بين عامين!
تمر السنوات تلو بعضها، منها ما نتذكره بما مررنا به من أحداث ومنها ما يمر دون أن نتوقف عند أى ذكرى له، الا عام فقد الأبوين، لا تمحوه الأيام، نظل نتذكر ما حينا، باليوم والساعة والأحداث والتفاصيل، إن كنت كبيرا أو صغيرا، وإن كنت حاضرا للحظة الفقد أو غائبا عنها، فليس بعد فقدهما شيء، هما الحب المطلق والحنان المطلق والعطاء بلا حساب، هما الدعاء المستجاب، وهما مفتاح الرضا والستر فى الدنيا والآخرة، ما أصعب الحياة دون وجودهما جمعتنا الأيام والأحلام وفرقتنا الآلام، يا ليت كل أيامى ظلت أحلامًا.
عذرا أصدقائى، فلم أكن أنوى الحديث عن أى مسألة شخصية أو حدث خاص، ولكن عند الشروع فى كتابة مقال نهاية العام، فرض عليا أهم حدث فى حياتى بفقد الأب فى هذا العام، فوجب علىّ أن أتذكره، ولو بقليل من الكلمات، لا أراها إلا نقطة من بحر عطائه، طوال رحلته التى امتدت ولم تتوقف حتى يوم رحيله.. رحم الله والدى وأمى، فاللهم اغفر لهما مغفرةً جامعةً تمحو بها سالف أوزارهما، وسيّئ إصرارهما، وارحمهما رحمةً تنير لهما بها المضجع فى قبريهما، وتؤمّنهما بها يوم الفزع عند نشورهم.
اللهم مدّ لهما فى قبرهما مد بصرهما، اللهم أنزل على قبريهما الضياء والنور والفسحة والسرور، اللهم افسح لهما فى قبرهما، ونوّر لهما فيه برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهمّ اجزهما عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا. اللهمّ أنزلهما منازل الصدّيقين والشّهداء والصّالحين، وحسن أولئك رفيقًا. اللهم تقبل لهما ولأمواتنا جميعا .
ومع قدوم عام جديد نرفع يدنا بالدعاء، لنا جميعا أفرادا وأوطانا أن يجعل أول أيام هذا العام صلاحًا، وأوسطه فلاحًا، وآخره نجاحًا، ونسأل الله خيره فى الدنيا والآخرة . يا رب ندعوك بعزتك وجلالك ألا تصعّب لنا حاجة، ولا تعظم علينا أمرا، ولا تحنِ لنا قامة، ولا تفضح لنا سرا، ولا تكسر لنا ظهرا. اللهم إنا نبرأ إليك من حولنا وقوتنا إلى حولك وقوتك، اللهم إنا نفوض إليك كل أمرنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، اللهم اجعله عام رخاء علينا وعلى شعبنا ومصرنا الغالية بإذن الله.