خبراء: «حياة كريمة» ستثمر إفريقيا وتعزز نهج الشراكة فى التنمية
قال خبراء وبرلمانيون إن مبادرة «حياة كريمة» لإفريقيا صامدة أمام التغيرّات المناخية، التي أطلقتها مصر خلال قمة المناخ في شرم الشيخ، سوف تثمر إفريقيا كما أثمرت في مصر، مؤكدين أن تلك المبادرة ستعزز نهج الرئيس عبدالفتاح السيسي في تحقيق التنمية الشاملة من خلال مبدأ الشراكة.
وأوضحت الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشئون العربية والإفريقية بمجلس الشيوخ، أن المصالح تتمثل في عمل الدول الإفريقية جنبًا إلى جنب مع مختلف الشركاء وأصحاب المصلحة المعنيين، من أجل تحسين نوعية الحياة في 30% من القرى والمناطق الريفية الأكثر ضعفًا وفقرًا بحلول 2030 .
وأشارت إلى أن هذا النهج سيتم من خلال تنفيذ مجموعة من المشروعات والبرامج والتدخلات لدعم القدرة على الصمود ضد التغيرات المناخية وتنويع سبل العيش، حيث ستعزز هذه التدخلات الاقتصاد الريفي من خلال تحفيز استثمارات القطاع الخاص، فضلا عن تعزيز الحلول والتقنيات البعيدة والصغيرة الحجم والمقاومة للمناخ، وخلق الشراكات بين القطاعين العام والخاص .
وشددت في تصريحات لـ"أ ش أ" على ان هذه المبادرة سوف تعزز مكانة مصر في افريقيا، حيث تعمل على تحسين نوعية حياة السكان الأفارقة، وخاصة أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية، لافتة إلى أن تلك المناطق ستعاني من ارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والتغيرات المفاجئة في هطول الأمطار، وغير ذلك من ظواهر الطقس المتطرفة، حيث ستشكل تلك التحديات المتتالية مخاطر كبيرة على الزراعة والأمن الغذائي، مما قد يؤدي إلى إضعاف مكاسب التنمية التي تم تحقيقها.
وأشارت وكيل لجنة الشئون العربية والإفريقية بمجلس الشيوخ إلى أن هذه المبادرة ستكرس صورة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأنه رئيس يسعي إلي تحقيق المنفعة والتنمية المستدامة في الدول الإفريقية كما يفعل في مصر، من خلال نهج تشاركي بين مصر ودول القارة.
ومن جانبه قال السفير محمد الشاذلى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن مبادرة «حياة كريمة لإفريقيا صامدة أمام التغيرّات المناخية»، والتي أطلقتها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية خلال قمة شرم الشيخ تعيد مصر كمحور فعال في القارة السمراء، وتعيد تعريف منهج الحقوق الانسانية، التي تتمثل في التعليم والصحة والحياة اللائقة.
وأضاف الشاذلي أن مبادرة "حياة كريمة لإفريقيا" لها أهمية كبيرة، حيث تسعى إلي تقديم حياة كريمة للإنسان البسيط غير القادر على مواجهة أعباء الحياة في القارة، لافتا إلى ما حدث في مصر من خلال تجربة "حياة كريمة" .
وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المشكلات التي تعاني منها القارة الافريقية بعد التحرر الوطني من الاستعمار، الذي كان لمصر دور كبير فيه، هي مشاكل أكبر بكثير من السابق وتحتاج إلي جهد أكبر في مواجهة الأمراض والأمية والفقر والبنية التحتية المتهالكة .
وأكد أنه لا بد من مواجهة كافة هذه المشكلات، فلا حياة كريمة لشعب تفتك به الملاريا، ولا يمكن القول إن شعبا يحيا دون مياه نقية صالحة للشرب، وليس لديه شبكة طرق ومواصلات ومدارس، مشيرا إلى أن هذه الأمور هي التي تصنع الحياة الكريمة، ومن هنا جاءت مبادرة "حياة كريمة لإفريقيا".
