«حاولت مع المسؤولين وفشلت».. ماذا قالت ليلى مراد عن اعتزالها للفن؟
رغم وفاة الفنانة ليلى مراد منذ 27 عاما، إذ رحلت عن عالمنا في 21 نوفمبر لعام 1995، إلا أن قرار اعتزالها للفن لا يزال لغزا حتى الآن، الذي قد تم وهي في السابعة والثلاثين من عمرها وكانت في قمة تألقها الفني، وفي تقرير للأديب يوسف القعيد بمجلة "نزوى" نشر بتاريخ 1 أكتوبر 1996 تحت عنوان "حكايتان عن ليلى مراد"، قال إن الاعتزال تم سنة 1955 وكانت مصر على مشارف عصر جديد زمن يوليو، ولم تكن هي ضد الثورة كانت معها، تبرعت لها بالمال وغنت لمعانيها وعبرت عن حبها لرجالها في أكثر من حديث صحفي لها بل وارتبطت بزواج غير معلن مع أحد نجوم هذا العصر ألا وهو وجيه أباظة، الذي ظل زواجها منه سرا حتى بعد رحيلها.
وفي التقرير حاول "القعيد" أن يكشف السبب الحقيقي وراء اعتزال ليلى مراد، مستشهدا بكلامها في حديث إذاعي مع الإذاعية آمال العمدة يعود تاريخه لعام 1977، ونشر بكتاب "ليلى مراد" الصادر عن المؤسسة الحديثة للكتاب لمؤلفه عادل حسنين، ويعد هذا الكلام هو الوحيد عن الاعتزال على لسانها، وجاء نصه كالتالي: "غلطة المسؤولين بلا شك سواء في الإذاعة أو مؤسسة السينما، أنا كنت احتجبت لفترة خمس أو ست سنوات لأنني كنت فقدت رشاقتي، كما أن أولادي كانوا في سن الطفولة، وأنا بحب الأطفال وبحب أولادي، أخذتني الأمومة خمس سنوات، وبعد كده الأولاد ابتدوا يكبروا ويروحوا المدارس فقمت بتخسيس نفسي ورجعت زي ما كنت".
وتابعت: حاولت عند المسؤولين عن الفن في مصر وفشلت، مش بس فشلت، ده أنا سقطت في الامتحاد.. دا كان فاضل شوية ويقولوا لي ابقى تعالي بكرة.. مش فاضيين النهاردة.. إلى هذه الدرجة، بعدما خسست نفسي وبقيت تمام.. روحت لهم بنفسي مش هما اللي طلبوني.. أخذت موعدا مع المرحوم عبد الحميد جودة السحار وقابلته "كان عبد الحميد جودة السحار رئيسا لهيئة السينما في ذلك الوقت".
وأضافت: بعد أن قابلته رحب بي طبعا.. وقال لي: أنا تحت أمرك.. وتعالى في اليوم الفلاني.. ذهبت إليه في الموعد وعرضت عليه الفكرة في أني عايزة أرجع للسينما من تاني وأطلب موعدا ثانيا وأروح وأقول إحنا اتكلمنا من أربع خمس شهور وأنا عايزة أرجع للفن من تاني.. وبعد خمس شهور يوعدني ثاني ومفيش حاجة أكثر من هذا.
ويكشف التقرير أيضا أنه في صيف 1984 أي قبل رحيلها عن عالمنا بأحد عشر عاما أقنعتها شركة إنتاج تليفزيون عربية بالظهور على شاشتها مقابل خمسة آلاف جنيه وكان ظهورها بعد 30 سنة من الغياب وكان بالألوان الطبيعية؛ مع أن الناس لم ترها من قبل سوى بالأبيض والأسود، ولهذا كانت صدمة من شاهدوها عنيفة.