ذكاء ومناورات.. كيف فاز بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست؟
دعّم فرز الأصوات نتائج النصر الذي حققه رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو من خلال الاحتفاظ بتصدر حزبه كأكبر قوة سياسية في الكنيست بـ 32 مقعدا، فيما حصلت كتلة اليمين على 65 مقعدا مما يمهد الطريق أمامه لتشكيل حكومة يمين قوية.
تفسير فوز بنيامين نتنياهو ليس صعباً، فالجميع يعرف ما يفعله “نتنياهو” ولكن مع حقيقة أن الاستطلاعات كانت تمنحه بين 60 مقعد و62 مقعد على أقصى تقدير، فيما جاءت النتيجة بـ 65 مقعد، مما طرح تساؤل حول كيفية تحقيق هذا الفوز؟
بعد فرز 89 % من الأصوات، لم يطرأ أي تغيير هذه المرة على خريطة توزيع المقاعد فقد احتفظ الليكود بـ 32 مقعد، يش عتيد بـ 24، الصهيونية الدينية بـ 14، المعسكر الوطني بـ 12، شاس بـ 11، يهدوت هتوراة 8، والقائمة الموحدة 5 ، وتحالف الجبهة والعربية للتغيير 5، وإسرائيل بيتنو (ليبرمان) 5 مقاعد، والعمل 4 مقاعد . بينما أشارت المعطيات إلى خروج أحزاب “ميرتس”، “التجمع”، البيت اليهودي" وعدم تجاوزهم نسبة الحسم.
كيف فاز نتنياهو؟
فهم نتنياهو خلال الأيام الأخيرة قبل الانتخابات أنه بحاجة ماسة إلى مقعد واحد فقط ليتمكن من حسم الانتخابات لصالحه، فقام بعمل مُكثف عشية ويوم الانتخابات، مما عمل على تعزيز كتلة اليمين وتوحيد صفوفها، حيث بذل نتنياهو قصارى جهده لتشجيع الجماهير على الخروج من منازلهم وإلى مراكز الاقتراع. كثف نتنياهو يوم الانتخابات من حملته وخرج إلى المدن معاقل حزب الليكود وقام بالنداء على الإسرائيليين من خلال ميكروفون وحثهم على الذهاب للتصويت.
كما قام بمناورة ضمن مناوراته المعهدوة، حيث كتب نتنياهو عبر حسابة في تلجرام إعلانا يحذر من نسبة تصويت منخفضة في مراكز دعم الليكود مستخدماً صور من ثلاث سنوات، مما يفسر زيادة ناخبي الليكود واليمين في الساعات الأخيرة قبل إغلاق الصناديق.
من ناحية أخرى، فإن انخفاض نسبة التصويت في المجتمع العربي التي لم تتخطي الـ 50 % ساهمت بشكل فعال في تعزيز كتلة اليمين. كما أن خروج حزبي التجمع، وميرتس وعدم تجاوزهم نسبة الحسم ساهم بشكل فعال بتعزيز كتلة نتنياهو بقرابة مقعدين إضافيين، إذ أن تعزيزحزب "يش عتيد" ليائير لابيد جاء على حساب حزب ميرتس وفي النهاية خسرت الكتلة بأكملها، فيما استفاد نتنياهو وتمكن من الحصول على عدد مقاعد مريح يمكنه من تشكيل حكومة يمين جديدىة بسهولة.