الرئيس و«كل العرب»!
عاد الرئيس السيسى إلى أرض الوطن.. زار قطر لمشاركتها فرحتها بافتتاح كأس العالم وتمنى لشعبها التوفيق نيابة عن كل العرب.. عند كل العرب نتوقف.. تعالوا نحكى لكم عن «كل العرب»..
«فى ٢٨ سبتمبر عام ٢٠٠٠ الذى يصادف الذكرى الثلاثين لرحيل رمز المقاومة الزعيم جمال عبدالناصر، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو انتفاضة الأقصى، وقتها كنت أستعد للكشف الطبى عند خبير أمريكى، تعاقد معه أحد المستشفيات الكبرى فى منطقة المعادى بالقاهرة، وقبل وصول الخبيرالعالمى الأمريكى بأيام أرسل اعتذارا عن عدم الحضور، وسمعت حوارًا مطولًا بين إدارة المستشفى المعروف عنه الانضباط فى الخدمات والمواعيد، تابعت إدارة المستشفى وهى تحاول إقناع الطبيب العالمى بالحضور فى موعده دون جدوى، وكانت حجته أن هناك حربا فى منطقة الشرق الأوسط!
نفى أطباء المستشفى للخبير الأمريكى اندلاع أى حرب تكون مصر طرفا فيها، ولكنه أبلغهم أن نشرات الأخبار تؤكد أن حربا اندلعت فى الشرق الأوسط طرفاها هما العرب و- إسرائيل - وأنه طلب تأجيل زيارته لمصر لمدة ثلاثة أشهر حتى تستقر الأمور.
هكذا يتعامل معنا الغرب ككتلة واحدة، هم لا يفرقون بيننا نحن أمة العرب، بينما نحن من نؤكد الفرقة، هذه الفرقة سببها الوحيد تفرضها السياسة على الحكام، بينما الشعب العربى شعب تربطه الثقافة والعادات العربية الواحده، تكتشف وتتأكد من ذلك عند كل مناسبة يكون فيها بلد عربى طرفا مع أى بلد آخر.
فى مصر تأكدنا من ذلك عشرات المرات، فى أوقات المحن والحروب التى خضناها عبر عصور مختلفه، منها ما دونته كتب التاريخ ومنها ما تحفظة ذاكرتنا، جيلى يتذكر كيف توقفت معارك جنوب لبنان حين كانت تلعب مصر فى كأس العالم ١٩٩٠ ونتذكر، كيف احتفل بنا العرب، بفوز منتخبنا بأمم إفريقيا 98، عشنا مع إخوة عرب وشعرنا معهم بفخرهم بمصر وانتصارها العظيم فى السادس من أكتوبر ٧٣، وبفخرهم الآن بالتصنيف العالمى للجيش المصرى.
وعندما تقرأ خبر رفع لاعبي منتخب مصر للكاراتيه التقليدى «تحت السن» علم فلسطين، بعد تتويج الفراعنة بالمركزين الأول والثانى، فى بطولة العالم التى أقيمت فى سلوفينيا. لا تندهش رغم حداثة سن اللاعبين المصريين.
تم رفع العلم الفلسطينى ووفقًا لتصريحات الجهاز الإدارى للفريق المصرى لم يكن مخططًا له وكان وليد لحظة الاحتفال للاعبى المنتخب الوطنى، هكذا هو الشعور المصرى تجاه فلسطين الحبيبة جيلًا ورا جيل مهما امتدت سنوات السلام ومهما حاولوا اللعب على الهوية والانتماء العربى.
ومن هنا نتمنى للأشقاء القطريين بطولة ناجحة سوف تحسب لشعب عربى شقيق - ولكل العرب - استطاع تنظيم أهم وأكبر بطولة كروية فى العالم، ونتمى للفرق العربية الأربعة قطر والسعودية والمغرب وتونس المشاركة فى بطولة كأس العالم التوفيق وأن تظهر مهاراتها ونتائجهم بما يشرف الشعب والرياضة والرياضيين العرب.