أكذوبة الجماعة الجديدة..أن الإخوان فكرة..وأن الفكرة لا تموت!
(١)
الإخوان فكرة..والفكرة لا تموت!
هذه العبارة أصبحت الآن من أكثر العبارات التى تتشبث بها جماعة الإفك فى خطابها الموجه لمريديها والمنتسبين إليها ولعوام المصريين الذين هزموا الجماعة فى مصر هزيمة تاريخية!
دأبت الجماعة فى تاريخها على استخدام البكائيات،ليس لتجنيد أعضاء جدد لأن طريقة التجنيد مختلفة فى الجماعة ومنحصرة فى عائلات الجماعة ولا تحتاج لاستخدام البكائيات، لكنها كانت تستخدمها فى العقود الماضية – قبل وصولها للحكم –لتكوين ظهير شعبى مساند لها، وقد نجحت فى ذلك نجاحا كبيرا حتى لحظة وصول الجماعة للحكم!
بعد معايشة المصريين للجماعة معايشة كاملة واقعية على الارض لثلاث سنوات – منذ ٢٥ يناير ٢٠١١ وحتى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ – فقدت استراتيجية البكائيات قيمتها تماما وأصبحت كالسلاح الفاسد الذى يرتد فى صدر الجماعة حين تستحدمه!
لذلك فقد أخرجت الجماعة من حساباتها فى الوقت المعاصر أى طموحات لاستقطاب عامة المصريين مرة أخرى على المدى القريب، وقررت تغيير تعاملها معهم من الاستمالة والاستقطاب إلى التخويف وبث القلق دائما بينهم،وتمرير بعض الأفكار التى يمكنها غرس وتحقيق هذه الاستراتيجية!
كما وجدت الجماعة نفسها فى مأزق وجودى يهدد استمرارها داخل مصر ويهددها بانسلاخ غالبية أعضائها خاصة من الشباب بعد أن رأوا خيبة جماعتهم وفشلها فى الحكم وفشلها حتى فى فرض منهجها الدموى وهزيمتها عسكريا رغم مساندة قوى إقليمية ودولية لها!
لذلك كانت هذه العبارة (إن الإخوان فكرة ..والفكرة لا تموت!) وهى جملة – فى حال نجاح الجماعة فى تحويلها إلى ما يشبه المسلمة والحقيقة المطلقة – يمكنها أن تواسى وتطمئن كوادر الجماعة بأن الجماعة لا يرتبط وجودها بأفراد وأنها باقية وأن حربها لم تنته وأن ما حدث ليس إلا مرحلة مثل سابقاتها فى وجودها بمصر!
كما أن هذه الجملة يمكنها غرس القلق بين جموع المصريين والإيحاء بأن نصرهم لا يعنى التخلص من الجماعة الدموية للأبد، وأن الجماعة قدر حتمى على المصريين أن يتعايشوا معه!
وفى هذا ما يمكنه بث الإحباط والقلق النفسى الجماعى بين المصريين،وزعزعة الثقة فى الدولة ومؤسساتها، بل وفى قدرة المصريين أنفسهم على التخلص من الجماعة والانطلاق التنموى الطبيعى!
(٢)
فهل هذه العبارة – الأخوان فكرة..والفكرة لا تموت - حقيقة يقينيةأم مجرد وهم وأكذوبة إخوانية فكرية وتاريخية تحاول الجماعة غرسها فى عقول المصريين؟
نعم الإخوان فكرة..لكنها فكرة فاسدة بنيت على باطل فكرى وتاريخى...وكم من أفكار فاسدة باطلة شقت طريقها وسط مجتمعات فقيرة ثقافيا!
نعم الأفكار لا تموت...لكن الأفكار التى يثبت فسادها وباطلها وسوء مقاصدها ودمويتها وشراهتها لسفك الدماء، واستحلالها للحرام ، سواء دماء أو أموال،..هذه الأفكار لا تموت من ناحية الذكر الاسمى، لكنها تنزوى جانبا فى ردهات التاريخ وتحتل سطرا أو بضعة أسطر فى مراجع التاريخ والبحوث المتخصصة!
