«ظل يبحث عن النصب التذكاري 4 شهور».. حكايات الدكتور محمد أبو الغار في «الفيلق المصري»
استضافت دار الشروق للنشر والتوزيع بمقرها برابعة العدوية حفل توقيع الكتاب الجديد للدكتور محمد أبو الغار والذي يأتي قريبًا تحت عنوان "الفيلق المصري"، وسط لفيف من الكتاب والإعلاميين.
وحضر حفل التوقيع إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق، وأميرة أبو المجد العضو المنتدب للدار، والدكتور والروائي إيمان يحيي والروائي أحمد صبري أبو الفتوح، وعماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، والكاتب الصحفي سيد محمود والكاتب الصحفي محمد الشماع وغيرهم.
وكما هي عادة الدكتور محمد أبو الغار فالكتاب يدور حول فترة حرجة من تاريخ مصر إبان بدايات القرن العشرين ومصر تحت الاحتلال الانجليزي، وكشف أبو الغار أن الكتاب يتناول الكثير من تلك الحقبة التي لم يؤرخ لها كما ينبغي.
ويناقش أبو الغار ثورة الفلاحين وموقف سعد زغلول من تلك الثورة، وبرغم أنها لم تكن تنشد الاستقلال كما هي ثورة 1919، ولكنها كانت داعما كبيرا فيما بعد لسعد زغلول.
وأوضح أبو الغار كيف كان موقف كبار الملاك من ثورة الفلاحين وكيف قاموا بتأييدها طمعًا في جزء من السلطة.
كما حدد ابو الغار المصادر التي اعتمد عليها في كتابه، وسافر من اجلها للكثير من البلاد، فيحكي أن هناك ضابط إنجليزي كان مسئولًا عن 100 فلاح مصري، وكان هذا الضابط قد ادخر الكثير من وقته لكتابة مذكراته وأيضًا لكتابة العديد من الخطابات التي ارسلها لأمه وإخوته، ويكشف فيها الكثير عن فلاحي مصر في تلك الفترة.
يقول الدكتور أبو الغار:" دلني على هذا الضابط الدكتور خالد فهمي، وكيف أن الخطابات ومذكراته متاحين بالفعل في متحف للحرب بلندن، وبالفعل قمت بعمل العديد من الاتصالات ورأيت خطابات الضابط وسافرت إليهم واطلعت بالفعل على الخطابات وقمت بتصويرها بالكامل، ولكن كانت هناك مشكلة هي أن الكتابة قديمة جدا ولها اكثر من مائة عام، لكني استفدت منها كثيرا بالطبع".
ومن المصادر الأخرى التي أفادته في الكتاب يكشف أبو الغار:" هناك هيئة بريطانية أنشأت منذ مائتي عام، والشغل الأساسي لهذه العيئة هو متابعة من توفوا في الحرب وعمل مدافن تليق بهم، وهنا لا يفرق الضابط من الجندي من الجنرالن كلهم لهم نفس الكتابة بنفس الطريقة على شواهدهم.
ويضيف:" هذه الهيئة تابعة لرئيس الوزراء البريطاني ويعملون بشكل قديم وحديث أي في الحروب القدمية والجديدة وغيرها، وقمت بعمل تلخيص لهذه الهيئة وعملها في كتابي الجديد، وعرفت أن الهيئة قدمت إلى مصر في عشرينيات القرن الماضي، وراحوا يتباحثون مع الحكومة المصرية بعمل نصب تذكاري للمصرين، لكن الحكومة المصرية اكدت انها ستبني لهم مسجدا، واتفقوا في الأخير على عمل نصب تذكاري لمن ماتوا من الفيلق المصري الكامل الذي أرسل للمشاركة في حروب في الخارج.
ويواصل أبو الغار:" في ذلك الوقت كان هناك طبيب يقوم بعمل ابحاث في محافظة أسيوط، ونجح هذا الطبيب في التوصل لمرض التراكوما، وطالب هذا الطبيب بنقله للقاهرة ليعمل هناك ولكن جاءت الحرب وتأخر الامر، وبعدها تم عمل مستشفى في الجيزة لابحاث العيون والرمد وكبرت المستشفى.
وشرح ابو الغار رحلته في البحث عن النصب التذكاري، وراح يسأل في كل مكان وما من فائدة، إلى ان اهتدى لطريقة وكانت ناجحة، يقول الدكتور أبو الغار:" قمت بعمل بحث بالجي بي اس في الموبايل على الخرائط، وبالفعل وجدت أن هناك نصب تذكاري في الجيزة، فقررت الذهاب إليه، ولكني حين وصلت إلى مكانه لم أجد إلا مستشفيان للعيون بجوار بعضهما، فلم اعرف أين النصب التذكاري، وتواصلت مع طبيب من داخل إحدى المستشفيات وأكد لي انه لا يوجد نصب تذكاري في المستشفى التي يوجد بها، وطلبت منه أن نبحث في المستشفى الأخرى فأخبرني أنه يوجد بالفعل مبنى على هيئة نصب تذكاري لم يقربه أحد من العاملين بالمستشفى منذ 50 عامًا فعرفت أنه النصب الخاص بفيلق الفلاحين المصريين.
كما سرد ابو الغار العديد من الحكايات التي تضمنها كتابه ومنها حكاية الجنود الذين سافروا لإحدى الدول، وعانوا كثيرا من سوء المعاملة فخرج جنرال الكتيبة ليوبخهم ويقول لهم أنهم ياكلون هنا أفضل مما كانوا يأكلوه في مصر، فقام جندي من الجنود وقتل الجنرال وعلى إثر ذلك تم قتل الجنود المصريين كلهم، سوى أن هناك جندي مصري رمى نفسه على الارض في وضع الموتى حتى هدأت الامور فقام وهرب ونجح في الوصول لمصر بعد معاناة كبيرة، بعدها عمل الجندي في ترميم قباب المساجد، وطلبت فلسطين في ذلك الوقت عمال لترميم قباب المسجد الاقصى، فذهب مع الفنيين والمهندسين، وفي حرب 1967 تم اسر هذا الرجل ليرجع إلى مصر عام 1968، وقتها وبعد رجوعه تقابل مع صحفي من روز اليوسف وحكى له قصته فدونها في موضوع كبير رحت بنفسي للمجلة واطلعت عليه ويحكي طرفا من فيلق الفلاحين المصري.
وفي النهاية فإن كتاب الدكتور محمد أبو الغار الجديد يعتبر بحث شامل واكتشاف قوي جدا لما كانت عليه مصر في أوائل القرن الماضي وما خفي عن الجميع ليعاد كشفه مرة أخرى.