من روائع الادب العالمى
«الوديعة».. رواية دوستويفسكى ومفارقة جمع المال وفقر المشاعر
“الوديعة” واحدة من أشهر روايات الكاتب الروسى الشهير دوستوفيسكى التى تميزت بالعمق النفسى والبعد الفلسفى ومحاولة الغوص فى مكنون الحياة والموت والحب والبغض.
جاءت الرواية على لسان البطل الذى لم يذكر دوستويفسكى اسمه تأكيدا منه أن هذا الرجل ربما يكون هو المؤلف وربما يكون هو القارئ، جاء ذلك بأسلوب بديع تميز به الكاتب والفيلسوف الروسى الكبير الذى لم يكن يعنية الحدوتة أو السرد وإن كان مميزا بقدر ما يعنيه الرسائل التى يريد أن يقولها للعالم.
ونالت رواياته شهرة عالمية وترجمت إلى العديد من اللغات ورغم مرور السنين إلا أن مؤلفات دوستويفسكى مازالت حاضرة فى كل مكتبات ومعارض الكتب فى العالم بترجمات مختلفة .
ضابط روسي مفصول
تدور أحداث رواية “الوديعة” حول ضابط روسى فصل من عمله فقام بفتح مكتب للرهونات . يأتيه الزبائن برهائن تبقى فى مكتبه مقابل المال، تنمو أرصدة الرجل من المال فتقل مشاعره تجاه الحب، غير ان الفتاة الفقيرة التى تعيش مع عمتيها الشمطاوين اللتان فكرا فى بيعها لتاجر كبرت سنه وهى فى السادسة عشر.
تدخل مكتبه فيقرر أن يتزوجها وهنا يوضح الكاتب مدى الاضطراب والاختلال النفسى الذى يعيشه بطل القصة، بحيث لا تعرف هل تزوج الرجل من الفتاة كى ينقذها من التاجر أم لأنه أحبها او ربما اعتبرها رهنا من رهونات مكتبة.
بعد الزواج بأيام يقتر الزوج على زوجته فى المال والمشاعر، مما يجعلها تذهب إلى بيت غريمه فيتتبعها وهو يحمل مسدسه فيتمكن من دخول شقة غريمه فيستمع إلى حوار غريب وهو دفاعها عنه ورفضها أن يلمس الغريم خصلة من شعرها.
يعود بها إلى بيته فيفاجا وهو ناىم أنها تصوب المسدس نحو رأسه يتظاهر بالنوم ، وبعد دقائق عصيبه تتركه وتنصرف، فيشترى لها سريرا يضعه فى غرفة أخرى . ويستمر جمود المشاعر بينهما فتمرض الزوجه وتصاب بالذبول . وهنا تتغير مشاعر الزوج فيعتذر لها عن تجاهله ومعاملته الباردة معها . فيعدها بالسفر من أجل النزهة وتعويض ما فات لكنها تلقى بنفسها من الشرفة .
واستطاع “دوستويفسكى” أن يبعث من خلال روايته الوديعة هذه الرسالة الإنسانية التى لا تقتصر على زمان او مكان.، وجعل القارئ بطلا يحكى له ويسأله ويجيب عن أسئلته لذا كانت الرواية بديعة بالفعل .