تتصارع الأفكار فيحل بعضها مكان بعض، ويقتل بعضها بعضا، ويهزم بعضها بعضا...وكم من أفكار -خاصة دينية وأيدلوجية-ماتت وأخرى نبذت وثالثة حوكمت وصدرت عليها أحكام جماهيرية بالإعدام حين بلغت تلك الجماهير مرحلة الفطام الدينى وبدأت تحبو فكريا استعدادا للسير على أقدامها مثل سائر الأمم!
فالافكار خالدة فى الذكر المعلوماتى والاسمى، لكنها ليست خالدة فى البقاء الفعلى والتأثير والتأثر وقيادة الجماهير!
الافكار التى تبقى هى أفكار الخير والحق والعدل التى تقود لإعمار الأرض وتحمى الأنفس وتصون الاوطان وتقدس قيم الحياة وتأنف وتنفر الناس من سفك الدماء..
إذن فهذه العبارة (الإخوان فكرة..والفكرة لا تموت!) هى من نوع أنصاف الحقائق..وأنصاف الحقائق أكاذيب تامة وخدع مكتملة!
تاريخ المسلمين يلقى فى وجه الجماعة بحقائق صادمة تثبت أولا أنها لم ولن تكون الجماعة الأولى القائمة على فكرة دينية ثم اندثرت وتوارت فى ردهات النسيان..ثم تثبت تلك الحقائق ثانيا فساد فكرة الإخوان فكريا وتاريخيا...
(٣)
انقسم المسلمون إلى شيع وطوائف وجماعات عبر التاريخ بسبب حدث هنا أو فكرة لمعت فى رأس مسلم هناك!
لقد وثقت المراجع ما يتجاوز مائة جماعة شيعية،منها على سبيل المثال لا الحصر (السبأية، التوابون، المختارية، الكيسانية، البربرية، الرزامية، الزيدية، الرافضة، الشيعة العلوية، الإمامية، الباقرية.....)
كما رصدت المراجع أكثر من خمسين جماعة تندرج تحت لافتة الخوارج منها (الحرورية، المارقة، الشرارة، الأرازقة، المحكمة الأولى، الصالحية، الأطرافية، العشرية....)
وأكثر من خمسين جماعة من المتكلمين مثل (المعتزلة بفرقها المختلفة، الواصلية، العمرية...)
وعشرات الجماعات من المرجئة والجبرية والمشبهة..
وما يتجاوز خمسين جماعة سنية منها (السلف، أهل الأثر، الصفاتية، أصحاب الحديث، أصحاب الرأى، أصحاب الصحاح، المذاهب الأربعة الشائعة، الظاهرية....)
ومئات الجماعات والطرق الصوفية مثل (الصوفية، الحلاجية من الفارضية، السهروردية، القادرية، الأحمدية، السنوسية، الشاذلية، المهدية...)
وعشرات التنظيمات السرية السياسية القائمة على فكرة دينية مثل (الوهابية، البابية، البهائية، القاديانية، الأحمدية الأهورية، علماء الجزائر، شباب محمد، التبليغ، التكفير والهجرة، الجهاد، حزب التحرير، علماء الإصلاح....)
تجاوز عدد ما تم توثيقه فى المراجع التاريخية خمسمائة جماعة وتنظيم، بعضها فاق قوة وعددا وتأثيرا كل التنظيمات المعاصرة!
هذا بخلاف المئات من الجماعات والتنظيمات التى تجاهلها التاريخ لفرط تفاهتها وانعدام تأثيرها مجتمعيا!
كل جماعة من هذه الجماعات قامت على فكرة فى رأس إنسان ما حاول أن يجد لها ما يشرعنها دينيا!
وكل جماعة اعتقد مؤسسها وتابعوه أنهم على حق وأنهم يمثلون صحيح الإسلام!