وأعرب عن اعتقاده بأن هذه المبادرة تعتبر ورقة مهمة جدا، تستطيع مصر من خلالها التعامل مع أفريقيا بشكل يحقق المصلحة ويحقق نتائج ملموسة، حيث كانت مصر رائدة في التعامل مع الوضع الإفريقي حتى قبل مرحلة خمسينات وستينات القرن الماضي، فمصر لها موقف بطولي مع إثيوبيا عام 1936 ضد الاستعمار الإثيوبي، وكان الاقتصاد المصري حاضرا بقوة من خلال شركة النصر والمحطات الإذاعية الموجهة إلى القارة بكافة لغاتها.
ونوه إلى أن المبادرة المصرية تمد يدها لجميع الدول في القارة الإفريقية، والأمر فيه مصالح لجميع الأطراف لأن مصر لا تقوم بهذ العمل لتحقيق مكاسب أو أطماع سياسية ولكن تمد مصر يديها للجميع، حتى ينتعش الطرف الآخر ويسهم مع مصر في تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء، مشددا على أن مصر تتعامل مع القارة الافريقية على أنها جزء منها، ومن ثم أي خير يعم عليها يعم على القارة، فهي الظهير الجغرافي لمصر، لذلك فإن مصر تسعى من خلال المبادرة المصرية لإفريقيا إلى العمل على مواجهة التحديات المشتركة وهي كثيرة .
فيما قال الخبير في الشئون الافريقية الدكتور رامي زهدي أن دور مصر متواصل ومتطور طوال الوقت، خاصة مع إعادة صياغة العلاقات المصرية الإفريقية، تحديدا منذ العام 2014 بتولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي آمن وبشدة بإفريقيا مصر، وأن تعاظم الدور المصري الداعم لدول لإفريقيا هو في الحقيقة واجب مصري أصيل تجاه القارة، ويصب في صالح الشعب المصري والإفريقي علي حد سواء، لكن مبادرة "حياة كريمة لإفريقيا"، هي أحد أهم الأدوار المصرية المرجحة وبشدة للتنفيذ والنجاح في تحقيق الأهداف المرجوة خلال المدي الزمني القريب.
وأضاف أن مصر دولة تدرك أن حجم قوتها يزداد بقوة وتضامن دول القارة، وأن مصر دولة تمارس سياسة شريفة تعتمد فيها علي الندية والتكافؤ وتبادل المصالح والمنفعة، وبالتالي ما ترنو إليه مصر هو حزمة نتائج إيجابية تتمثل في مزيج من المصالح المشتركة الاقتصادية، السياسية والاجتماعية في إطار مصالح استراتيجية تعمق من فرص تكامل مصر والقارة الإفريقية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار زهدي إلى أن إدراج المبادرة على منصة الأمم المتحدة، هي شهادة تقدير وعرفان بالمجهود المصري واحترافية وجدية التطبيق للمشروع في اتجاه حياة كريمة للمواطنين المصريين، بإعتبار أن توفير مبادئ الحياة الكريمة على الأقل هي أولي مبادىء حقوق الإنسان الذي تقدر مصر أهميتها لكل المواطنين، وأن تطال العدالة المجتمعية كافة فئات الوطن خاصة القري والنقاط الأكثر ضعفا والأكثر احتياجا.
وأكد أن الرئيس السيسي استطاع أن يعيد الأمل للأفارقة، وأن يفي بالعهد تجاه الشعب المصري والشعوب الإفريقية، فمصر والرئيس السيسي بالإضافة للشعب المصري يمثلوا تجربة ملهمة للشعوب الأفارقة، وأن الإرادة والإدارة المصرية استطاعتا في مدي زمني محدود تنفيذ عدد غير محدود من خطط التنمية المستهدفة .