الدماغ الحوفي ولغة الجسد!
يوجد ثلاثة عقول داخل الجمجمة البشرية يقوم كل منها بوظائف متخصصة تعمل معًا وهذه الأجزاء هى “عقل الزواحف” ويسمى جذع المخ وعقل الثدييات ويطلق عليه "الدماغ الحوفي" والعقل البشري ويتمثل في "القشرة المخية الحديثة"
- الدماغ الحوفي وظيفته الرئيسية هي ضمان بقائنا كأجناس بشرية، وهو يقوم بذلك من خلال كونه مبرمجًا ليجعلنا مطمئنين، وذلك عن طريق تجنب الخطر أو القلق والبحث عن الأمان والراحة كلما أمكن ذلك.
- يعتبر الدماغ الحوفي مثله مثل الحاسوب الذي يستقبل ويحفظ البيانات التي يحصل عليها من العالم الخارجي لذا فهو يسجل ويحتفظ بسجل ملئ بالأحداث والخبرات السلبية،على سبيل المثال: أصبع محروق من موقد ساخن، اعتداء من قبل إنسان أو حيوان ضار حتى التعليقات المؤلمة والمواقف السارة.
- غالبًا ما يكون من الصعب نسيان شخص ما أساء إلينا فعندما نلتقي بشخص مزعج مصادفة ستظهر المشاعر السلبية القديمة على السطح مجددًا،السبب في ذلك أن تلك التجربة تسجل في الجهاز الحوفي والعكس تحدث مشاعر سعادة عندما نرى صديقًا قديمًا أو نتذكر حدثًا سعيدًا من أحداث الطفولة لأن تلك المواقف تم تسجيلها في منطقة المشاعر الطيبة الموجودة ببنك الذاكرة المرتبط بجهازنا الحوفي.
- لا يحصل الدماغ الحوفي على فترات راحة وهو يعمل دائمًا وهو أيضًا مركز عواطفنا وهو المسئول عن بقائنا ويعتبر الدماغ الحوفي بمثابة العقل الصادق أما العقل البشري أو العقل المفكر فهو العقل الذي يتميز بقدرته على الحساب والتحليل والتفسير وهو الجزء في العقل الذي يميزنا عن الثدييات وهذا العقل هو الذي يستطيع أن يخدع.
- ونظرا لأن الدماغ الحوفي مسئول عن حمايتنا فعندما يواجه الناس خطرًا فإن ردود أفعالهم تتباين ما بين التجمد ،الهرب، القتال.
- نحن لا نتجمد فقط عندما نواجه أخطارًا مادية أو مرئية ولكن قد يحدث ذلك عندما يدق جرس الباب في وقت متأخر من الليل أو عندما يتم توجيه أسئلة لشخص ما ويعتقد أنها ستسبب له مشاكل في هذه الحالة نجده يتجمد على كرسيه وأيضًا يحدث ذلك أحيانًا في مقابلات العمل عندما يحبس الناس أنفاسهم أو يصبح تنفسهم بطيئًا جدًا عندما يحسون بأنهم مهددون.
- عندما يواجه الشخص خطرًا ما ولايمكنه التجمد أو الفرار فإن البديل الوحيد الذي يتبقى أمامه هو القتال
- يعد الجدال أحد أشكال القتال بوسائل غير مادية كما تعتبر الإهانات والادعاءات والمضايقة والتهكم كل هذه الأشياء مرادفات حديثة للقتال لأنها جميعًا أشكال للعدوان.
في السطور التالية يقدم لنا عميل المباحث الفيدرالية "جو نافارو" والمتخصص في لغة الجسد الكثير من المعلومات القيمة التي تساعدنا في قراءة أفكار الآخرين والتعامل معهم من خلال كتابه " ما يقوله كل جسد" :
أولًا: سلوكيات تعبر عن القلق والتوتر
- لمس الوجه، اللحية، الرقبة، تدليك الساق، فرك الجبهة، اللعب بالشعر كلها ردود فعل بشرية يمكنها أن تساعد الفرد عندما يواجه موقفًا مثيرًا للقلق.
- بعض الناس يصفرون لتهدئة أنفسهم عندما يمشون في منطقة غريبة من المدينة أو في الظلام أو في طريق مهجور، بعض الناس يتحدثون لأنفسهم في محاولة للتهدئة أثناء أوقات القلق.
- يبتعد الناس عن بعضهم دون وعي عندما لا يتفقون أو يشعرون بالقلق تجاه بعضهم.
- معدل ارتعاش العين يزداد عندما يكون أي شخص واقعًا تحت التوتر سواء كان يكذب أو لا.
- عندما تختفي الشفاه عادة ما يكون التوتر أو القلق سبباً في هذا السلوك.
