«أنشودة الحنين».. جديد الروائي نعيم صبري عن دار الشروق
صدر حديثا عن دار الشروق للنشر والتوزيع رواية "أنشودة الحنين" للكاتب الروائي نعيم صبري، والتي تناول من خلالها جائحة كورونا أو كوفيد 19، بكل ما فيه من خوف يصل إلى حد الرعب.
يقول الروائي نعيم صبري في تصريحات خاصة لـ"الدستور": “تعرض الرواية قصة حب مستحيلة، لكنها حدثت، هكذا شاءت الأقدار، بلا حسابات فى مدينة القاهرة، وسط ضجيجها.. يلتقيان”.
وتابع: “عماد رب الأسرة. والأب لثلاثة أبناء، وفاطمة التى عادت من المهجر بأمريكا، بعد تجربة زواج غير موفق، عادت وهى تعانى الإخفاق، وحيدة بعد رحيل والديها”.
مقتطف من الرواية:
نظرت إليه وهو يغادر الغرفة.. ربنا يخليك.. ياه.. مازالت الدنيا بخير.. ظهر فى حياتى فى لحظات حالكة.. وبدون انتظار.. كيف حدث؟!.. كأنه مغناطيس يجذبنى إليه بقوة لا تقاوم.. لا أستطيع أن أفكر.. كأننى أعجز عن التفكير بفعل قوة قهرية.. ويومها.. وجدت نفسى فجأة أمامه بالمكتب.. ما الذى قادنى إلى المحل؟!.. ثم.. لم أشعر بالوقت إلا فى المساء.. وبعد يوم كامل.. معه.. لكم أحتاج إلى الأمان بعد هذه الرحلة الطويلة.. معه شعرت بالأمان.. شعور افتقدته منذ سنين.. منذ وفاة بابا.. هل هذا مطلب عزيز؟.. مجرد الأمان.. تعبت.. لقد أصبحت أفكر فيه.. هل أقول دائما؟!.. ويالها من لحظة!.. عندما فتحت عينىَّ ووجدته أمامى فى المستشفى.. نسيت كل همومى.. شعرت بالطمأنينة.. بالراحة.. عماد.. لقد أصبحت.. لا.. غير معقول!.. كأننى فقدت كل تحكم فى نفسى.. لكن.. لكن لا يمكن!.. إنه متزوج.. وأب لثلاثة أولاد.. كما أنه ليس من دينى.. يا ربى.. لماذا وضعتنى فى هذا الموقف؟.. كإسفنجة تتحرق شوقا للارتواء.. وليس أمامها إلا السراب.. لابد من التعقل.. يارب ساعدنى.. غير معقول أن تتركنى أنجرف مع التيار هكذا.. بلا حول ولا قوة.. التيار أقوى من ضعفى.. اعقلى.. حاولى.. قاومى بأى طريقة.. اشغلى نفسك بأى حاجة.. وإذا تعذر!.. سافرى.. إلى أى مكان.. ابعدى.. يا للعذاب!.. كأننى أهوى فى هوة سحيقة بفعل قوة لا قبل لى بها.. ريشة فى مهب الريح.. ظلت تتداعى الهواجس والهموم فى رأسها حتى هدها الإعياء.. إرهاق اليوم والجراحة بدأ يحل عليها فبدأت تنعس قرب الفجر ثم راحت فى نوم عميق.. دخل عليها طاقم التمريض عدة مرات لقياس الوظائف الحيوية وإعطائها الأدوية، وكانت تروح فى النوم بعدها من فرط الإعياء..