قنصل الصين بالإسكندرية: ندعم مصر فى استضافة مؤتمر تغير المناخ «COP 27»
قال يانج يي، قنصل عام الصين بالإسكندرية، إن مصر تستعد بحماس لاستضافة مؤتمر المناخ "COP 27" الذي سيعقد في شرم الشيخ في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر 2022، مشيرًا إلى أن المؤتمر قد حظى باهتمام واسع النطاق من المجتمع الدولي.
وأضاف قنصل عام الصين بالإسكندرية، خلال تصريحات صحفية، إن هذا العام يصادف الذكرى الثلاثين لاعتماد اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ويتطلع غالبية الدول النامية، بما فيها مصر والصين لاستجابة المؤتمر على نحو فعّال لشواغلها ويعكس بشكل كامل مطالب البلدان النامية.
وأكد أن الصين تدعم مصر في استضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، وتدعو إلى التمسك بالتعددية، والتمسك بمبدأ المسئوليات العادلة والمشتركة لكن المتباينة ومبدأ القدرات الذاتية، والتنفيذ الكامل والدقيق للأهداف والمبادئ والترتيبات المؤسسية التي وضعتها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وإتفاق باريس، والترويج لـ"مؤتمر المناخ" لتحقيق نتائج إيجابية تلبي الاهتمامات الجوهرية للبلدان النامية، ومواصلة تنفيذ "التعاون بين بلدان الجنوب"؛ للمساهمة بالقوة الصينية والحكمة الصينية والحلول الصينية للحوكمة العالمية لتغير المناخ.
وأوضح أنه في السنوات العشر منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، وبتوجيهات فكر شي جينبينغ حول بناء الحضارة الإيكولوجية، طبقت الصين مفهوم التنمية الجديد، ووضعت الصين تغير المناخ في مكانة أكثر بروزاً؛ للمشاركة بنشاط في الحوكمة العالمية لتغير المناخ، وتزيد باستمرار من خفض كثافة انبعاثات الكربون، وتعزز باستمرار أهداف مساهمتها المستقلة.
وأضاف، أن السنوات الخمس المقبلة تشكل مرحلة حاسمة من بدء بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، سيأخذ البناء الحضاري الإيكولوجي في الصين أيضاً الحد من الكربون باعتباره اتجاهاً استراتيجياً رئيسياً، وسيعزز التآزر في الحد من التلوث وخفض الكربون، وسيعزز التحول الأخضر الشامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وسيحقق تحسين جودة البيئة من التغيير الكمي إلى التغيير النوعي، في الوقت الذي تفي فيه الصين بالالتزامات الدولية بإجراءات عملية وتقدم مساهمات بنشاط في مكافحة تغير المناخ، تشارك الصين أيضاً بنشاط في الحوكمة العالمية لتغير المناخ.
وأكد أن الصين ستشارك في أجندة مفاوضات المناخ العالمية، وفي صياغة القواعد الدولية بطريقة أكثر نشاطاً، وستعزز إنشاء نظام حوكمة مناخ عالمي عادل ومعقول وتعاوني ومنفعة مشتركة.
وأضاف، أن الاستجابات الفعالة لتغير المناخ تعتمد على الإجراءات وليس الشعارات، وينبغي علي البلدان المتقدمة أن تستجيب لنداء المجتمع الدولي لدعم التعددية، والتخلي عن أي شكل من أشكال التدابير الأحادية والدوائر الصغيرة التي تسيّس قضية المناخ، ولا ينبغي لها الانخراط في فصل وكسر سلسلة مناهضة العولمة لأي سبب من الأسباب، كما يجب على البلدان المتقدمة التعاون مع البلدان النامية لمعالجة أزمة المناخ في إطار التنمية المستدامة.
وأشار قنصل عام الصين إلى أن مؤتمر الأطراف السابع والعشرون القادم سيغتنم فرصة الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، كفرصة للالتزام بوضع القناة الرئيسية للاتفاقية، والتمسك بموقف "تعزيز تنفيذ الاتفاقية" الذي اقترحه اتفاق باريس، والتنفيذ الكامل والدقيق لأهداف ومبادئ الاتفاقية واتفاق باريس التابع لها، وخاصة مبادئ "المسئوليات المشتركة ولكن المتباينة" وفرص تنفيذ الترتيبات المؤسسية للمساهمات الوطنية المستقلة.
وفيما يتعلق بالتخفيف من آثار تغير المناخ، قال إنه ينبغي التركيز على تنفيذ الأهداف، وعلى جميع الأطراف تحويل أهداف المساهمة الوطنية المستقلة المقترحة إلى سياسات محددة وإجراءات متينة.
وأوضح أنه بالمقارنة مع تدابير التخفيف من تغير المناخ التي تقلل الانبعاثات بشكل مباشر، لم تحظ آثار ومخاطر التكيف مع تغير المناخ بالاهتمام الكافي لفترة طويلة في الماضي، وينبغي على المجتمع الدولي أن يولي أهمية كبيرة لاحتياجات وشواغل البلدان النامية في مجال التكيف.
وأشار إلى أن الاستثمار الحالي في دعم البلدان النامية للتكيف مع تغير المناخ غير كافٍ على نحو خطير، ومتأخر جدًا عن التقدم المحرز في مجال التخفيف من آثار تغير المناخ. في قمة المناخ السادسة والعشرون لعام 2021، اتفق الأطراف على إطلاق "برنامج عمل أهداف التكيف العالمي جلاسكو - شرم الشيخ" لمدة عامين لتنفيذ متطلبات اتفاقية باريس بشأن أهداف التكيف العالمية، وينبغي على جميع الأطراف دعم البرنامج الكامل لإحراز تقدم ونتائج ملموسة في مؤتمر المناخ الـ27، مضيفًا أنه لأمر مؤسف أن الوعد الذي قطعته الدول المتقدمة في عام 2009 بتقديم 100 مليار دولار أمريكي من الدعم المالي سنوياً بحلول عام 2020 لم يتم الوفاء به حتى الآن، وقد تسبب ذلك في آثار وعوائق خطيرة أمام البلدان النامية لتنفيذ إجراءات مناخية، كما أضر بشكل خطير بالثقة السياسية المتبادلة بين البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية، ومن المأمول أن يحث مؤتمر الأطراف الـ27 الدول المتقدمة على الوفاء بالتزاماتها السنوية البالغة 100 مليار دولار، ووضع خارطة طريق لمضاعفة أموال التكيف.
وأكد أن تغير المناخ هو تحدٍ مشترك للبشرية جمعاء، وإن التصدي لتغير المناخ مسألة تتعلق بمصير البشرية في المستقبل، وبصفتهما دولتين ناميتين، ستعزز الصين ومصر التعاون في الاستجابة لتغير المناخ، والعمل بشكل مشترك لجعل "التنفيذ" هو محور مؤتمر الأطراف 27 القادم، وجعله مؤتمرًا ناجحًا مع أكثر البلدان النامية المعنية بالتكيف والتمويل باعتباره أبرز النتائج.