المياه والمناخ.. يوم ومبادرة
مؤتمر «كوب ٢٧» هو أول مؤتمر للمناخ يخصص يومًا كاملًا للمياه. وتعزيزًا للممارسات المستدامة فى هذا القطاع.. ولربط سياسات المياه الوطنية بالعمل المناخى.. وتحقيقًا للهدف السادس فى أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، أطلقت مصر، صباح أمس الإثنين، خلال جلسة افتتاح هذا اليوم، مبادرة تهدف إلى توفير أطر ميسرة لتمويل المشروعات وبناء القدرات فى مجال المياه. وكان الأهم من إطلاق المبادرة، هو الإعلان عن جدول زمنى لاتخاذ الخطوات الإجرائية اللازمة لبدء تنفيذها.
فى ظل تشابك الأمن المائى وتغير المناخ، وتمهيدًا، أو استعدادًا، لهذا اليوم، كان عنوان الدورة الخامسة لأسبوع القاهرة للمياه، هو «المياه فى قلب العمل المناخى»، وجرى خلاله إطلاق وثيقة «إعلان القاهرة من أجل تسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، الذى سيكون مدخلًا رئيسيًا لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن مراجعة منتصف المدة: منتصف مدّة «العقد الدولى للمياه ٢٠١٨- ٢٠٢٨»، المقرر عقده فى مارس المقبل. أما مبادرة «العمل من أجل التكيف فى قطاع المياه والقدرة على الصمود»، فتم إعدادها بالشراكة مع «منظمة الأرصاد العالمية»، وعدد من الشركاء الدوليين، اعتمادًا على مخرجات العديد من اللقاءات، الممتدة خلال الشهور الماضية، وتقوم على ستة محاور، أبرزها مراعاة عدم تأثير النمو الاقتصادى على استخدام المياه العذبة وتدهورها، والتعاون على نطاق أحواض الأنهار الدولية للتكيف مع التغيرات المناخية.
العالم خسر، إلى الآن، ما يزيد على ٣٠٪ من المياه العذبة. ويقع أكثر من نصف القارة الإفريقية، حاليًا، تحت «حالة الجفاف الحاد». وفى ظل هذه الحقائق، أو التحديات، وتحقيقًا للهدف السادس فى أجندة التنمية المستدامة الأممية: «ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحى للجميع وإدارتها بشكل مستدام»، رأت مصر أن الوقت قد حان للعمل على أرض الواقع، وطالبت الحكومات، بخلق نهج تشاركى ومستدام لتحفيز جهود التكيف فى قطاع المياه. كما سبق أن طرحت الحكومة المصرية، عبر برنامج «نوفِّى»، منهجًا متكاملًا قابلًا للتكرار فى الدول النامية، يربط بين قطاعات المياه والغذاء والطاقة، ويضم مشروعات جاذبة للاستثمار، يمكن من خلالها حشد التمويلات المناخية، لمشروعات التكيف والتخفيف فى القطاعات الثلاثة.
فى جلسة نقاشية عقدها «البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية» حول «المياه وتعزيز جهود الاستدامة»، قالت نانديتا بارشاد، مديرة مجموعة البنية التحتية المستدامة بالبنك، إن برنامج «نُوَفِّى»، يعد نموذجًا يحتذى به لحشد التمويل المناخى وتلبية الاحتياجات للتحول الأخضر، وأشارت إلى أن محور المياه يعد محورًا رئيسيًا من محاوره. كما أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، فى الجلسة نفسها، أن عددًا من مشروعات البرنامج يعمل على التوسع فى محطات تحلية المياه وتعزيز القدرة على المرونة والصمود لدى صغار المزارعين وحماية المناطق الريفية والزراعية من تداعيات التغيرات المناخية.
أيضًا، أمام جلسة عنوانها «العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء والمناخ وإدارة المياه الذكية مناخيًا»، قال الدكتور محمود أبوزيد، رئيس المجلس العربى للمياه، إن التوقعات الدولية تشير إلى أن الطلب على المياه العذبة والطاقة والغذاء سيزداد بشكل كبير خلال العقود القادمة تحت ضغط النمو السكانى والتنمية الاقتصادية والتجارة الدولية والتحضر والتغيرات الثقافية والتكنولوجية، إضافة إلى ظواهر تغير المناخ المتطرفة. وعليه، طالب «رئيس المجلس العربى للمياه» بأن تشارك الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، إقليميًا ووطنيًا، بقوة فى تحقيق ما وصفه بـ«الأمن المناخى» والذى يقوم على الترابط بين المياه والطاقة والغذاء.
.. وتبقى الإشارة إلى أنه بحلول الأول من يناير المقبل سيتم تحديد الأهداف والمشروعات الخاصة بمبادرة «التكيف فى قطاع المياه»، ووضع هيكلها التنظيمى.. وفى الأول من مارس سيتم وضع خطة عمل تتضمن خطة تفصيلية بمشروعات واضحة، على أن يتم، خلال الشهر نفسه، الإعلان عن جميع التفاصيل الخاصة بالمبادرة ومشروعاتها، فى مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة منتصف المدة، الذى شهدت الجلسة الأخيرة لـ«يوم المياه»، فى كوب ٢٧، سلسلة من العروض، قدمها قادة مؤتمرات المياه، لخصوا فيها الرسائل والنتائج والإعلانات، التى سيطرحونها أمام ذلك المؤتمر الأممى.