بلومبرج فى شرم الشيخ
السياسى ورجل الأعمال الأمريكى البارز مايكل بلومبرج فى شرم الشيخ. وخلال لقائه صباح أمس، الثلاثاء، الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، على هامش مشاركته فى فعاليات مؤتمر المناخ، «كوب ٢٧»، أشاد بتنظيم مصر المؤتمر، وأثنى على البنية التحتية والسياحية للمدينة، وقال إن مشاركته فى المؤتمر أتاحت له زيارة مصر، لأول مرة، وشجّعته على تكرار الزيارات فى المستقبل.
مؤسس ومالك غالبية أسهم مجموعة «بلومبرج إل بى»، Bloomberg L.P، للخدمات الإخبارية والإعلامية والمعلومات المالية، يحتل المركز العاشر فى قائمة مجلة «فوربس»، سنة ٢٠٢١، لأغنياء الولايات المتحدة، والمركز العشرين فى قائمة أغنياء العالم، وتقدر ثروته حاليًا بحوالى ٧٠ مليار دولار. لكن ما يعنينا، الآن، هو أنه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للمدن وتغير المناخ، ويرأس مجموعة «سى ٤٠»، التى تضمّ رؤساء ٩٧ مدينة فى العالم، والمعنية بالحفاظ على البيئة والترويج لاستخدام الطاقة المتجددة.
سياسيًا، كان «بلومبرج» عمدة مدينة نيويورك منذ ٢٠٠٢ إلى ٢٠١٣، وأطلق فى نوفمبر ٢٠١٩ حملة ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة عن الحزب الديمقراطى، التى أنفق عليها أكثر من ٩٠٠ مليون دولار، غير أنه اضطر إلى إنهائها فى مارس ٢٠٢٠، بعد نتائج الانتخابات التمهيدية المخيبة للآمال، وقال فى بيان: «منذ ثلاثة أشهر ترشحت للانتخابات الرئاسية للفوز على دونالد ترامب. واليوم، أنسحب من السباق للسبب نفسه: الفوز على ترامب، إذ بات واضحًا أن الاستمرار سيجعل تحقيق هذا الهدف أكثر صعوبة».
مع كارل بوب، الرئيس السابق لـ«نادى سييرا»، Sierra Club، أولى وكبرى المنظمات البيئية الأمريكية، قام «بلومبرج» بتأليف كتاب عنوانه «مناخ الأمل.. كيف تستطيع المدن والشركات والمواطنون إنقاذ الكوكب؟»، صدر فى أبريل ٢٠١٧، وبعد إعلان الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، فى يونيو التالى، عن انسحاب الولايات المتحدة من «اتفاقية باريس» لتغير المناخ، هاجم «بلومبرج» هذا القرار، بشدة، وأعلن عن تبرع مؤسسته الخيرية بـ١٥ مليون دولار، لدعم عمليات الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، خاصة تلك المتعلقة بمساعدة الدول النامية والأقل نموًا على تنفيذ التزاماتها.
على امتداد ٢٧١ صفحة من القطع المتوسط، تناول بلومبرج وبوب، فى «مناخ الأمل» تجاربهما الخاصة مع حملات الحفاظ على البيئة ومواجهة تغير المناخ، وطرحا خارطة طريق لمواجهة ذلك التحدى الصعب، عبر تحفيز التحوّل فى طريقة التفكير التقليدية، ليكون التغيير من الغد إلى اليوم.. ومن التكاليف إلى الفوائد.. ومن أسفل إلى أعلى، أى من الأفراد، الشركات والمدن، إلى الحكومات.. ومن الخوف إلى الأمل.
منذ سنة ٢٠١٨ تقيم المجموعة «منتدى بلومبرج للاقتصاديات الجديدة»، الذى يهدف إلى مناقشة القضايا الاقتصادية العالمية، مع التركيز على التزام الدول بالحد من آثار التغيرات المناخية، وتوفير التمويل اللازم للدول الناشئة لمواجهتها. وخلال دورته الرابعة، التى استضافتها سنغافورة فى نوفمبر الماضى، اختار المنتدى مصر والإمارات نموذجين للاقتصاديات الصاعدة فى المنطقة، عقب وباء كورونا، وأشار إلى أن الإصلاحات الاقتصادية مكّنت الدولتين من تجاوز تأثيرات الوباء ومواجهة التحديات التى فرضها على المنطقة والعالم.
على هامش تلك الدورة، التقى «بلومبرج» الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، التى ناقشت معه الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية، التى نفذتها الدولة المصرية، والتى أتاحت المزيد من فرص الاستثمار فى مجالات البنية التحتية المستدامة والتحول الأخضر، لمؤسسات التمويل الدولية والقطاع الخاص. ومن جانبه، أكد «بلومبرج» أهمية تعزيز عمل الحكومات، بالمشاركة مع القطاع الخاص، لدعم التحول الأخضر والاستثمارات المناخية، لدفع أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى الدور الذى يمكن أن تلعبه الشركات العالمية لدعم الاستثمارات فى الأسواق الناشئة لتعزيز العمل المناخى.
.. وتبقى الإشارة إلى أن السياسى ورجل الأعمال الأمريكى البارز ناقش مع رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائهما أمس، مقترح عقد مؤتمر، فى أبريل أو مايو من العام المقبل، ٢٠٢٣، عن الفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر، مع إمكانية الاستفادة من خبرات مؤسسة «بلومبرج»، التى تضم أكثر من ٢٠ ألف موظف، ولديها أكثر من ١٠٠ مكتب حول العالم، فى الترويج للمؤتمر واستقطاب كبريات الشركات العالمية للمشاركة فيه.