«المصرى للفكر» يعد ورقة إطارية حول جلسة الأحزاب والمناخ بالمنطقة الخضراء
أعد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، جلسة نقاشية بعنوان "الأحزاب والتنمية المستدامة والمناخ: الدور الحزبي في تعزيز التنمية المستدامة لمواجهة تبعات المناخ"، والتى تعقد مساء اليوم بالمنطقة الخضراء على هامش فعاليات قمة المناخ بشرم الشيخ.
وأوضحت الورقة الإطارية للمركز أن الحكومة المصرية تبنت خلال السنوات الأخيرة اتجاهًا استراتيجيًا لتعزيز وتوطيــن أهــداف التنميــة المسـتدامة مـن خـلال "رؤيـة مصـر 2030" للتوافـق مـع الأجندات التنموية الإقليميـة والأمميـة، وتسـتهدف رؤيــة التنميــة المســتدامة الارتقــاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسـين مسـتوى معيشته، عبر الحد من أشكال الفقر والجوع وتحسـين جـودة الخدمـات الأساسـية والبنيـة التحتيـة مـن ميـاه وكهربـاء وسـكن ومواصـات وطـرق، فضـلًا عـن تحقيـق المسـاواة فـي الحقـوق والفـرص وتمكيـن المـرأة والشـباب والفئـات الأكثــر احتياجـًـا، وبناء اقتصاد تنافسي قادر على تحقيق نمو مستدام واحتوائي لزيادة فرص العمل وتوســيع التكنولوجيــة الماليــة والابتــكار والبحــث العلمـي.
وتضمنت الورقة أنه من بيـن المحاور البـارزة فـي رؤيـة التنميـة المسـتدامة، بنـاء نظـام بيئـي مسـتدام لمواجهـة الآثـار المترتبـة علـى التغيـرات المناخيـة، خاصـة أن مصـر تعـد إحـدى الـدول الناميـة المتضـررة مـن تبعـات المنـاخ، علـى الرغـم مـن أنهـا تسـهم بأقـل قـدرة مـن انبعاثـات الغـازات العالميـة الدفيئـة، والتـي تتسـبب فـي زيـادة درجـة حـرارة الأرض ومـن ثـم احتـرار الكوكـب.
وأشارت الورقة إلى أنه وضعت الحكومــة المصريــة حزمــة مــن السياســات والإجــراءات لتنفيــذ أهــداف التنميــة المســتدامة بمــا يراعي قضايا المناخ من قبيــل: إصــدار سندات خضراء عامة وخاصة وتطوير إدارة مورد الميـاه والطاقـة والهيدروحيـن الأخضـر والنقـل النظيـف، كما عملـت الحكومـة على حـل الفجـوات التنموية، وعــدم المســاواة الجغرافيــة لتحقيــق التنميــة المســتدامة، عبــر مشــروع "حيــاة كريمــة" بتكلفــة بلغــت 800 مليـار جنيـه لتحسـين نوعيـة الحيـاة فـي الريـف المصـري، واسـتهدفت تلـك المبـادرة فـي أحـد أبعادهـا بنـاء مرونــة مناخيــة للمجتمعــات الريفيــة، وتحســين قدرتهــا علــى التكيــف مــن خلال تحســين البنيــة التحتيــة وتوفيــر الميــاه النظيفــة والصــرف الصحــي، بمــا يوفــر حلــولًا مستدامة للتعافي مــن الأضرار الناجمة عن تغيرات المناخ.
كما تستهدف الجلسة النقاشــية تقييــم دور الأحــزاب السياســية المصريــة فــي تعزيــز خطــط التنميـة المسـتدامة المراعية للتعافي الأخضر، مـع طـرح مقترحـات وتوصيـات يمكـن لهـا أن تعـزز مـن هـذا الـدور الحزبـي فـي ظـل تصاعـد تبعـات المنـاخ والأزمـات الاقتصاديـة ويتضمـن النقـاش عـدة قضايـا أساسـية، منها:
التوعيــة البيئيــة فــي المجتمــع المصــري لكونهــا تمثــل أحــدى المجــالات التــي يمكــن للأحــزاب السياســية أن تلعــب فيهــا دورًا فــي الربــط بيــن التنميــة المســتدامة ومواجهــة تبعــات المنــاخ.
كذلك حشـد المـوارد والقـدرات فـي المجتمعـات المحليـة للتعافي الأخضـر، إذ تملك الأحزاب السياسـية نوابًا فــي كل المحافظــات المصريــة لديهــم القــدرة علــى التمثيــل والتواصــل الاجتماعــي ومعرفــة المشــكلات وتوجيـه نظـر الحكومـة لحلهـا، ناهيـك عـن اكتشـاف الابتـكارات المحليـة فـي مجـال التعافـي الأخضـر، بالإضافة إلى تقييـم ومراقبـة السياسـات والقـرارات الحكوميـة فـي مجـال التعافـي الأخضـر، بحيث تراعـي التحديات والمشـكلات الاقتصاديـة – الاجتماعـي فـي المجتمـع المصري، وأخيرًا متطلبــات التشــريعات اللازمــة مــن خـلال نــواب البرلمــان وإزالــة أي معوقــات يمكــن أن تحــول بيــن المجتمــع المصــري والتعافــي الأخضــر أو امتــلاك القــدرة والمرونــة الكافيــة لمواجهــة أي تبعــات للمنــاخ.
وتدور الجلسة حول دور الأحزاب في التوعية بارتباط التنمية المستدامة بالمناخ، وتقييم مبادرات الأحزاب في دعم المشروعات الخضراء بالمحافظات، والدور التشريعي للأحزاب في البرلمان في مجابهة تغيرات المناخ، وتقييم دور الأحزاب في دعم مبادرة "حياة كريمة" لبناء مرونة مناخية.