الإسهال الخطير: مستشفيات لبنان تئن من وباء الكوليرا

لم يفق العالم بعد من انتشار فيروس كورونا ومستجداته حتى أتى شبح الكوليرا وانتشاره في لبنان ليصبح بعد فترة وجيزة وباءً آخر يهدد البشرية، إذ بدأ بإصابات طفيفة، ثم زاد تدريجيًا حتى آثار القلق في المنطقة العربية وجعل هناك تخوفات من انتشاره كما حدث لـ"كوفيدـ 19".

لم يتم رصد أي حالات في مصر، لكن دول عربية أبلغت عن تسجيل حالات إصابة أولية، وهو ما يشير إلى أن الخطر موجودًا لاسيما أن الكوليرا وصلت مخيمات اللاجئين السوريين وهم أفراد يعانون من الأساس بنقص الرعاية الصحية ومستلزمات الوقاية في كل وباء ينتشر.

أمس، أفادت منظمة الصحة العالمية في جنيف، بأن الكوليرا تنتشر في جميع مناطق لبنان، وذلك عقب بيان وزارة الصحة اللبنانية أعلنت فيه أنها سجلت أول حالات الإصابة بالكوليرا منذ قرابة 3 عقود في منتصف أكتوبر.

الكوليرا.. مرض الإسهال الخطير

وقالت منظمة الصحة العالمية إن مرض "الإسهال الخطير" انتشر الآن في جميع مناطق البلاد، وأن هناك أكثر من 1400 حالة مشتبه بها بأنها مصابة بداء الكوليرا، وتم تأكيد ما مجموعه 448 حالة إصابة وتوفي 17 شخصًا.

لم تكن لبنان وحدها، لكن سبقتها سوريا التي سجلت قرابة 20 ألف حالة مشتبه بها في 24 محافظة، وأصبحت تهدد الأطفال بعد تسجيل 75 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا منذ بدايته، وهنا أعلنت الصحة العالمية أن إصابات لبنان جاءت بسبب البكتيريا في سوريا.

ويمكن أن تؤدي الكوليرا إلى الفشل الكلوي أو الوفاة بسبب الجفاف الشديد، لكن يمكن علاجها بسهولة بالأدوية، إذ أن الصحة العالمية أرجعت ذلك الانتشار إلى زيادة إلى الفيضانات والجفاف والصراعات والهجرة وعوامل أخرى قللت من الوصول إلى المياه النظيفة لكثير من السكان.

ماذا يحدث في لبنان؟ 

فما الذي يحدث في لبنان الآن؟ وكيف يسير الأمر الصحي لديهم بعد تفشي الكوليرا؟. "الدستور" تواصلت مع عدد من اللبنانيين لمعرفة القصة كاملة.

نانسي فارس، صحفية لبنانية، توضح أن الكوليرا تفشت في مناطق عديدة داخل لبنان، لاسيما ناحية الشمال تحديدًا والتي تضم ثلاث مستشفيات فقط أصبحت مليئة بالمصابين: "الأزمة بدأت منذ أكتوبر الماضي وتفشت حاليًا في شمال البلاد وهي المنطقة التي تم ثلاثة مسشتفيات حكومية فقط امتلأت الآن".

تضيف:"لم تعد المستشفيات الحكومية في تلك المنطقة قادرة على استيعاب المزيد من المصابين بالكوليرا، لذلك يتم رفض استقبالهم، في وقت أسعار المستشفيات الخاصة فيه أصبحت مرتفعة للغاية مقارنة برواتب اللبنانيين".

تابعت "المستشفيات الخاصة ترفض استقبال المرضى بالكوليرا قبل دفع رسوم الفحص التي تتكلف قرابة 200 دولار أمريكي، لاسيما عقب ارتفاع الدولار في الوقت الحالي وهو مبلغ ضخم مقارنة بعملة الليرة اللبنانية".

وبينت: "نطالب المنظمات الصحية بالتدخل السريع من أجل إيجاد حلول ووقف نزيف الوفيات والإصابات، لاسيما أن الوباء يفتك بالفئات الشابة وكبار السن هم الأعلى في الوفيات، وما هو معلن أقل بكثير من الواقع".

أزمة لبنان الاقتصادية الطاحنة 

يعيش أكثر من 90% من سكان لبنان في فقر مدقع بحسب اليونيسف، إذ فقدت العملة اللبنانية حوالي 90 في المئة من قيمتها خلال الفترة الأخيرة، كما أنها تواجه أزمة صحية في نقص الأدوية وكذلك عدم توافر الكهرباء.

بينما تقول راندا توهمان، مواطنة لبنانية، أن انتشار الكوليرا في لبنان يعود إلى التلوث والبكتريا نتيجة انتشار القمامة وتلوث المياه: "تلك الأمراض تتفشى بسبب حالة النظافة السيئة في لبنان فهنا انظمة الصرف الصحي متعطلة وتخرج وباء كل يوم منها على المنازل".

وتابعت "الأطفال يقومون بالسباحة في مياه الصرف الصحي الملوثة، والمواطنين يجمعون القمامة التي زادت عن الحد المعقول، وسبق وانتشر فيديو صادم في لبنان لطفل يعوم في مياة غير نظيفة ومن حوله أكياس القمامة تحيطه من كل جانب".

تقول:"وزارة الصحة أكدت أن المياه الملوثة هي السبب الرئيسي لتلك الحالات وانتشار الكوليرا بكثافة في البلاد، والمياه التي يشربها اللبنانيين ملوثة لذلك تنتقل الأمراض الصحية لهم سريعًا فلا بد من تدخل سريع من المنظمات الصحية".