في ذكرى ميلاد هند رستم.. تفاصيل اللقاء الأشهر الذي جمعها مع عباس محمود العقاد
تمر اليوم الذكرى 91 لميلاد الفنانة هند رستم، والتي ولدت في مثل هذا اليوم الموافق 12 نوفمبر 1931، وتعد واحدة من أهم وأبرز فنانات العصر الذهبي للسينما المصرية، والتي قدمت العديد من الأعمال السينمائية التي أصبحت ومازالت علامات في السينما، وعن العلاقة الوطيدة التي تجمع الفن بالأدب ومشاهيرها ورواده، نعرض في التقرير التالي تفاصيل اللقاء الذي جمع هند رستم مع أحد أبرز أيقونات الفكر العربي المفكر والكاتب العملاق عباس محمود العقاد.
نُشر ت مجلة المصور الشهيرة حوارا بين العقاد وهند رستم بعنوان “لقاء بين العقل والإغراء”، عندما طلبت مجلة “آخر ساعة” إجراء حوار مع الكاتب عباس العقاد، مع إحدى الفنانات الثلاث: ماجدة، وهند رستم، وفاتن حمامة، فاختار وقتها هند رستم لإجراء الحوار معها:
دار الحوار بين العقاد وهند رستم على مدار ثلاث ساعات أو أكثر، وتناولوا فيه الحديث عن الفن والأدب، والموت والحياة كان من ضمن ما طرحته هند رستم سؤالها «أنا مؤمنة بالله، لكن الحاجة الوحيدة اللي بخاف منها الموت، ليه؟»، فأجابها العقاد بكل هدوء قائلاً: «أنا شخصيًّا لا أخاف الموت، ولو شرّف في أى وقت أقول له اتفضل، ويمكن الشيء الوحيد اللي بخاف منه هو المرض».
لم تقتنع هند بإجابة العقاد، واحتجت قائلة: «يمكن لأنك ما اتجوزتش قبل كده ومعندكش أولاد»، فنفى العقاد أن يكون ذلك هو السبب، فأتت هند بالدليل: «إنت قلت مرة إنك خايف من الجواز لأنك خايف تترك أولاد يتامى من بعدك.. وأنا عندى بنت وخايفة عليها».
وبحكاية بسيطة، أجاب العقاد عن سؤالها: «مش ده السبب، دي علة، حتعللى بيها دايمًا رغبتك فى الحياة.. وأنا أذكر إن جدتي عاشت إلى أن تجاوزت المائة.. وكانت متعلقة فى هذه السن بالحياة من أجل حفيدتها بدور».
وفي سياقٍ آخر، بعيدًا عن أحاديث الموت، سألت هند رستم، العقاد عن رأيه في مارلين مونرو: «هل هي مُغرية أم معبرة؟»، فقال: «مارلين مونرو كانت هي الإغراء، لأنها أنثى ناقصة تكوين، وأمها مجنونة، ولذا فكل الذى كانت تفعله عبارة عن تعويض لشعورها بنقص الأنوثة».
وأضاف: «مارلين عبارة عن امرأة عايزة وسائل تجلب بها الأنظار، وعايزة تثبت أنوثتها بأي طريقة.. لدرجة أنها فى سبيل أن تكون أنثى رضيت برجل يهودي وغيرت دينها وتزوجته، وأنا رأيت لها صورًا كثيرة، وفى الواقع إنها مبالغة جدًا فى حركاتها، ولو كانت واثقة من أنوثتها لكان ربع هذا المجهود فى الإغراء يكفي».
قاطعتهُ هند لتدافع عن مارلين التى رأتها مظلومة قائلة: «لكن يا أستاذ عقاد ده مش ذنبها، فيه مخرجين بيفرضوا عليها الحركات دى.. والمخرجين عندنا مثلًا، لو شافوا إن هند ناجحة فى الإغراء، فلازم الممثلات اللي ييجوا بعدها لازم يكون شعرهم أصفر زى هند، ويقلدوها فى كل الحركات.. الممثلة بتبقى فى اللحظة دى مسكينة، ومظلومة من حكم الناس عليها».
وبمُجرد انتهاء المناقشات بين هند رستم والعقاد، خرجت لتقول رأيها فى هذه المقابلة فى جملة واحدة: «سأرسل باقة أزهار إلى العقاد وعليها نفس الكلمات، نفس المعانى التى شعرت بها: (لن أنسى فى حياتى طعم هذه المقابلة)».