«سعرها ضحكة».. «هبه» توزع الشيكولاتة والسعادة على المارة مقابل ابتسامة
بابتسامتها الرقيقة التي تنير وجهها، تجولت على كورنيش الإسكندرية حاملة لوحة خشبية مليئة بأنواع مختلفة من الشيكولاتة والحلوى، وعبارة تدخل السعادة على قلوب كل من رآها «سعرها ضحكة» حيث أرادت «هبة» أن تتلقى ثمن الحلوى بالضحكات والسعادة، الأمر الذي أثار انتباه المارة وحيرتهم بما تفعله، وكان سببًا لرسم الإبتسامة على وجوههم.
قالت هبة عاشور، 42 عامًا، معُلمة، إنها شاهدت الفكرة عبر الإنترنت، وأرادت تنفيذها بطريقة خاصة بها، وقررت أن تبدأها من الإسكندرية أثناء زيارتها لها، وذلك لحبها لعروس البحر، حيث جهزت اللوحة وقامت بتثبيت الحلوى والشيكولاتة عليها، ثم كتبت عليها «سعرها ضحكة» مع رسم وجه مبتسم وقلب.
وأضافت لـ«الدستور» أنها كانت متوترة في البداية من ردود أفعال المواطنين: «كنت خايفة الناس تقلق مني، بس كان عندي إصرار إني أروح للناس لحد عندهم عشان أفرحهم» متابعة: «بدأت أستوقف الناس على الكورنيش أشرح لهم الفكرة وأنها ليست بمقابل، وأهديهم شيكولاتة، وأطلب منهم كتابة جملة على اللوحة لأشعر بطاقة إيجابية وبالفعل كانت كل الجمل والعبارات لطيفة وأسعدتني».
ولفتت إلى أن الكثير أحبوا الفكرة، وهناك من اعتذر عن قبول الإهداء وشكرني، ولكن كان بين ذلك أشخاص أثروا فيّ جدًا منهم فتاة قالت لي «في وقتها»، وأخرى قالت لي «أنا كنت بدعي ربنا أقابل أي حد» وكتبت لي على اللوحة «جنة من غير ناس ما تنداس»، متابعة: «تيقنت حينها أن هذه الفكرة البسيطة يمكن أن تكون من أجل هؤلاء، ربنا ممكن حطني في طريقهم في الوقت ده عشان أسعدهم».
وأوضحت أن بعد نجاح التجربة الأولى للفكرة في الإسكندرية، نفذتها أيضًا بمدينة الرحاب في القاهرة، مشيرة إلى أنها تريد زيارة جميع المحافظات لتنفيذ الفكرة بها، حيث من المرجح زيارتها الإسماعيلية، بالإضافة إلى مدينة دهب والتي ستكون بها نهاية الشهر وستنفذ الفكرة بها.
وأشارت إلى أنها بدأت في التفكير في تطوير تلك التجربة بزيارة دور الأيتام وتوزيع لعب صغيرة للأطفال، لإسعادهم وإدخال الفرحة على قلوبهم، كما يمكن تغيير الهدايا بحسب المكان مثل زيارة دور المسنين وتوزيع أشياء يحتاجونها، أو توزيع بطاطين بالمناطق العشوائية والأكثر احتياجًا، مشيرة إلى أن كل شخص يمكن أن ينفذ الفكرة بطريقته الخاصة ولكن الهدف واحد هو سعادة الناس وجبر الخواطر.
وأكدت أنها وأصدقاءها كانوا داعمين لها، بالإضافة إلى عائلتها التي تفاجأت بالفيديو بعد تصويره ورحبوا جدًا بالفكرة، وأشادوا بها وشجعوها على الاستمرار، موضحة أن أكثر ما أسعدها هو دعم الناس الغريبة عنها من خلال التعليقات والرسائل، حيث أطلقوا عليها «سفيرة الطاقة الايجابية».. «بائعة السعادة» و«فتاة الضحكة»، وهناك من طبقوا الفكرة بالفعل، وكانوا سببًا في إسعاد غيرهم.