج للتربية وللقيم والأخلاق والرفق واللين في كل شيء، فالمتقون أعلى درجات الإيمان؛ لأنهم الكاظمون الغيظ والعافون عن الناس، وقال تعالى مخاطبًا الرسول «قدوة المسلمين» لو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فالغل أو الحقد يأتي بجميع الأمراض النفسية، فيجب الاعتدال بمنهج اللين في حياتنا.
واختتم الندوة حازم الملاح، أمين عام أمانة التنمية الاجتماعية بحزب العدل على مستوى الجمهورية، بالتأكيد على أن المرأة لا تحصل على حقها في العمل بالقدر الكافي، وتتعرض للعنف والتحرش داخل أماكن العمل، ويجب على الدولة صدور عقوبات للتصدي للعنف ضد المرأة في العمل.
شارك في الندوة الدكتورة سلوى عثمان، أمينة المرأة بحزب العدل بالإسكندرية، وبدر حسين أمين لجنة النقل والمواصلات، وإسلام الجندى أمين المحليات، والعقيد أحمد مسكين وسوزان محمود، ولفيف من ممثلي الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والتنفيذيين، فى مقدمتهم أمانى سريح مديرة مركز النيل للإعلام، وعدد من قيادات حزب العدل وأعضائه.