بى بى سى: شهرة الحضارة الفرعونية وعظمتها طغت على تاريخ باكستان القديم
أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، أن منطقة السند الحالية في جنوب باكستان توجد بها بقايا إحدى أكثر مدن العالم القديمة إثارة للإعجاب، والتي لم يسمع بها معظم الناس من قبل، حيث كانت للحضارة الفرعونية في مصر الأفضلية وجذب العلماء والسياح من جميع أنحاء العالم، لذا لم يلتفت أحد للحضارة الباكستانية القديمة.
وتابعت أن المدينة التاريخية تشكلت من ملايين القطع من الطوب الأحمر، والتي كونت ممرات وآبارًا، حيث انتشرت أحياء بأكملها بطريقة تشبه الشبكة، ويطلق على المدينة اسم ستوبا وهي مدينة قديمة شاهقة فوق الشوارع التي عفا عليها الزمن، مع مسبح جماعي كبير يكتمل بدرج عريض أدناه.
حضارة باكستانية قديمة مجهولة
وأضافت أنه على بعد حوالي ساعة من الخروج من بلدة لاركانا المغبرة في جنوب باكستان في موقع موهينجو دارو التاريخي لا تزال أنقاض المدينة قائمة حتى اليوم، ولكن قبل 4500 عام لم تكن هذه واحدة من أقدم مدن العالم فحسب، بل كانت مدينة مزدهرة تتميز ببنى تحتية متطورة للغاية.
وأشارت إلى أن موهينجو دارو- التي تعني "تل الموتى" في السند- كانت أكبر مدينة في وادي السند المزدهر الذي حكم من شمال شرق أفغانستان إلى شمال غرب الهند خلال العصر البرونزي، ويُعتقد أن موهينجو دارو كان يسكنها ما لا يقل عن 40 ألف شخص، وقد ازدهر من عام 2500 حتى عام 1700 قبل الميلاد.
وأوضح إرشاد علي سولانجي، المرشد المحلي، وهو الجيل الثالث من عائلته الذي يعمل في موهينجو دارو: "لقد كان مركزًا حضريًا كانت له روابط اجتماعية وثقافية واقتصادية ودينية مع بلاد ما بين النهرين ومصر".
وأشارت الإذاعة البريطانية إلى أنه بالمقارنة مع مدن مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين، التي ازدهرت في نفس الوقت تقريبًا، لم يسمع سوى القليل عن موهينجو دارو، حيث سيطرت الحضارة الفرعونية وكان صيتها في جميع أنحاء العالم في هذا التوقيت وحتى في التاريخ الحديث، ولكن بحلول عام 1700 قبل الميلاد، تم التخلي عنها، وحتى يومنا هذا، لا أحد يعرف بالضبط سبب مغادرة السكان أو إلى أين ذهبوا.