فأين الآن كل هذه الأفكار؟ وأين أتباعها ومتبعوها؟! لقد أصبح مصير كل منها بضع صفحات أو أسطر فى مرجع تاريخى أو بحث علمى!
(٤)
الإخوان فكرة...لكنها فكرة فاسدة!
فماذا عن فساد فكرة الإخوان دينيا وتاريخيا؟
قامت الجماعة على فكرة واحدة،ونص دينى واحد بني عليه كل البناء الفكرى للجماعة...فكرة الإيمان بوجوب عودة الخلافة الإسلامية وانضواء كل مسلمى الأرض تحت رايتها..
والنص الذى تم إعادة بعثه هو حديث منسوب للنبى(ص) آخره عبارة تقول ..ثم تعود خلافة راشدة تعم الارض!
فهل قال الرسول حقا هذه الحديث؟!
الآن وبعد كشف المستور يمكننى القول أن الشك فى نسبة هذا القول للرسول يفوق اليقين أضعافا مضاعفة!
وفى أفضل أحوال اليقين أن النبى قال هذا الحديث دون أخر عبارةمنه وهى التى تتحدث عن عودة الخلافة! وعلماء الحديث أنفسهم أقروا بضعف وتهافت الرواية التى تشتمل هذه العبارة!
وبعضهم قديما قال أنها رغم ضعفها فقد تحققت بعد تولى عمربن العزيز الخلافة بعد عقود من حكم بنى أمية الوراثى الجبرى!
إذن فالرسول (ص) لم يقل هذه العبارة..فلا وعد إلهى بعودة الخلافة! هى أكذوبة كبرى دست على النبى (ص) ونسبت إليه! ونستحضر فى هذا قصة الصراع بين البيوت الأموية والعباسية والعلوية على الخلافة، وكيف لجأ كل فريق إلى تزوير أحاديث وأقوال ونسبتها للنبى (ص) عن فضل كل بيت منهم وأحقيته بمقعد الحكم!
كل ما بنى على باطل فهو باطل!
وأساس جماعة الإخوان باطل دينى كبير! وكل ما بنته الجماعة فكريا فوق هذا الأساس فهو باطل!
تلقيب حسن البنا بصاحب الدعوة باطل وتطاول على مقام النبوة، فلا صاحب دعوة إلا النبى محمد (ص)!
تكفير سيد قطب لعموم المسلمين باطل وافتئات على الذات الإلهية وتفردها بحق الحكم بإيمان أو كفر أى إنسان!
خروج الجماعة على الدولالقائمة باطل ونقض لعقد قائم بالفعل وتحصنه الشريعة الإسلامية!
تعاون الجماعة مع قوى غير مصرية باطل ويندرج تحت بند خيانة ونقض العهد بالولاء وطاعة أولى الامر!
اعتداء الجماعة على ممتلكات خاصة وعامة ودور عبادة باطل تحدت به الجماعة آيات القرآن الكريم التى حصنت دور العبادة والأنفس والممتلكات!
الباطل الفكرى للجماعة أيده الباطل السلوكى عبر تاريخها الممتد عبر ما يقرب من قرن..وكل المصريين الآن يعلمون جرائم الجماعة وتاريخها المخضب بالدم الحرام والخيانة!
وقد حول الباطل الفكرى والسلوكى الجماعة منذ بدء تكوينها إلى مجرد تنظيم سرى دموى يطمح للحكم والسلطة والنفوذ ويستبيح لنفسه – شأن كل التنظيمات الشبيهة –فى سبيل الوصول لغايته كل الوسائل مهما كانت دمويتها أو خستها وتعارضها مع مبادىء الأديان الاخلاقية!
لقد جرد الباطل الفكرى والسلوكى الجماعة من ادعاء أنها فكرة..وجعلها جماعة سياسية تطمع فى الحكم وتحاول شرعنة أطماعها بشرعنة دينية مثل عشرات الجماعات التى ظهرت واندثرت فى تاريخ المسلمين!
(٥)
الأفكار التى بنيت عليها الجماعات السرية تموت فعليا، وتبقى اسميا فى الكتب التاريخية!
