بالتزامن مع مؤتمر المناخ.. كيف يؤثر تلوث المياه على صحة الإنسان؟
تحت سماء مدينة السلام شرم الشيخ تنعقد فعاليات الحدث الأهم عالميًا مؤتمر المناخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، فهي الدورة الرقم 27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة COP 27.
ترفع الكثير من الدول شعار «كوكب الأرض في خطر» الأمر الذي دفع بعض الدول للتحول إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، ولعل أشهر هذه الخطوات هو الحفاظ على المياه.
كيف يؤثر تلوث المياه على صحة الإنسان؟
ويشير تلوث المياه إلى التلوث بمواد تجعلها غير آمنة للشرب والطبخ والتنظيف والسباحة وغيرها من الأنشطة وفقًا لموقع كلية “هارفارد تي إتش تشان” للصحة العامة.
يضر تلوث المياه بقدرة النظم البيئية الطبيعية على العمل بشكل صحيح ويضر بالنباتات والحيوانات والتربة والهواء، حيث تشمل المصادر الشائعة للتلوث العوامل الجيولوجية السامة التي تحدث بشكل طبيعي مثل المعادن الثقيلة، والمواد الكيميائية الزراعية والصناعية، الوقود الهيدروكربوني، نفايات التعدين، النفايات النووية والقمامة.
يشكل ملامسة الإنسان للمياه الملوثة من خلال الشرب أو ملامسة الجلد أو حتى استهلاك الطعام الذي يتم زراعته أو تحضيره باستخدام مياه ملوثة خطرًا كبيرًا على الصحة، وقد تسبب الملوثات في الماء المرض بشكل مباشر أو تعمل كسموم.
كما يمكن أن تسبب المواد الكيميائية الخطرة من المزارع والصناعات والمنازل التي تلوث مصادر المياه سمية حادة وموتًا فوريًا، أو سمية مزمنة معقدة بسبب المشاكل العصبية والسرطانات.
ويمكن أن تؤدي مسببات الأمراض المعدية التي تلوث المياه من خلال مياه الصرف الصحي إلى أمراض الجهاز الهضمي، والتي تعد سببًا مهمًا للإصابة بالإمراض والوفيات في جميع أنحاء العالم.
الزرنيخ:
يتعرض ما يصل إلى 140 مليون شخص في جميع أنحاء العالم لمستويات من الزرنيخ في مياه الشرب أعلى من الإرشادات المؤقتة لمنظمة الصحة العالمية والبالغة 10 ميكروجرام لكل لتر.
يوجد معظم هذا الزرنيخ بشكل طبيعي، ولكن هناك تلوث صناعي وزراعي، حيث اعتبرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان أن الزرنيخ سبب في الإصابة بسرطان الرئة والمثانة والجلد والكلى.
النحاس:
يحدث تلوث مياه الشرب بالنحاس نتيجة الرشح من الأنابيب النحاسية القديمة، حيث تم إدخال الأنابيب النحاسية لأول مرة في ثلاثينيات القرن الماضي واكتسبت استخدامًا واسع النطاق طوال القرن العشرين، حيث تم تجهيز جميع المنازل تقريبًا بأنابيب نحاسية.
يمكن أن تؤدي المستويات العالية من التعرض إلى أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي بما في ذلك الغثيان والقيء وآلام البطن، كما تعتبر الأنابيب النحاسية الحديثة آمنة بشكل عام ولا تطلق مواد خطرة في الماء.
الرصاص:
يوجد الرصاص أحيانًا في الأنابيب القديمة التي يمكن أن تمنحه طريقًا مباشرًا لإمدادات المياه، حيث يمكن أن يتسبب تناول المياه الملوثة بالرصاص في مشاكل صحية للجهاز العصبي المركزي مثل الصداع أو الإرهاق أو ضعف العضلات أو الهذيان أو النوبات.
كما يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى للتعرض للرصاص أمراض الكلى أو فقر الدم أو آلام البطن الشديدة، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية، أن أكثر من 240 مليون شخص على مستوى العالم يتعرضون لمياه ملوثة بالرصاص.