محلل سياسي لبناني: الأزمات الغربية دفع الصين إلى الاعتماد على الدول العربية
قال المحلل السياسي اللبناني ربيع غصن، إن العلاقات العربية الصينية كانت أشبه بحالة المد والجزر بسبب التدخلات الدولية فيها خصوصاً ما قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، وكان هناك فيتو أمريكي على علاقة تتصل بالصين لعدم كسر التوزان الدولي أولا ولعدم كسر الهيمنة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كان هناك محاولة صينية فيما يرتبط بالعلاقات الاستثمارية مع الدول العربية، ولم تمتد هذا العلاقة لأمور استراتيجية أخرى كالاتفاقيات العسكرية وغيرها، ولكن اليوم تعتبر الصين الدول العربية شريكا استراتيجيا مهماً، ودفع ذلك بكين لتطوير علاقاتها والصعود الاقتصادي والاستراتيجي من خلال التعاون العلمي فيما يخص الزراعة والتجارة والبنية التحتية، بالإضافة إلى الاستثمار في الطاقة النووية والأقمار الصناعية ومشاريع الطاقة البديلة، وهذه العلاقات شهدت قفزة نوعية في السنوات القليلة الماضية، وفي المرحلة المقبلة سيكون هناك تتويج أكبر لهذا العلاقات لعدم وجود المعرقات الأساسية التي قد تؤثر على هذا العلاقة وهي التدخل الأمريكي.
وأضاف غصن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أهمية القمة العربية الصينية خصوصاً في توقيتها مع ما يحصل من أزمة الطاقة في أرووبا وأزمة الغذاء في العالم، وتأتي كمحاولة جدية وفعالة في معالجة هذا المسألة، من حيث تقديم بعض المساعدات المالية لدول المنطقة، بالإضافة إلى محاولة درج المخاطر التي تسبب بها هذا الأزمة وانعكاساتها على الاقتصاد أولا، ثم الأمن الاجتماعي في هذا العالم وبالتالي والصين عندما تتفق اليوم مع الدول العربية في هذا القمة على نقاط مهمه في يخص الطاقة والغذاء قد تكون هذا القمة ستكون هذا الاتفاقيات نوعياً ما محاولة جدية لحل بعض الأزمات ليرتيب بسبب المواجهة الأطلسية في أوكروانيا بالإضافة إلى امتدادات هذا الأزمات حول العالم.
وتابع المحلل اللبناني: «يربط لبنان والصين علاقة جيدة، وأهم انعكاسات هذا العلاقة أن الصين هي أكبر المصدرين فيما يخص الصناعات الغذائية والصناعات الإلكترونية للبنان، بالإضافة إلى مسائل أخرى، كما تعتبر الصين لبنان مركزاً مهماً للنقل، ووصول الصين إلى تفاهم واتفاق اقتصادي استراتيجي مع العرب قد يضع لبنان كمركزاً مهم للنقل، فاختيار الصين للعاصمة اللبنانية بيروت مقرا لمجلس الصيني لتشيجع الزراعة يعتبر إشارة مهمة لوضع لبنان في الاستراتيجية الصينة، بالإضافة إلى أن لبنان قد انضم إلى البنك الاستوائي للاستثمار في البنة التحتية، ولكن المعرقل الأساسي في هذا العلاقة هو تدخل أمريكا كثيرا والضغط على الدولة العميقة في لبنان لعرقلة هذا العلاقة».
وأكد السياسي اللبناني، أن الزيارة الصينية إلى السعودية وإقامة هذه القمة، حاول الطرفين الترتيب لها منذ زمن، ولكن الدور الأمريكي كان واضحا في عرقلة بسبب الكثير من النقاط التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية وضع عراقيل أمام هذا النوع من العلاقات، هذا القمة تأتي في البحث في أزمة الطاقة، خصوصا الطاقة العالمية، بالإضافة إلى أزمة الغذاء التي يعاني منها العالم اليوم، وفي ظل الركود والتضخم الاقتصادي الذي يصيب الدول الصناعية الكبرى، بالإضافة إلى ذلك أعتقد أن الهدف الصيني من هذا القمة بالإضافة إلى الهدف العربي هو تعزيز البنية المشتركة من ناحية المبادرة الصينية "الحزام والطريق" وربطها مع الرؤية السعوديه ٢٠٣٠، وبالتالي هذا القمة تستهدف بشكل أساسي انتقال العلاقات الصينية العربية من علاقات اقتصادية تقليدية إلى علاقات ذات عمق مهم في مبنى الرؤية العالمية الجديدة، كما أن الأمن العالمي والأمن الإقليمي هو جزء لا يتجزأ من نظرة الصين والعرب في هذا القمة، نظراً لما يحصل في هذا العالم وخصوصاً في أرووبا، وإذا أشرنا إلى المواجهة الروسية الأمريكية في أوكرانيا، نرى أن الأمر يستوجب على أن يكون هناك شراكة استراتيجية وعسكرية صينية -عربية.