مناقشة «هوامش» ميخائيل نعيمة بالمركز الدولي للكتاب السبت
يناقش المركز الدولي للكتاب المجموعة القصصية "هوامش" للأديب والشاعر الكبير ميخائيل نُعَيمَة، الخامسة مساء السبت المقبل 17 سبتمبر الجاري، بمقر المركز الدولي للكتاب بوسط البلد.
أما عن ميخائيل نعيمة
ويعد ميخائيل نعيمة (1889 - 1988م) أديب ومفكّر لبناني، يعتبر من الجيل الّذي قاد النّهضة الفكريّة والثّقافيّة، وأحدث اليقظة في الأدب وقاد إلى التّجديد. أفردت له المكتبة العربيّة مكانةً كبيرةً لما كتبه وما كُتب حوله، فهو مفكّر وشاعر وقاصّ ومسرحيّ وناقد وكاتب مقال ومتأمِّل في الحياة والنّفس الإنسانيّة، وقد ترك خلفه آثارًا بالعربيّة والإنجليزيّة والرّوسيّة؛ وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السّامية في عالم الفكر والأدب محلّيّا وعالميًّا.
من أجواء المجموعة القصصة “هوامش”
ولقد أذهلني، فوق ما أذهل نيسان، أن ينطلق صوتي في الحال بكلمتين اثنتين، انطلق خافتا، مترددا، خجولا في البداية، ثم راح يرتفع أعلى _فأعلى _فأعلى، حتى خيل إلى أنه طغى على هدير النهر في الوادي، وعلى كل صوت في السفوح وفي القمم؛ وأنه راح يتغلغل فيأحشاء الصخور ، وفي آذان الأعشاب والطيور ، وأنه شق طريق إلى السماء، وبات يملأء الفضاء، أما الكلمتان اللتان بهما انطلق لساني فكانتا "ربي وإلهي!" مضيت أنغن الكلمة الأولى، ثم الثانية، ثم الإثنتين معا تنغيما يمعن في الصعود وفي النزول، وفي الامتداد والانكفاء، وفي التليون بين لفحة الشو، وفرحة اللقاء، ولذة العناث، ونشوة الانعتاق، أما الضراعة، أما الذل والانسحاق والانكسار فلم يكن لها في صوتي من أثر.
وأنتهى من تنغيم تينك الكلمتين إلى تنغيم كلمات ثلاث فرضت ذاتها على فرضا، والكلمات الثلاث هي "منك، وعليك وأليك" وهي كذلك أمضي في تنغيمها بحيث لايتردد النغم الواحد مرتين، وكثيرا ما كنت أنطق بها وكأن الفا اضيقت إلى واو العطف فيها، فتنطلق من فمي هكذا: منك وا، عليك وا، إليك.