كمال زاخر عن 10 سنوات للبابا: البابا والسيسى جاءا فى أدق لحظات الكنيسة والوطن
احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بالعيد العاشر لجلوس قداسة البابا تواضروس الثاني على كرسي القديس مارمرقس الرسول، كاروز الديار المصرية.
وصلى قداسة البابا تواضروس الثاني، قداس العيد العاشر صباح اليوم في كنيسة التجلي بمركز لوجوس بوادي النطرون، وشاركه الآباء المطارنة والأساقفة ووكيلا البطريركية للقاهرة والإسكندرية أعضاء المجمع المقدس المشاركون في السيمينار الجارية فعالياته حاليًا بمركز لوجوس، البالغ عددهم ١١٥ عضوًا.
البابا والسيسي جاءا في أدق لحظات الكنيسة والوطن
من جهته، قال كمال زاخر، المفكر القبطي في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إنه على الرغم من شيخوخة قداسة البابا شنودة الثالث، إلا أن رحيله جاء صادمًا وخلف حالة من الحزن ليس فقط فى الأوساط القبطية بل فى الشارع المصرى الذى سجل للرجل الكثير من المواقف الوطنية وشهدت معه الكنيسة العديد من المواقف الصعبة، وكانت مصر تعبر لحظات فارقة وغائمة، وهى تضع نقطة فى نهاية حكم وانتظار المجهول، كانت مرحلة ملتبسة ومرتبكة، وكانت كل الاحتمالات مطروحة كأسئلة بلا إجابات، تجمعت كل هذه الملابسات لتكون فى استقبال البابا الجديد، لنجد أنفسنا أمام متلازمة مصرية، يغيب فيها الرئيس من المشهد والبابا كذلك، ويأتى فى أعقابهما رئيس جديد وبابا جديد، حدث هذا مع البابا يوساب والملك فاروق، والبابا كيرلس والرئيس جمال عبدالناصر، ومع البابا شنودة والرئيس مبارك، ويتكرر الأمر حين تعبر الكنيسة والوطن مرحلتهما الانتقالية، ليأتى البابا تواضروس والرئيس السيسى في أدق لحظات الكنيسة والوطن.
تنعقد المقارنة الحتمية بين البابا الراحل والبابا القادم
وتابع: تنعقد المقارنة الحتمية بين البابا الراحل والبابا القادم، وتبدأ متاعب البابا الجديد مع الحرس الكنسى القديم، وكانت أدوات ذاك الحرس الفضاء الافتراضى ولجانهم الإلكترونية، بعد أن صدمهم خروجهم من ماراثون خلافة البابا شنودة الذى رحل بشيبة صالحة.
لم ينزلق لمنطقة الفخاخ المنصوبة له
وأضاف: لم ينزلق البابا الجديد الأنبا تواضروس الثاني، إلى منطقة الفخاخ المنصوبة له وكانت خلفيته العلمية وتلمذته على أستاذ إدارة الأزمات الأنبا باخوميوس الذى أدار فترتين من أدق فترات الكنيسة، حين اعتقل الرئيس السادات البابا شنودة وحدد اقامته فى دير الأنبا بيشوى، وعقب رحيل البابا وما أحاط بأجواء الترشح والاختيار.
بدأ في تنظيم كل الملفات
واستكمل: وأدرك البابا الجديد كل ملابسات اللحظة، فاتجه إلى مأسسة الكنيسة ليخرج بها من الفرد إلى المؤسسة، فبدأ فى تنظيم كل الملفات عبر وضع لوائح تنظم عملها ليتجنب شخصنة الحلول ومن ثم النتائج، وكانت العشر سنوات هى سنوات التأسيس والبناء والنأى بالكنيسة عن دوائر الصراعات.
واختتم: كان صبر البابا وحكمته ومنهجه العلمى أسلحته فى العبور بالكنيسة من السياسة إلى تبني رسالتها المكلفة بها من مؤسسها المسيح لحساب الإنسان.