«رقص الإبل ».. رواية لفتحى إمبابى تكشف هوية أهل وادى النيل
صدر مؤخرًا عن الهيئة العامة للكتاب رواية "رقص الإبل "للكاتب الروائي فتحي إمبابي، وتأتي الرواية لتكون تتمة لمشروعه الروائي، والذي جاء عن نهر النيل والذي بدأه برواية "نهر السماء، وعتبات الجنة، عشق، منازل الروح، رقص الإبل"، وهي خماسية تعد الأولى للكشف عن تفاصيل تاريخ شعوب نهر النيل من المنبع للمصب.
يقول فتحي إمبابي لـ«الدستور»: «تروي رواية رقص الإبل قصة عشق صبي يدعي (التلب)، من قبائل (الحمر) التي تقيم في منطقة (النهود) الواقعة غرب ولاية كردفان والتي تعمل في رعي الإبل والماعز في المنطقة الواقعة على امتداد وسط السودان وحتى بحر العرب جنوبًا، مع ابنه عمه (مسك الجنة) وهي ابنة جارية شركسية قتلتها نساء القبيلة مسمومة».
وكانت عشيرة (التلب) قد عقدت اتفاقًا مع عشيرة من رعاة البقر، من قبائل البقارة تعيش في مدينة الرهد الواقعة جنوب مدينة (الأبيض) عاصمة كردفان، قبل أن يولد كلا من التلب ومسك الجنة بأن ابنها سيكون من نصيب ابنة خاله (ست النفر)، وكان كلاهما لم يتشكلا بعد في رحم أمهما.
عندما كان (التلب) مع أخوته في (مرحال الخريف الذي يستمر ستة أشهر)، والذي تقوم العشيرة خلاله برعي ما تملكه من إبل وماعز، قام الجد بوهب حفيدته (مسك الجنة) زوجة إلى ابن قاضي الأبيض مقابل حصول العشيرة على وثيقة بضم مساحات إضافية من الأراضي للزراعة والرعي.
عاد (التلب) فلم يجد (مسك الجنة) فجن جنونه، وذهب إلى مدينة الأبيض ليبحث عن ابنه عمه، حيث التقي (بالمهدي) الذي كان يمهد لإطلاق دعوته في عموم السودان، فالتحق بالحركة وصار مشايعًا للمهدية.
تستمر أحداث الرواية على خلفية حروب دارت بين جيش المهدية والقوات المصرية، وتوجت في نوفمبر 1883 بإبادة ثلاثة عشر آلاف جندي وضابط من القوات المصرية بقيادة قائد بريطاني ضعيف الشخصية يدعي جنرال هكس في معركة (شيكان).
يذكر أن "إمبابي" تخرّج في كلية الهندسة، وعمل مهندسًا حتى بلغ سن التقاعد، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في العام 1995 عن روايته «مراعي القتل»، وأصدر كذلك روايات «العرس»، «نهر السماء»، «أقنعة الصحراء»، «العلَم»، «شرف الله»، و«عتبات الجنة»، وله مجموعة قصصية عنوانها «السبعينيون»، بالإضافة إلى كُتب «سهام صبري زهرة الحركة الطلابية»، «الروافد الاجتماعية لجيل السبعينات»، «جنة الدساتير»، والقصة والسيناريو والحوار للمسلسل التلفزيوني «طيور الشمس» (2002).