فكيف ماتت الأفكار والجماعات عبر تاريخ المسلمين؟!
(الأفكار والطوائف والجماعات البائدة!)...
هذا العنوان هو الإجابة وهو كلمة السر فى مصير تلك الجماعات..وهو المصير الحتمى المنتظر لجماعة الإخوان، وهو كلمة سر رعب قادتها حاليا!
اختار مؤرخو التاريخ الإسلامى هذا المسمى والوصف – الطوائف والجماعات البائدة – للإشارة إلى مئات الجماعات التى بدأ ظهورها منذ الصراع الأول على مقعد الخلافة.
بعض تلك الجماعات ظهرت فى موقف سياسى معين وارتبطت اسما بزعيم روحى وفكرى وتنظيمى، والبعض الآخر ظهر طبقا لرؤية فقهية معينة أو تفسير دينى معين. ثم بدأ تكوين بناء فكرى وتنظيمى استمر لسنوات أو عقود،ثم بدأت مرحلة التوارى شيئا فشيئا..هذه هى دورة حياة كل جماعة !
اندثرت مئات الجماعات والأفكار خاصة السياسية منها، ثم بدأت مرحلة التعايش مع المدارس الفقهية الرئيسية إلى اليوم. غلب الاندثار على الأفكار السياسية والجماعات التى قامت عليها بمجرد انتفاء الغرض أو تفنيد الفكرة أو رفض المجتمعات لها، أو وأد الدول لها والقضاء عليها عسكريا!
فى العصور الحديثة لم تكن جماعة الإخوان متفردة فيما قامت عليه، فقد سبقها أو عاصرها أو لحقها جماعات أخرى منها شباب محمد، الوهابية ، البابية، التكفير والهجرة....واندثرت غالبيتها وانزوت.. حتى الأنجح منها حديثا وهى والوهابية فى طريقها للاندثار!
وساعدت الظروف السياسية المصرية فى امتداد عمر جماعة الإخوان لما يقرب من قرن، وكان يمكنها البقاء لعقود أخرى لولا وصولها للحكم الذى كان إعلان نهاية لها، وبداية دخولها تحت عنوان (الفرق والجماعات البائدة) وذلك تماشيا مع طبيعة التنظيمات السرية على مستوى العالم!
أى جماعة سرية تستطيع وتفضل العمل السرى الذى تكون غايته الحصول على أعضاء جدد وتنفيذ عمليات هدم مجتمعى مستغلة أى صعوبات اقتصادية للجماهير.
لكنها بمجرد ظهورها العلنى ومطالبتها بممارسة أدوار بناء مجتمعى تبدأ فى التلاشى،لأن بناء الدول يتنافى مع خبراتها وما اعتادت عليه واكتسبت خبرات متراكمة للقيام به!
يدفع أى جماعة سرية لطريق النهاية – حين تبدا مرحلة العمل العلنى -تخلى مؤسسات دينية عنها خوفا من مواجهة المجتمعات التى تكتشف خواء الجماعة وعجزها عن تحقيق مطالبها فى تحقيق الرخاء وتحسين مستويات المعيشة.
تنتهى مرحلة الزواج السرى بين تلك المؤسسات وبين الجماعة السرية فى اللحظة التى تكون الجماهير وحياتها طرفا فى المعادلة!
هذا ما حدث مع جماعة الإخوان بعد وصولها للحكم...ففى أشهر قليلة فقدت غالبية الظهير الشعبى الذى عملت على اكتسابه عبر العقود..والذى لولاه لما حلم قادتها بالجلوس فى قصر الرئاسة المصرى مهما كانت هوية مسانديهم بالخارج!
ثم خافت قيادات مؤسسات دينية كانت فى مرحلة زواج سرى طويل الامد مع الجماعة من إشهار هذا الزواج ..خافت تلك القيادات من الوقوف فى وجه الجماهير فبدأت مرحلة التخلى العلنى عن الجماعة نجاة بنفسها وحفاظا على نفوذ المؤسسة الروحى والمجتمعى..!
