الفراعنة فى كأس العالم (11).. محمد لطيف قاد منتخب مصر بمونديال 1934 واحترف فى أسكتلندا
شارك منتخب مصر في نهائيات كأس العالم ثلاث مرات أعوام (1934 و1990 و2018) وخلال هذه المشاركات تألق عدد من النجوم، وتلقي «الدستور» الضوء عليهم من خلال سلسلة حلقات الفراعنة في كأس العالم.
الحلقة الحادية عشرة.. محمد لطيف معلق القرن
محمد لطيف أحد نجوم منتخب مصر في كأس العالم 1934 ودورة برلين الأوليمبية 1936 برع في كل مجالات كرة القدم كلاعب ومدرب وحكم وإداري وهو أشهر معلق في الوطن العربي خلال القرن العشرين.
محمد لطيف مواليد 23 أكتوبر عام 1909 في محافظة بني سويف لكنه نشأ في حي القلعة بالقاهرة وكانت أمنيته أن يلعب في دوري المدارس لذلك ترك مدرسته الجمعية الخيرية الإسلامية ومكانها درب الجماميز للانتقال إلى المدرسة الخديوية عام 1927 التي كان يلعب بها مثله الأعلى حسين حجازي وخاض أول مباراة في دوري المدارس أمام المدرسة السعيدية عام 1928 عندما اختاره مشرف التربية البدنية للعب مكان هاني كامل الغائب وواجه حينها مختار التتش وجميل رفعت وعقب المباراة فوجىء لطيف بدخول حسين حجازي قائد منتخب مصر الى غرفة الملابس ليخبره أنه اختاره للانضمام إلى المختلط "الزمالك" وتكلف انتقاله 3 قروش قيمة تسجيل الخطابين.
خاض محمد لطيف أول مباراة له بقميص المختلط أمام الأهلي عام 1929 ولحسن حظه فقد سجل هدف المباراة الوحيد وخلال مسيرته مع المختلط التي استمرت من 1928 إلى 1945 باستثناء السنوات الثلاث التي لعب فيها في أسكتلندا حقق 13 لقبًا، حيث فاز بدوري منطقة القاهرة 8 مرات وكأس مصر خمس مرات.
انضم محمد لطيف لمنتخب مصر عام 1929 وخاض مباراته الدولية الأولى أمام المجر وظهر بمستوى طيب جعله محل ثقة الأسكتلندي جيمس ماكراى المدير الفني للمنتخب الذي اختاره ضمن الفريق الذي شارك في كأس العالم عام 1934 في إيطاليا، كما شارك في دورة برلين الأوليمبية عام 1936.
بعد عودته من كأس العالم أرسلته وزارة المعارف التي كان يعمل مفتشًا بها في بعثة رياضية دراسية إلى أسكتلندا لمدة 3 سنوات في كلية جوردون هيل، وخلالها لعب لصفوف رينجرز الأسكتلندي، ومن المواقف الطريفة التي حدثت له عند دخوله غرفة خلع ملابس رينجرز لأول مرة حيث أخرج لطيف قميص المنتخب الوطني الأخضر متفاخرًا بأنه لاعب دولي وقام لاعبو رينجرز بالصراخ لأنه يشبه زي فريق سلتيك المنافس التقليدي.. وأثناء وجوده في أسكتلندا توطدت علاقته مع الصحفي الإنجليزي ركس الذي أعطاه دروسًا في التعليق حين طلب منه مشاهدة مباراة لفريق رينجرز والتي لم يخضها بسبب الإصابة، وجلس محمد لطيف في المدرجات مع ركس وتواجد بينهما مشجعًا كفيفًا وأذاع له ركس المباراة ومع انفعال المكفوفين مع التعليق بدأ لطيف يفكر في التعليق بعد اعتزاله كرة القدم.
خاض محمد لطيف آخر مباراة له عام 1945 مع منتخب الجيش أمام فريق واندرز الإنجليزي وأعلن اعتزاله بعدها وفى عام 1948 اختاره مستر كين مدرب منتخب مصر ليكون مساعدا له وقد شارك المنتخب المصري في دورة لندن الأولمبية وفى عام 1952 تولى لطيف تدريب منتخب مصر في دورة هلنسكي الأوليمبية وفى عام 1957 تولى الإشراف على منتخب مصر الفائز بأول بطولة للأمم الإفريقية.
تولى لطيف عددًا من المناصب الإدارية البارزة في اتحاد الكرة والزمالك، فكان عضوًا فى مجلس إدارة اتحاد الكرة من 1952 وحتى 1969 ثم وصل لمنصب وكيل الاتحاد وعمل سكرتيرًا عامًا لنادي الزمالك وتولى أيضًا منصب مدير الكرة في النادي.
أول مباراة علق عليها كانت بين منتخب الإسكندرية والقاهرة وبعدها قام بالتعليق على مباريات بطولة أوروبا لكرة السلة التي أقيمت بنادي هليوبوليس عام 1948، وتلقي دراسات تحكيمية وأصبح حكمًا دوليًا عام 1954، وأدار 3 لقاءات بين مصر والمجر في القاهرة وفرنسا ومصر في باريس ومصر وإسبانيا في مدريد ثم اعتزل التحكيم وعاد للعمل في وزارة التربية والتعليم وعندما بدأ التليفزيون المصري إرساله عام 1960 اتجه للتعليق التليفزيوني وأذاع أول مباراة ينقلها التليفزيون بين الزمالك واتحاد السويس.
توفي محمد لطيف يوم 17 مارس عام 1990 عن عمر يناهز 80 عامًا قبل أن يحقق حلم حياته بمشاهدة منتخب مصر يشارك في كأس العالم للمرة الثانية في تاريخه.