دييجو فورلان.. عاشق «جابولانى» الذى رفض التذمر على طريقة ميسى

كأس العالم دائمًا ما شهد تألق أسماء وارتفاع نجمها، بعضها لم يكن قد سمع به أحد من قبل، والبعض الآخر لم يحظ بنفس الاهتمام والأضواء، لكنها في 30 يومًا سطرت اسمها بالذهب على صفحات تاريخ المونديال وحكاياته، وطغى نجمها ورسخت أهدافها ولقطاتها في عقول وذاكرة مشجعي اللعبة الشعبية الأولى.

وهنا وقبل الدخول في تفاصيل، وجب علينا التنويه بأن السطور التالية كتبها أحد المفتونين بدييجو فورلان وأدائه التاريخي في مونديال جنوب إفريقيا، وتجاهل عمدًا أهداف توماس مولر وويسلي شنايدر وديفيد فيا، بل إنه طغى على رونالدو وميسي في تلك النسخة.. عذرًا لقيمة هذه الأسماء ولكن فورلان فعل ما لم يقدر عليه هؤلاء جميعهم.

والآن بعد أن نوهنا عن انحيازنا المتعمد للأشقر الأوروجوياني، لنبدأ سويًا الحديث عن دييجو فورلان وقصته مع مونديال 2010 

التاريخ: 4 ديسمبر 2009

المكان: كيب تاون، جنوب إفريقيا

الحدث: إطلاق كرة كأس العالم 2010

أطلقت شركة أديداس اسم جابولاني على كرة كأس العالم 2010 مقتبسًا من لغة البانتو وهي إحدى اللغات الرسمية لجنوب إفريقيا ويتحدث بها 25% من السكان، وهي كلمة تعني احتفال.

أما عن تصميم الكرة فهي مكونة من 11 لونًا مختلفًا في إشارة إلى 11 لاعبًا لفريق كرة القدم، واللغات الـ11 لجنوب إفريقيا البلد المضيف وقبائلها التي تحمل نفس الرقم.

صممت كرة جابولاني بـ4 مثلثات تحمل 11 لونًا وخلفية بيضاء للكرة في تصميم حمل روح إفريقيا، مثل واجهة ملعب جوهانسبرج.

ومع انطلاق بطولة كأس العالم بجنوب إفريقيا انهالت الانتقادات على كرة البطولة، والتي اعتبرها البعض مستحيلًا التعامل معها، وتمحورت أغلب الانتقادات حول سرعة الكرة الزائدة وصعوبة السيطرة عليها وترويضها خاصة لحراس المرمى.

التذمر على طريقة ميسي وبوفون وروبينيو

من بين المعترضين على كرة جابولاني، كان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والذي عبَّر عن عدم رضاه عن الكرة التي صممتها شركته الراعية عقب الفوز على نيجيريا في مباراتهم الافتتاحية بهدف دون رد.

«الكرة معقدة جدًا لحراس المرمى ولنا أيضًا، أتمنى أن نتعود عليها تدريجيًا لأننا لا نملك خيارًا آخر» ليونيل ميسي في مؤتمر صحفي بمعسكر الأرجنتين. 

أغلب حراس البطولة تذمروا من سرعة الكرة وتغيير اتجاهها بسبب التيارات الهوائية، فمثلًا الحارس الإيطالي العملاق جيانلويجي بوفون وصفها بـ«كرة الشاطئ».

بينما وصفها لويس فابيانو مهاجم البرازيل أنها خارقة للطبيعة وغير قابلة لتوقع تغيير اتجاهها؛ فيما اتهم روبينيو، مهاجم البرازيل مصممي «جابولاني» أنهم لم يلعبوا كرة القدم أبدًا.

وأمام تلك الانتقادات ردت شركة أديداس بأن الكرة تم استخدامها منذ يناير من عام 2010، وأغلب ردود أفعال اللاعبين كانت إيجابية.

واستعانت بلاعبين ممن تملك حقوق رعايتهم كألفارو أربيلوا الذي قال: "إنها مستديرة كما العادة".

أما ريكاردو كاكا فقال: "بالنسبة لي التواصل مع الكرة هو الأمرالأهم، وهذا يحدث بشكل عظيم مع هذه الكرة".

لامبارد أكد أنها قوية وحقيقية، أما مايكل بالاك فوصفها بالرائعة، مشيرًا إلى أنها تفعل ما يريده بالضبط.

وخضعت كرة جابولاني لاختبارات من علماء وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، لمعرفة أسباب تغير اتجاهها المفاجئ في الهواء.