ثانيًا: أقدامنا تنقل ما نفكر فيه ونشعر به بالضبط وبطريقة أكثر صدقًا من أي جزء آخر من أجسادنا.
غالبًا ما تعكس طريقة مشينا حالتنا المزاجية ومشاعرنا، نستطيع أن نمشي بحيوية أو ونمشي بخطوات متثاقلة، نستطيع أن نتجول ونسير بتمهل ونمشي مشية عسكرية، عندما نكون سعداء ومنفعلين نمشي وكأننا نحلق في الهواء نرى ذلك مع المحبين وأيضًا مع الأطفال المتلهفين لدخول حديقة عامة
- عندما يتحدث شخص إليك وأقدامه تتجه بعيدًا فإن ذلك يعتبر إشارة جيدة على أن الشخص يريد أن يكون بمكان آخر ربما يكون متأخرا عن موعده مضطر للذهاب بالفعل وفي أحيان أخرى يكون ذلك إشارة إلى أن الشخص لم يعد يريد أن يكون معك أوأنك قلت شيئًا كريهًا أو قمت بعمل شئ مزعج.
- إذا كان الشخص يجلس واضعًا كلتا يديه على ركبتيه مع إحكام قبضته على الركبتين هذه إشارة واضحة إلى أنه مستعد في عقله لإنهاء المقابلة والرحيل .
- إذا لاحظت أن قدمي الشخص تبتعدان عن بعضهما البعض بعد أن كانتا مقتربتين تستطيع أن تكون واثقًا تمامًا أن هذا الشخص قد أصبح غير سعيد
- نقاطع سيقاننا بطريقة طبيعية عندما نشعر بالراحة ولكن الظهور المفاجئ لشخص غير مرغوب فيه سيدفعنا إلى أن نبسط سيقاننا
ثالثًا : الجذع والذراع ومدلولاتها
- إذا شعرنا بحركة في اتجاهنا سنبتعد سواء كانت تلك الحركة قادمة من كرة قدم أو من سيارة متحركة وبنفس الطريقة عندما يقف الفرد إلى جوار شخص بغيض أو شخص لا يحبه سيميل جذعه بعيدًا عن هذا الشخص.
- الأزواج الذين يبتعدون عن بعضهم البعض عاطفيًا سيبدأون أيضًا في الابتعاد جسديًا لا تتلامس أياديهم كثيرًا وتتجنب أبدانهم أحدها الآخر عندما يجلسان جنبًا إلى جنب سيبتعدون عن بعضهم ويخلقون مساحة سكون بينهم وعندما يجبرون على الجلوس إلى جانب بعضهم فإنهم يستديرون فقط نحو أحدهم الآخر برؤوسهم وليس بأجسادهم.
- يمكن رؤية المحبين يقتربون من بعضهم البعض أثناء جلوسهم على طاولة المقهى حيث تتقارب وجوههم من بعضها حتى يزيد الشعور بالألفة ويكون جانب البطن لدى كل منهما في مواجهة الآخر.
- يميل الأشخاص تجاه أحدهم الآخر عندما تكون هناك راحة وموافقة بينهم بينما نبتعد عن الأشياء والأشخاص الذين لا نحبهم حتى عن الزملاء عندما يقولون أشياء لا نتفق معهم فيها .
- عندما يكون الابتعاد عن شخص أو شي لا نحبه أمرًا غير عملي أو غير مقبول اجتماعيًا غالبًا ما نستخدم أذرعنا أو أشياء أخرى بطريقة لا شعورية لتعمل كحواجز.
- في حرم الجامعة غالبًا ما نرى النساء يحملن مذكراتهن بالقرب من صدورهن بينما يدخلن إلى حجرة الدراسة خاصة في الأيام الأولى وبمرور الوقت سيتحولن إلى حمل مذكراتهن إلى جوانبهن.
- يمكن رؤية الأطفال وهم يعقدون أذرعهم أو يشبكونها فوق أجسادهم عندما يشعرون بالإحباط أو يميلون للعصيان
- انحناء الجذع يعتبر إشارة غير ملفوظة تدل على احترام الآخرين.
- يعتبر التمدد على أريكة أو مقعد علامة طبيعية على الراحة ولكن عند مناقشة الأمور الجادة يعتبر سلوك التمدد سلوك قليل الاحترام ويظهر عدم الاكتراث بمن يتولى الأمر وغالبًا ما يجلس المراهقون بصفة خاصة ممددين على مقعد أو منضدة كطريقة غير ملفوظة للتعبير عن السيطرة على البيئة المحيطة بهم بينما يتم توبيخهم من قبل والديهم وهو سلوك سئ يجب عدم تشجيعه أو السماح به.
