تحذيرات لـ«لبنان» ومناورة مفاجئة للجيش الإسرائيلى.. هل يمكن الربط بينهما؟
أعلن الجيش الإسرائيلي أمس السبت عن مناورة عسكرية مفاجئة شارك فيها آلاف الجنود الإسرائيليين في محاكاة لاشتباكات على الحدود الشمالية، أُطلق عليها "الشتاء الدافئ 2" ومن المقرر أن تستمر حتى يوم الثلاثاء القادم، في الوقت الذي وجهت فيه إسرائيل تحذيرات واضحة ومباشرة إلى لبنان، من ضربات محتملة على مطار بيروت، بعد تقارير أشارت إلى أن إيران نقلت مؤخرًا أسلحة إلى حزب الله عبر رحلات جوية مدنية.
مهام وأهداف
أوضح بيان الجيش الإسرائيلي أن "القوات ستتدرب على كيفية إدارة انتشار مفاجئ في مواجهة سيناريوهات العمليات في الساحة الشمالية، مع التركيز على جاهزية الشبكة اللوجستية والتعاون بين وحدات الذراع البرية".
بحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فإن الهدف الرئيسي من المناورة هو "تعزيز جاهزية" الوحدات القتالية واللوجستية للجيش في مواجهة "الأحداث المفاجئة والسيناريوهات المختلفة في المنطقة الشمالية" مثل اشتباكات مع حزب الله اللبناني ووكلاء إيرانيين آخرين في المنطقة، حيث يقود التدريبات قسم التكنولوجيا واللوجستيات برئاسة رئيس قسم التكنولوجيا واللوجستيات اللواء ميشيل جانك، فيما يشارك حوالي 8000 جندي، 5000 من جنود الاحتياط في التدريبات.
وفي الوقت ذاته، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأحد عن بدء مناورة عسكرية على الحدود مع قطاع غزة على أن تضم المناورة كل القوات العسكرية التي تعمل في "غلاف غزة" وسيسمع خلالها أصوات تفجيرات على أن تنتهي خلال ساعات.
تحذيرات لـ "لبنان"
أفادت وسائل إعلام عربية أمس السبت أن إسرائيل حذرت لبنان، من ضربات محتملة على مطار بيروت، في ضوء تقارير أشارت إلى أن إيران نقلت مؤخرًا أسلحة إلى حزب الله عبر رحلات جوية مدنية.
حيث رصدت الاستخباراتية الإسرائيلية محاولات إيرانية لاستخدام بيروت كطريق تهريب جديد بعد فشل محاولات التهريب عبر مطار دمشق، فيما تحقق إسرائيل في محاولة إيرانية لتهريب أسلحة عبر رحلات مدنية لطائرات إيرانية إلى العراق من مطار بيروت.
وكانت شركة المعراج الإيرانية، المرتبطة بالحرس الثوري، باشرت تشغيل خط جوي متجه إلى مطار بيروت الدولي، حيث أقلعت الرحلة الأولى إلى بيروت في 14 نوفمبر الماضي.
ما وراء المناورة
لا يمكن الربط بين التحذيرات الإسرائيلية لـ"لبنان" والمناورة المفاجئة للجيش الإسرائيلي، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي عن أن المناورة كانت مُحددة مسبقًا، شأنها شأن جميع المناورات، وهو ما يعني أن تنفيذها الآن، لا ينبع من خطر جديد، إنما هي تدريبات روتينية للاستعداد لمواجهة التهديدات المعتادة في الجبهة الشمالية الإسرائيلية.
هذه ليس المناورة الإسرائيلية الأولى خلال تلك الفترة، ففي وقت سابق من هذا الشهر، أنهت الفرقة 99 التابعة للجيش الإسرائيلي تدريبات تحاكي القتال المفاجئ على الحدود الشمالية، وأجرى سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة من التدريبات الجوية المشتركة مع الجيش الأمريكي لمحاكاة ضربات ضد إيران ووكلائها الإرهابيين الإقليميين. وقال الجيش الإسرائيلي إن التدريبات ركزت على الدفاع ضد هجوم على الحدود أثناء نقل المعدات اللوجستية إلى الحدود.
بشكل عام فإن المناورات الإسرائيلية في الجبهة الشمالية تنبع من الاستراتيجية الإسرائيلية لمواجهة التهديدات التي يشكلها حزب الله على حدود إسرائيل، إذ بحورته ترسانة تقدر بنحو 150 ألف صاروخ يمكن أن يصل إلى أي مكان في إسرائيل.
وفقًا للتقديرات العسكرية الأخيرة، في حالة اندلاع الحرب مع حزب الله، يمكن قصف المدن الإسرائيلية بما يتراوح بين 1500 و3000 صاروخ يوميًا وقد يصل عدد القتلى بسرعة إلى المئات.