«صورة الإله فى الأدب المصرى».. كتاب يرصد تراث المصريين فى تناول الآلهة
يأتي كتاب "صورة الإله في الأدب المصري القديم " والصادر عن الهيئة العامة المصرية للكتاب، للكاتبة والأكاديمية أسماء معروف، في 360 صفحة من القطع المتوسط.
تلفت الكاتبة إلى أن الكاتب جاء نتاج ثمرة دراستها للماجستير ورسالتها التي جاءت بعنوان "صورة الإله في الأدب الدنيوي حتى نهاية الدولة الحديثة "، وقد بدأ البحث انطلاقًا من فرضية أن الآلهة جزء من الواقع المصري القديم، وكان لها تأثيرها على كل نواحي الحياة المصرية القديمة، وبالتالي فهي حقائق تاريخية يجب أخذها بجدية، ودراسة صورتها بوضوح يمكن من إدراك حقيقة معتقدات المصري القديم التي شكلت الديانة المصرية القديمة .
تشير المؤلفة إلى بدأ الأدب المصري القديم تتشكل ملامحة منذ أقدم العصور، فقد أحاط بالمصري القديم غموض الكون منذ نشأته، ولم يجد مفرا من استخدام خياله الواسع لتفسيره، وتبسيط ما حوله من أمور معقدة لم يجد لها تفسيرًا، وأخذ يرجع تكوين الكون إلى قوى غير ظاهرة تحل من الصفات ما تفوق البشر، وبدأ يتأمل الطبيعة من حوله ليجد فيها ما يبعث في نفسة الطمأنينة.
ولفتت المؤلفة إلى أن المصري القديم بدأ في تبسيط الغموض بوجود قوى خفية، جعلها البطل للعديد من الأساطير، فأبدع في تصوير كائنات مقدسة كان لها أكبر الأثر في تكوين فكره الديني، ومع مرور الوقت نسج الفكر المصري من خلال آلهة الأساطير قصصًا لتصبح أداة مهمة للترويج، استخدمها القصاصون لخدمة أغراض معينة، وانبعث من هذه الأفكار مئات من النصوص الأدبية التي عبرت بشكل مباشر أو غير مباشر عن آلهتهم؛ ونظرًا لارتباط الأدب ارتباط وثيقًا بالكتابة، لأنها الوسيلة التي يمكن عن طريقها تدوين هذه الأفكار.
وتشير الكاتبة إلى تعدد أشكال الأدب المصري القديم، وبالرغم من هذا التنوع والتعدد إلا أن تقسيمها من حيث النوع ينحصر في نوعين رئيسين الأدب الديني، والأدب الدنيوي، يندرج تحتهما كل نصوص الأدب المصري القديم.
وأشارت إلى أن الأدب الديني ينحصر في مجموعة النصوص التي ارتبطت في البداية بحوائط الأهرام والمقابر، ثم انتشرت على التوابيت وملأت جدران المعابد، لتظهر نصوص دينية خالصة مرتبطة بطقوس من العبادة وترجو الفوز بالجنة في العالم الآخر، وهذه النصوص هي "متون الأهرام، نصوص التوابيت، أساطير الآلهة، كتاب الموتى، كتب العالم الآخر، السير الذتية، خطابات الموتى، الترانيم وأشعار مدح الآلهة".
أما الأدب الدنيوي: فقد خرج هذا الأدب من إطار الأهرام والمعابد والمقابر ليعبر عن حياة الأفراد، ويسجل على أوراق البردي، وألواح خشبية وأوستراكات، لذلك اتخذ وقتًا في اكتاشفه وإزالة الستار عنه مقارنة بالأدب الديني.
يقدم الكتاب صورة الإله من خلال نصوص الأدب الدنيوية الأكثر قربًا من فكر المصري القديم، وأكثر تحررًا في التعبير عما يريد من أفكار حول آلهته، في إطار زمني من بداية الدولة القديمة حيث اختراع الكتابة، وبداية تدوين النصوص الأدبية نهاية الدولة الحديثة.
ومن أبرز وأشهر القصص التي يشير إليها الكتاب قصة سنوهي، قصة الفلاح الفصيح، قصة خوفو والسحرة.
وجاء الكتاب في سبع فصول هي كالأتي: "صورة الإله في الأدب القصصي"، و"صورة الإله في أدب التعاليم والحكم"، و"صورة الإله في أدب التأملات والنبؤات"، و"صورة الإله في قصائد الغزل"، و" صورة الإله في قصائد مديح الملوك"، و"صورة الإله في الأغاني الدنيوية"، و" ملامح صورة الإله في الأدب الدنيوي".