- التمدد سلوك يعبر عن السيطرة، ومن الجيد القيام به في منزلك ولكن ليس في محل عملك خاصة خلال مقابلة العمل.
رابعًا: لغة الأيدي والأصابع
- أيادي الآخرين تنقل لنا المعلومات المهمة،ولكن هذا ليس كل شئ، بل إن حركات أيدينا تؤثر في كيفية فهم الآخرين لنا فمثلًا وضع اليدين على الخاصرة يعتبر سلوكًا مهمًا يمكن استخدامه لفرض السيطرة او للتصريح بأن هناك أمورًا مهمة وتميل النساء إلى استخدام وضع اليدين على الخاصرة بدرجة أقل من الرجال.
- تشابك اليدين خلف الرأس دليل على الراحة والسيطرة.
- وضع أطراف الأصابع منبسطة على سطح المائدة يعتبر سلوكًا مهمًا يعبر عن الثقة والسلطة.
- مد الذراعين فوق المقاعد يصرح للعالم بأنك تشعر بالثقة والراحة.
- قد ينظر الناس إليك بريبة إذا كانوا لا يستطيعون رؤية يديك أثناء حديثك وبالتالي تأكد دائمًا أن تجعل يديك واضحتين خلال التحدث وجهًا لوجه مع الآخرين .إذا تحدثت إلى شخص ما يضع يديه تحت طاولة اعتقد انك ستشعر بسرعة بعدم الراحة أثناء تلك المحادثة.
- هندمة النفس سلوك مقبول ولكن القيام بها عندما يتحدث إليك الآخرون، فهذه إشارة إلى عدم الاحترام.
- من خلال النظر لأيادي الأشخاص من الممكن في بعض الأحيان تقدير نوع العمل الذي يقومون به أو الأنشطة التي يشتركون فيها ، فأيادي الأشخاص الذين يقومون بالأعمال اليدوية يكون لها مظهر خشن، قد يشير الوقوف واليدان إلى الجانب إلى خبرة عسكرية سابقة.
- توضح اليدان ايضا مدي عنايتنا بأنفسنا وكيفية رؤيتنا للعادات الاجتماعية، وعادة ما يفسر الناس قضم الأظافر على أنه إشارة على القلق أو عدم الأمان
- لا يستمتع أحد بمصافحة يد رطبة لذلك أنصح الأشخاص الذين تتبلل أياديهم بالعرق دائمًا أن يجففوا أيديهم قبل أن يقدموا على مصافحة أي شخص يلتقون به خاصة الأشخاص المهمين مثل رب العمل المحتمل أو أصهار المستقبل كما أن بعض الناس يعتقد خطأ أنه إذا كانت يداك مبللتين بالعرق فلا بد أنك تكذب.
- رعشة اليدين قد تعني أنك واقع تحت ضغط وقد تعني أيضًا أن هناك مشاعر إيجابية قد تسببت في اهتزاز أيدينا عند نشعر فعلًا بالإثارة عندما تفوز بجائزة أو عندما تكون في انتظار أحد أفراد أسرتك في المطار.
- يشير وضع أصابع الإبهام في الجيب إلى قلة الثقة بالنفس وعدم الاستقرار أو القلق الاجتماعي بينما يشير بروز أصبع الإبهام من الجيب إلى الثقة بالنفس والمنزلة العالية.
خامسًا:العيون أصدق أجزاء الوجه
- تنعكس مشاعر السعادة الصادقة والعفوية على الوجه والرقبة.قد تظهر المشاعر الإيجابية عندما ترتخي الخطوط المجعدة المرسومة على الجبهة وعند ارتخاء العضلات المحيطة بالفم وظهور الشفتين بأكملها واتساع منطقة العين بسبب ارتخاء العضلات المحيطة بها وعندما تسترخي عضلات الوجه ويميل الرأس إلى الجانب كاشف أكثر منطقة حساسة لدينا وهي الرقبة هذا تعبير عن الارتياح الشديد.
- غلق العينين باليدين هو طريقة فعالة لقول " لا أحب ما سمعته أو رأيته أو عرفته للتو".
- عندما نرى شخصًا نحبه او نفاجأ لدى رؤية شخص لم نقابله لفترة . نميل إلى توسيع أعيننا لجعلها تبدو أكبر بقدر المستطاع ، في عالم اليوم إذا كان رئيسك في العمل يحبك حقًا أو أنك قمت بعملك على ما يرام إذا كانت عيناه مفتوحتين بشدة عندما ينظر إليك.
- عندما ننظر مباشرة للآخرين، فإما أننا نحبهم أو مهتمون بهم أو نريد تهديدهم.