مصر تعيد إحياء أول عاصمة إسلامية في إفريقيا عبر «تلال الفسطاط».. ما القصة؟
تعمل مصر على مدار السنوات الأخيرة على تطوير وإحياء "تلال الفسطاط" لدورها المحوري في إعادة إحياء أول عاصمة إسلامية في أفريقيا، وتحويل المنطقة إلى متنزه بيئي وسياحي وثقافي.
وأولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمنطقة أهمية كبرى، موجهاً مجلس الوزراء وكافة الجهات المعنية بتنفيذ مشروعات على أعلى مستوى، ومراعاة التصميم الحضاري ذو الطابع المعماري العريق، بما يتناغم مع طبيعة المنطقة التراثية.
ويرى الدكتور الحسين حسان خبير التنمية المستدامة والتطوير الحضاري، أنّ مشروع تلال الفسطاط أو كما يطلق عليه شعبياً "الحديقة الكبرى" هو واحد من أهم المشروعات التاريخية في مصر، وله أهمية ضخمة تتمثل في كونه المتنفس الأخضر الأكبر في قلب القاهرة.
وأكد "حسان" في حديثه مع "الدستور" أنّ: "المشروع الجديد سيكون له دور مثالي من حيث الارتقاء بالدولة المصرية كواحدة من المقاصد السياحية الإقليمية والعالمية، كما أنّه مرّ بالعديد من التحديات تغلبت عليهم الدولة في وقت قياسي، كنقل عدد من الأماكن العشوائية الواقعة في إطار المشروع لأماكن آمنة".
ما هي حديقة تلال الفسطاط؟
الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتقام على مساحة ٥٠٠ فدان، وتقع في موقع مركزي بقلب القاهرة التاريخية، لتحتضن متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص.
تعتبر أكبر متنفس أخضر في قلب القاهرة، ويتضمن المشروع عدداً من الأنشطة التي تعتمد على إحياء التراث المصري عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة.
سيحتوي المشروع على مجموعة من الأنشطة الثقافية والتجارية والخدمات الفندقية والمسارح المكشوفة، ومنطقة آثار وحفريات قديمة، ومنطقة حدائق تراثية.
تتوسط تلال الفسطاط هضبة كبيرة تتيح التواصل البصري الفريد مع أهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين ومآذن القاهرة، والمشروع الجديد يتولى تنفيذه الجهاز المركزي للتعمير، ويضم 8 مناطق، أبرزهم المنطقة الثقافية.
6 مليارات جنيه
وتابع خبير التنمية المستدامة والتطوير الحضاري أنّ المشروع الجديد سيكلف الدولة المصرية أكثر من 6 مليارات جنيه، بجانب الارتباطات التكاملية بينه وبين البيئة المحيطة كمحور الحضارات الذي سيربط الطريق الدائري (أحد الطرق الكبرى الذي يربط شرق مصر بغربها) بمنطقة مصر القديمة بالكامل، مع الحفاظ على الهوية الأثرية للمكان.
"تلال الفسطاط مشروع كبير للغاية، باعتبار المقصد الديني مهم للغاية، ويتم بعقول مصرية مميزة من طلاب وأساتذة كليات الهندسة والتخطيط العمراني، ففي الماضي كنّا ندفع أموال كبيرة من ميزانية الدولة السنوية لتنشيط السياحة، أما الآن فهذه البرامج والمشروعات تصبّ في صالح تنشيط السياحة، وتوفير للنفقات التي كان يتم دفعها في الماضي" -حسب قول حسان.
برامج ترفيهية تناسب جميع الأذواق
ويحتوي المشروع على عدد كبير من البرامج الترفيهية التي تناسب جميع الأذواق والفئات العمرية سواءً من المصريين والعرب أو الأجانب، بخلاف أنه سيتم العمل عليه على ثمانية مراحل، قائلاً: "سيأخذ بعض الوقت للتنفيذ، ولكن نتيجته مضمونة للغاية، وسيساعد في توجيه أنظار العالم نحو مصر كمقصد سياحي عالمي".
واستطرد "حسان" في حديثه مع "الدستور" أنّ: "تلال الفسطاط تعتبر تنمية للمنطقة بشكل كامل، بداية من المسطحات الخضراء التي تعتبر من بين أسس التنمية المستدامة، بجانب أنّ عائداته ستكون لأجيال كثيرة مقبلة، من حيث الاستثمارات والسياحة والاقتصاد".