كيف كشفت التكنولوجيا الحديثة شكل وأسرار الحياة في مصر القديمة؟
أكدت صحيفة "نيو ساينتيست" البريطانية، أن بعد مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، تعمل الأشعة المقطعية والطابعات ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي على وضع عالم الفراعنة ومصر القديمة - والمصريين القدماء العاديين - في بؤرة أوضح.
وتابعت أنه قبل قرن من هذا الشهر، افتتح هوارد كارتر قبر الملك الصبي توت عنخ آمون، وفي الداخل، وجد مجوهرات مزخرفة، وأثاث جميل، وملابس راقية - وماسك الوجه الذهبي الشهير، كان كل شيء منسجمًا مع الدفن الملكي في أكثر العصور ازدهارًا في تاريخ مصر القديمة، فقد كان كل شيء تقريبًا في محله، إلا شيء واحد فقط غامض لأنه كان مختبئًا داخل أغلفة المومياء، حيث اكتشف كارتر خنجرًا بدا في غير محله.
كشف أسرار الفراعنة
وأضافت أن المشكلة لم تكن في غلافه الذهبي، ولكن كانت في شفرته المصنوعة من الحديد اللامع - معدن لم يتعلم المصريون صهره إلا بعد قرون من وفاة توت عنخ آمون كان لدى كارتر تفسير بسيط، حيث افترض أن الخنجر قد تم استيراده، ربما من الإمبراطورية الحثية القديمة في الأناضول، حيث كانت هناك صناعة حديدية مبكرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتم التأكيد من نظرية كارتر حتى عام 2016 التي تؤكد أن الحديد كان متواجد من مناطق أبعد بكثير، مع اكتشاف أنه يحتوي على مستويات عالية من النيكل المرتبطة بالحديد النيزكي. بالنسبة للمصريين الذين لفوا الخنجر بالقرب من جسد ملكهم، فقد كان هدية من الآلهة.
وأوضحت أن ما يجعل هذا الاكتشاف مهمًا هو الطريقة التي تم إجراؤها - من خلال تحليل الأشعة السينية الذي تم إجراؤه دون إتلاف الخنجر، فهو مؤشر على نهج جديد في علم المصريات يركز على الحفاظ على التحف من التدمير، سواء كنت تدرس المومياوات دون فك غلافها أو إنشاء مناظر طبيعية افتراضية كما كانت موجودة منذ آلاف السنين، يمكننا الآن التعرف على الاكتشافات التي بالكاد كان كارتر يحلم بها مع ترك القطع الأثرية سليمة للأجيال القادمة.