دول إفريقية وأوروبيّة تُطالب بعودة آثارها المنهوبة خلال 2022
شهد العام الجاري مطالبات من قبل عدد من الدول لاستعادة آثارهم المنهوبة إبان الغزو الاستعماري لهم في القرن التاسع عشر، والذي على إثره نُقلت قطع أثرية قيّمة إلى متاحف هذه البلدان. وقد تُوجت بعض تلك المساعي بالنجاح في ظل اعتراف بعض الحكومات الغربيّة بأن احتفاظهم بهذه القطع الأثريّة كان وضعًا خاطئًا ينبغي تصحيحه، فيما لا تزال المفاوضات جارية حول آثار أخرى لم يُحسم القرار بشأن عودتها إلى موطنها الأصلي.
آثار مصرية
منذ العام 2014، بدأت محادثات بين مسؤولين مصريين ونظرائهم في جامعة "كورك" الأيرلندية، للمطالبة باستعادة مصر لعدد من الآثار القديمة التي عُثر عليها أسفل الجامعة، وبعد ثمانية أعوام من المفاوضات، أعلنت الجامعة الأيرلندية عن عزمها إعادة القطع الأثرية المصرية في العام المُقبل، والتي يعود تاريخها إلى 975 قبل الميلاد وحتى 100 م.
تشمل القطع حاويات استخدمها المصريون لحفظ الأحشاء وعددها أربعة، و"كارتوناج"؛ وهي أغطية جنائزية للرأس والجسد، فضلًا عن مومياء لرجل بالغ.
في السياق ذاته، كان عدد من الأثريين المصريين قد طالبوا خلال هذا العام باستعادة حجر رشيد، المعروض في المتحف البريطاني بلندن، في احتفالهم بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد على يد الباحث الفرنسي شامبليون، غير أنه لم تعقد مناقشات رسمية حول هذا الأمر.
ألمانيا تُعيد آثارًا نيجيرية
بعد مفاوضات بين الحكومتين الألمانية والنيجيرية، في الشهر الجاري، نجحت نيجيريا أخيرًا في استعادة عشرين قطعة أثرية تشمل "مجموعة بنين البرونزية"، ومنحوتة من العاج، وبعض الرؤوس الاحتفالية الشهيرة، ولوحة مزخرفة.
تضم مجموعة بنين البرونزية عددًا من اللوحات والمنحوتات المعدنية التي صنعت في الفترة من القرن الخامس عشر حتى التاسع عشر، والتي استولت عليها القوات البريطانية عام 1897 من مملكة بنين؛ الواقعة في نيجيريا اليوم.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بيربوك" قد عبّرت عن كون هذه الخطوة فرصة لتصحيح بعض من أخطاء الماضي، والتعامل مع التاريخ الاستعماري المظلم، قائلة: "كان من الخطأ أخذها وكان من الخطأ الاحتفاظ بها".
مفاوضات لاسترجاع منحوتات يونانية
في السياق ذاته، كانت اليونان قد أجرت مفاوضات مجددًا مع بريطانيا بهدف استعادة "رخام إلجن" أو منحوتات البارثينون، غير أنه لم يتم التوصل إلى اتفاقية نهائية بعد بين الحكومتين.
يذكر أن رخام إلجن هو منحوتات يونانية كانت جزءًا من معبد البارثينون اليونانى ومبان أخرى في أثينا، كان العسكري البريطاني “لورد إلجن" قد نقلها في القرن التاسع ووضعت في المتحف البريطاني عام 1816.
يتمحور الخلاف بين البلدين حول الطريقة التي بها انتقلت تلك المنحوتات إلى بريطانيا؛ فبينما تؤكد اليونان أن ما قام به اللورد إليجن لم يكن قانونيًا، تشير بريطانيا إلى أنه قد جاء بقرار من السلطة العثمانية يُبيح لهم التنقيب عن الآثار.
ليبيا تُطالب باستعادة قطع أثرية
كان محامٍ ليبي قد قدّم خطابا رسميًا، هذا العام، للإدارة المشرفة على حديقة "وندسور الملكية" غرب بريطانيا، يطالب فيه بإعادة قطع أثرية ليبية وأعمدة رخامية موجودة في الحديقة يبلغ عمرها ألفي عام، غير أن المواقع الليبية كانت قد تداولت خبر رفض تسليم هذه الآثار إلى ليبيا.
تضم القطع الأثرية أعمدة من الجرانيت وأخرى من الرخام فضلًا عن قطع من الأحجار والمنحوتات، والتي كان الدبلوماسي البريطاني "هانمر وارينجتون" قد نقلها في القرن التاسع عشر، وهو ما عدّه الليبيون سرقة تضاف إلى سلسلة النهب الاستعماري التي وسمت ذلك القرن.