الطقس البارد يؤثر على المحاصيل.. هل الحل في الزراعة الذكية؟
موجة من الطقس البارد اجتاحت مصر خلال الأسبوع الماضي ومن المقرر أن تستمر خلال الأيام المقبلة، إيذانًا ببدء فصل الشتاء بل تتوقع الأرصاد سقوط أمطار غزيرة في أنجاء البلاد، ولذلك الطقس البارد آثاره على كل القطاعات لاسيما في المحافظات.
ويعد القطاع الزراعي هو أشد المتأثرين بالتغيرات المناخية لاسيما الطقس البارد في فصل الشتاء، وهو ما تسعى وزارة الزراعة لتلاشي ما يمكن أن يُحدثه ذلك الطقس السيء على الزراعة.
تغيرات مناخية تؤثر على المحاصيل
واتساقًا مع ذلك، أعلن الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إنّ هناك حالة سريعة ومؤقتة من التقلبات الجوية؛ مبينًا أن هناك بعض المحاصيل المنزرعة تتأثر بتلك التقلبات.
وأوضح أن منها البرتقال لأن زيادة كميات الأمطار تؤدي إلى زيادة معدلات تساقط ثمار البرتقال لذلك يفضل العمل على صرف المياه قدر الإمكان، كما يتوقع ظهور بعض الآفات الحشرية أهمها تربس البصل والثوم في الصعيد، وتربس الأزهار في فلفل الصوب والمن على البطاطس وفراشة الياسمين أو دودة براعم الزيتون.
ومن الحلول التي يلجأ إليها بعض المزارعين أمام تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل هي الزراعة الذكية. فما هي تلك الزراعة وكيف يستخدمها المزارعون؟
الزراعة الذكية مناخيًا هي النهج الذي يساعد على توجيه الإجراءات اللازمة لتحويل وإعادة توجيه النظم الزراعية لدعم التنمية بصورة فعالة وضمان الأمن الغذائي في وجود مناخ متغير، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
بينما يعرفها اتحاد الغرف العربية، بأنها نهج يهدف إلى تطوير وتحسين منظومة الزراعة، وتعتمد على الوسائل والآليات الزراعية الحديثة التي من شأنها زيادة الانتاجية والجودة دون استنزف الموارد الطبيعية مثل نظام الممارسات الزراعية.
أستاذ خضر: "الزراعة الذكية تحد من مشكلات التغيرات المناخية"
هاني الدوه، أستاذ الخضر والفاكهة في كلية الزراعة جامعة الزقازيق، أوضح أن هناك أنواع من الزراعات الذكية منها التي تتحكم في كميات المياه بأوقات معينة، وهناك أنظمة تتحكم في إدارة المزرعة من ناحية الري والتسميد وهكذا.
وأشار إلى أن مصر والعالم يواجهون تحديات كبرى بسبب التغيرات المناخية التي تؤثر على المحاصيل، مبينًا أن الزراعة الذكية تقلل تعرض النباتات للعطش وتكون من عوامل نجاح الزراعة والتسهيل على القائم بتلك العملية سواء فلاح أو زراعي أو فني أو حتى عامل بسيط.
وبين أن الزراعة الذكية بها شيء من التعقيد لذلك لا بد من أن يكون هناك دورات تدريبية للفلاحين والمتخصصين تؤهل المزارعين للقيام بتلك الأنشطة ويؤدون المطلوب منهم واكتساب الخبرات في ذلك المجار.
كما تفيد الزراعة الذكية بحسب الدوة من تحصيل أكبر عائد مادي من الزراعة والمحافظة على الأشجار، لكونها تتحكم في المناخ مثل نظام الصوب ولكن بتطور أكثر، إذ أنها تؤدي إلى الحد من ظهور مشكلات العطش والسقيع والظواهر المناخية التي تأتي في غير موعدها، من خلال توفير آليات المناسبة لرفع كفاءة المحاصيل الزراعية.
رجب: "الزراعة الذكية تحمينا من خسائر تغيرات المناخ"
عبدالحفيظ رجب، مزارع من محافظة الدقهلية، يستخدم البذور المقاومة للجفاف في بعض المحاصيل مثل الأرز المقاوم للجفاف الذي يقوم بزراعته بما يعرف باسم المصاطب، وهي أحد السُبل المتبعة في الزراعة الذكية، وتقصر من مدة الدورة الزراعية.
أوضح أن الزراعة الذكية توفر إنتاجية أكبر في وقت أقل من أساليب الزراعة التقليدية، إذ إنها تقصر مدة الدورة الزراعية، مبينًا أنها طرق لم يكن يعرفها من قبل دون حملات التوعية التي تقوم بها الجمعيات الزراعية دومًا في محافظته.
يمتلك رجب 6 أفدنة، زادت إنتاجيتهم منذ إتباعه أساليب الزراعة الذكية، إذ لاحظ الفرق في توقيت الزراعة وكذلك في المشكلات التي تواجهه أثناء زرع محاصيل بعينها لاسيما المحاصيل الاستراتيجية، التي تحتاج إلى الغمر بالمياه.
قال: "الزراعة الذكية تشبه العمل بنظام رقمي دون الاعتماد بشكل كبير على العمل اليدوي، فيتم استبداله بأجهزة رصد وصيانة وتنبيه، وبالرغم من تكلفتها المرتفعة إلا إنها تحمي المزارعين من الخسائر التي يتكبدونها بسبب التغيرات المناخية".
جهود مصر في الزراعة الذكية
وكان لمصر جهود في ذلك الأمر، حيث تسعى مصر في الوقت الحالي لتنفيذ خطة تطوير المحاصيل من خلال الزراعة الذكية، كي تكون المحاصيل قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية وشح المياه، من خلال استراتيجية زراعة أصناف جديدة من محاصيل الأرز والذرة عبر الزراعة الذكية.
ونجحت مصر في استنباط صنف أرز جديد قادر على التكيف مع زيادة ملوحة التربة نتيجة التغيرات المناخية، ويحتاج كميات أقل من المياه، ويسمى هذا الصنف الجديد بحسب وزارة الزراعة (سخا سوبر 300) ويتميز بأنه أرز كبير الحبة، ويمثل أول محصول في مصر.