«ملتقى الحوار» تصدر تقريرها «تأثير السوشيال ميديا على الأطفال»
أصدرت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، تقريرها بعنوان "تأثير السوشيال ميديا على الأطفال وانتهاك حقوقهم"، والذي يتناول تأثير السوشيال ميديا السلبي على الاطفال وانتهاك حقوقهم بإستغلالهم في فيديوهات السوشيال ميديا.
و أكد التقرير أن اســتخدام وســائل التواصــل الاجتماعي كظاهرة اجتماعية وثقافية حديثة ترتبت عليه مجموعة من الآثار الإيجابية والســلبية في المجالات التعليمية والاجتماعية والنفسـية والصحية، وباعتبار المحتوى التي ينشئه المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي للأطفال محتوى يثير جدلًا ومخاوف سواء من طرف الآباء أو خبراء التربية الذين يتخوفون من تأثر الأطفال بما يشاهدونه فيظهر ذلك على سلوكهم وأخلاقهم وعاداتهم فيستحوذ على تنشئتهم وتربيتهم.
وناقش التقرير هذا الأمر من خلال عدة محاور تتمثل فى تعريف مواقع التواصل الاجتماعي، وتوضيح تأثيرات استخدامها السلبية التعليمية والتربوية، والاجتماعية والنفسية، والصحية على الطفل، ودراسة انتهاك حقوق الأطفال باستغلالهم في قنوات السوشيال ميديا من قبل عائلاتهم، والتأثير النفسي والاجتماعي الناتج عن هذا الاستغلال على الأطفال، عرض بعض الأمثلة على استغلال الأطفال في قنوات السوشيال ميديا من عائلاتهم، وتوضيح دور الدولة في حماية حقوق الطفل وتقديم بعض التوصيات.
أكد التقرير على أن خطورة وسائل التواصل الاجتماعي تكمن عندما لا تستثمر بالطريقة المناسبة في المجال التعليمي فإن استخدام الطلاب والمعلمين لوسائل التواصل الاجتماعي في عملية التعليم منخفضة جداً بالرغم من توفر البنية التحتية مع جميع المعلمين وأغلبية الطلبة وهذا ما يعكس في مجمله أن كلا من المعلمين والطلبة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الآخرين ولأغراض أخرى غير التعليم.
كما إن الإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مضر بالأطفال وبشخصيتهم الرقيقة فهم يعانون اليوم على كافة الأصعدة، اجتماعياً وعقلياً وجسدياً وعاطفياً، بحيث يتحكم مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، بهوية جيل كامل، وبقيمه وبصحته، ويظهر أثر هذا على صحتهم العقلية أكثر من أي جانب آخر.
كما أشار إلى أبرز اﻵﺛﺎر السلبية اﻟﺘﻲ تمخضت ﻋﻦ استخدام الاطفال لوسائل التواصل الاجتماعي مثل : كثره الاستخدام ، والاغراق ﻓﻲ التسلية واضعاف الابداع ، و تشتيت الانتباه وتعطيل النوم ونشر الشائعات ووجهات النظر غير الواقعية عن حياة الآخرين، والتحريض ﻋﻠﻰ الكراهية والعنف، وتشجيع الجريمة والافعال ﻏﯿﺮ القانونية ، قله التفاعل ﻣﻊ الأسرة وانعزالهم عن المجتمع وانغماسهم في عالمهم الافتراضي وبالتالي يؤدي إلى امراض نفسية كثيرة منها: الانطواء الاجتماعي وعقدة الاختلاط بالآخرين بالإضافة إلى عدم الثقة بالنفس وسهولة الانخداع بالمظاهر، والخجل من التعبير عن الذات.
كما أشار التقرير إلى أن ظاهرة استخدام الأطفال من قبل ذويهم لتحقيق أرباح عبر يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي تمثل إشكالية كبيرة في المجتمع المصري، وذلك بسبب سعى العديد منهم لـركوب التريند والسعي خلف الربح السريع، حيث شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا سعى العديد من الآباء للتجرد من مشاعر الأبوة واستغلال أطفالهم والتشهير بهم من خلال نشر مقاطع فيديو لمواقف في حياتهم اليومية تخترق خصوصية الأطفال في مواضع مثيرة للضحك وأخرى تسعى استعطاف المشاهدين.
كما أشار إلى بعض الامثلة على استغلال العائلات للأطفال على السوشيال ميديا لتحقيق الربح:
وفى الختام أفضى التقرير إلى بعض التوصيات التالية:
1- تأخير تملك الابناء ما أمكن للهواتف المحمولة الحديثة، ووضع شروط متفق عليها باستشارتهم تحد من العزلة والانهماك ﻓﻲ جو هذه المواقع.
2- ايجاد بدائل من النشاطات الجاذبة والترفيهية والتطوعية للمراهقين والاطفال في داخل الأسرة.
3- يجب على الاهل تعليم ابنائهم الصواب والخطأ والاشراف عليهم وارشادهم الى استغلال هذ التكنولوجيا بالدعوة إلى الخير، والبعد عن استغلالهم في محتويات على السوشيال ميديا من اجل الحصول على الربح والشهرة من ورائهم بحجة موهبتهم وانتهاك حقوق الطفولة.
4- مساعدة الاطفال على تعلم كيفية الحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية خاصةً من الغرباء، فبعض الأشخاص ليسوا كما يدعون.
5- تذكر الأطفال بأن ما يحدث عبر الإنترنت يبقى على الإنترنت ومن الصعب حذفه (الرسائل والصور ومقاطع الفيديو).
6- تعليم الأطفال أن يحترموا دائمًا المعلومات الشخصية للأصدقاء والعائلة وألا يشاركوا أي معلومات عن الآخرين قد تسبب لهم أي إحراج أو أذى.
7- الانتباه لعلامات الضيق عند الطفل مثل: الانسحاب أو الانزعاج أو الهوس الشديد بالأنشطة عبر الإنترنت.
8- وضع حدود لوقت التعامل مع هذه الوسائل وتشجيع الطفل على اللعب في العالم الواقعي.
9- عدم استخدام وسائل التكنولوجيا كوسيلة ضغط أو مكافأة أو ابتزاز.
10- تعليم الأطفال التعامل المهذب والأخلاق الحسنة في المواقف المختلفة، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي التي قد يتم فيها إثارة بعض القضايا الاجتماعية والسياسية.
من جهته، طالب سعيد عبد الحافظ، رئيس مؤسسه ملتقى الحوار، بحماية أطفالنا من أخطار السوشيال ميديا وضرورة توعية الاباء بهذه المخاطر من خلال وسائل الإعلام، كما شدد على الابتعاد عن استغلال الأطفال فى قنوات السوشيال ميديا وضرورة وضع قوانين لحماية الأطفال من هذا الاستغلال، والذى يضر بالاجيال القادمة وبمصلحة أبنائنا.
كما أكدت زينب صالح سالم، الباحثة بمؤسسة ملتقى الحوار، على ضرورة ابتعاد الاباء والامهات عن استغلال براءة اطفالهم وتحويلهم إلى سلعة بهدف كسب المال والشهرة، ولا بد من التدخل فى هذه الظاهرة وإيقافها لما تتسبب به من انتهاك جسيم لحق الطفولة البريئة التى يجب على هؤلاء الأطفال أن يعيشوها في هذه الفترة من حياتهم.