وقال رابي ميهتا، مهندس الطيران في ناسا آنذاك: "السلوك غير المتوقع تأثير مفصل، فعندما تضرب الكرة بقليل من الدورات فإننا نتعرض لتأثيرات هواء غير متكافئة نتيجة تأثر الهواء القريب من السطح باللحام الموجود في الكرة، فيسبب حركة غير متوقعة شبيهة لما يحدث في لعبة البيسبول".

دييجو فورلان.. لقد حانت لحظتي

دييجو فورلان بدأ مسيرته في نادي دانوبيو تحت 19 عامًا وتنقل لناشئي إندنبدنتي ليجذب أنظار عمالقة أوروبا له.

وانتقل إلى مانشستر يونايتد في 2002، وتوج مع الفريق بالدوري الانجليزي ومنه إلى فياريال وحقق معهم أفضل إنجازاتهم القارية بالتأهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا؛ ثم أتلتيكو مدريد والتتويج بالدوري الأوروبي ثم انتقاله لإنتر الإيطالي، وإنتر ناسيونال البرازيلي وعديد من الأندية قبل أن تختتم مسيرته بعد الرحيل عن نادي كيتشي بهونج كونج.

أول استدعاء دولي لفورلان كان في السابع والعشرين من مارس 2002، بمباراة ودية ضد المنتخب السعودي.

واحتاج فورلان صاحب الـ22 عامًا آنذاك لـ4 دقائق فقط ليسجل أول أهدافه الدولية بقميص منتخب بلاده، وخاض المباراة كاملة وانتصرت أوروجواي بثلاثة أهداف لهدفين.

 

قبل انطلاق كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010، كان فورلان يعيش واحدًا من أفضل مواسمه التهديفية، فسجل 28 هدفًا وصنع 10 أهداف في 56 مباراة لعبها بقميص أتلتيكو مدريد، وحقق لقب الدوري الأوروبي.

انضم فورلان، صاحب الـ31 عامًا آنذاك إلى قائمة منتخب أوروجواي لكأس العالم 2010، في قائمة ضمت في الهجوم لويس سواريز، وإدينسون كافاني، وألفارو بيريرا.

بعد مشاركة باهتة في مونديال 2002، والجلوس على دكة البدلاء ضد الدنمارك وفرنسا، والمشاركة في 45 دقيقة وتسجيل هدف وحيد ضد السنغال، وغياب منتخب بلاده عن المشاركة في مونديال 2006 بألمانيا.

دخل دييجو فورلان بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا مصممًا على إظهار قدراته وجودته للعالم بأسره، فبدأ الإعداد للبطولة مبكرًا وقبل حتى أن يتم الإعلان عن قوائم المنتخبات المشاركة في البطولة.

«قبل كأس العالم بـ3 أشهر، دييجو فورلان طلب من أديداس أن ترسل له نسخة من كرة جابولاني، كان ينتظر لما بعد انتهاء التدريبات ويتدرب على التحرك بالكرة والركلات الحرة»، سباستيان أبريو، زميل فورلان في أتلتيكو مدريد وأوروجواي.

منتخب أوروجواي وقع في المجموعة الأولى رفقة منتخبات فرنسا وجنوب إفريقيا والمكسيك.

فورلان شارك في مباراة الجولة الأولى ضد فرنسا وانتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف.

علاقة فورلان الحميمية مع جابولاني بدأت بتسديدة صاروخية في مرمى جنوب إفريقيا غالطت الحارس وسكنت الشباك في الدقيقة 24، ثم في الدقيقة 80 أضاف ثاني أهدافه من ركلة حرة مباشرة سددها مباشرة في المرمى.

وصنع فورلان هدف منتخب بلاده الأول في مرمى كوريا الجنوبية بدور الـ16، ثم سجل هدفًا رائعًا في مرمى غانا بمباراة ربع النهائي والتي انتهت بفوز أوروجواي بركلات الترجيح بخمسة ركلات مقابل 3.

فورلان في تلك النسخة من البطولة ساهم في تأهل منتخب أوروجواي للدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 40 عامًا.

وخسر منتخب أوروجواي نصف النهائي أمام هولندا بثلاثة أهداف لهدفين سجل منهما فورلان هدفًا.

وفي مباراة المركزين الثالث، والرابع سجل أيضًا هدفًا في مباراة خسرتها أوروجواي بنفس نتيجة نصف النهائي لتحصد المركز الرابع في المونديال.

دييجو فورلان تشارك صدارة هدافي كأس العالم 2010 مع توماس مولر، وويسلي شنايدر، وديفيد فيا برصيد 5 أهداف، وحصد جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب فيما توج مولر بجائزة الهداف لمساهمته في صناعة 3 أهداف، مقابل هدف واحد لفورلان.

«فورلان يدير اللعبة، بإمكانه اللعب في نعلي المرحاض» مارك لاورنسون، لاعب ليفربول السابق عن أداء دييجو فورلان في مونديال 2010.