(٦)
تدرك القيادات الفكريةللجماعة الآن أنها قاب قوسين أو أدنى من بوابة الدخول للكهف التاريخى للجماعات والفرق البائدة، وأنه لا مجال لإعادة الجماعة للحياة مرة أخرى فى التربة المصرية!
لكنها تحاول القيام بشيئين، أحدهما يخص البناء التنظيمى لها وهو الإمساك بتلابيب أعضائها خاصة الشباب وحبسهم داخل داخل تلك الاكذوبة الجديدة وعدم منحهم الفرصة لأى اندماج مع الجمهورية الجديدة شأنهم شأن جميع شباب مصر...
أما الشىء الآخر وهو الأخطر، فهو ما يخص جموع المصريين. لقد انتهت من أجندة الجماعة فيما يخص المصريين مرحلة التودد والنعومة الخطابية وارتداء ثوب المسكنة وأى محاولات استقطاب فكرى أو عاطفى!
بدأت الجماعة منذ لحظة كشفها جماهيريا فى تنشيط خيارات العداء المباشر مع المصريين وترهيبهم وهدم ما تحقق من مشاعر أمن واطمئنان...ومحاولة دفع المصريين للندم على موقفهم من الجماعة أو أن يدفعوا ثمن القرار والموقف!
هذا السلوك طبيعى ومتكرر فى عشرات المشاهد ومن جانب عشرات الجماعات السرية عبر التاريخ. حين يشتد الخناق على أى تنظيم سرى ويرى قادته مكانهم ومكان تنظيمهم فى قائمة الجماعات البائدة، يكون سلوك التنظيم فى أقصى درجات عنفه وعدوانيته ودمويته، وتحركه دائما مشاعر ودوافع الرغبة الجارفة فى الانتقام المجرد بغض النظر عن تحقيق التنظيم أى مكاسب!
فى آخر مرحلة من دورة حياة أى تنظيم يتخلى عن كل أقنعته الاخلاقية والدينية ويتحول إلى كائن شرس شرير شره لا يصل بعدها أبدا لمرحلة إشباع لرغبة الانتقام إلا بلفظ أنفاسه الأخيرة!
على الشعوب التى تكون فى ذلك الموضع أن تكون على درجة من الوعى تدرك معها طبيعة ما تواجهه..
وفى حالة الشعب المصرى، فعليه إدراك أنه سيتعرض لتلك الموجات المتتالية لمدى زمنى غير قصير..وعلى نخبته الثقافية أن يكون لديها وعى كامل بدورها المفترض طويل المدى فى التصدى الفكرى لتلك الموجات ودورها فى عمل حائط صد يحمى الجماهير!
وعلى العقل القانونى المفكر للدولة أن يكون من الحصافة والذكاء بألا يسمح بوجود كيانات قانونية تعمل كغطاء جديد للجماعة لمنحها دورة حياة جديدة فى مصر مثل بعض الجمعيات الدينية والأهلية!
نحن الآن فى الأمتار الأخيرة قبل خط نهاية وجود الجماعة فعليا وتحولها إلى بضعة أسطر فى كتب التاريخ وهى الأمتار الأخطر وتتطلب ثبات انفعالى شعبى وتيقظ نخبوى توعوى حتى تغلق الصفحة للأبد!
ولا بد من تذكير عوام المصريين دائما بحقيقة هامة رغم مرارتها، أنهم كانوا المساند الأكبر للجماعة فى أكثر لحظة مفصلية فى تاريخها وهى لحظة انتخابها للحكم. فبدون تلك المساندة كان يمكن اختصار كثير من معاناة هؤلاء المصريين أنفسهم!
هذه الحقيقة – رغم قسوتها – لكنها من المفردات الإيجابية فى اللحظة الراهنة..لأنها تعنى ببساطة أن رحلة تشييع الجماعة إلى مثواها الأخير الآن وبعد فقدها لتلك المساندة الجماهيرية ستكون رحلة قصيرة جدا جدا!